الفجر الباسم |
08-04-2010 02:53 PM |
الجدل والمِراء
الجدل والمِراء
قال تعالى {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ فِى ٱلحَيوٰةِ ٱلدُّنيَا وَيُشهِدُ ٱللهَ عَلىٰ مَا فِى قَلبِهِ وَهوَ أَلَدُّ ٱلخِصَامِ ﴿﴾ وَإِذا تَوَلىٰ سَعَىٰ فِى ٱلأَرضِ لِيُفسِدَ فِيهَا وَيُهلِكَ ٱلحَرثَ وَٱلنَّسلَ ۗ وَٱللهُ لاَ يُحِبُّ ٱلفَسَادَ}[بقرة: 204-205]
قال الذهبي: ومما يُذَمُّ من الألفاظ: المراء، والجدال، والخصومة.
قال الإمامي الغزالي-رحمه الله-: المراء طعنك في كلام لإظهار خلل فيه، لغير غرض سوى تحقير قائله وإظهار مزيتك عليه. وقال وأما الجدال فعبارة عن أمر يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها.
قال: وأما الخصومة فلجاج في الكلام ليستوفي به مقصودا من مال أو غيره وتارة يكون ابتداء، وتارة يكون إعتراضا، والمراء لا يكون إلا اعتراضا. هذا كلام العزالي.
وقال النووي-رحمه الله-: أعلم أن الجدال قد يكون بحق وقد يكون بباطل: قال الله تعالى {وَجَـٰدِلهُم بِٱلَّتِى هِىَ أحسَنُ}[النحل: 125].
وقال تعالى { مَا يُجَـٰدِلُ فِى آيَـٰتِ ٱلله إلَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوا}[غافر: 4].
قال: فإن كان الجدال للوقوف على الحق وتقريره كان محمودا، وإن كان في مدافعة الحق، أو كان جدالا بغير علم كان مذموما، وعلى هذا التفصيل تنزل النصوص الواردة في إباحته وذمه، والمجادلة والجدال بمعنى واحد.
قال بعضهم: ما رأيت شيئا أذهب للدين، ولا أنقص للمروءة، ولا أشغل للقلب من الخصومة
|