شكوتي الى الله
شكوتي للي يسمع صدق الصوت لا قوته

ما احلى قيادة السيارة في خط الديرة و الاستماع الى التسجيل لاي تسجيل تنسجم النفس معاه ،،
و تنساب الذكريات مع طول الخط و مع الالتفات لليمين و لليسار و جمال المناظر ، جبال شامخات ، مساحات خضراء ، و غيم ابيض بسماء صافية ، و هوا ء دواء للعليل ... و غنيمات الراعي سارحة بالوادي .

رحلة سابحة و عين متأملة راكبة بساط الريح

أتأمل بيوت القرية من حجر و شجر ، حصون القرية ، مسيد القرية ... . خاوية على عروشها .

و السبب البترول .

تغيرت حياتنا من الماضي الجميل الى الحاضر السيء بسبب البترول
هاجر الكثير ان لم اقل الكل الى المدن و تركوا القرية بسبب البترول

البترول الاسود ، سود حياتنا .


مازلنا نعيش في ألم هذا البترول ،، لعله ينقضي و نعيش الحياة مابعد البترول كما كانت ما قبل البترول

ماضي التمر و السمن و لا حاضر التعب و الهم
ماضي الوادي و الدمنة و لا حاضر السكر و ضغط الدم

و التسجيل و المشوار قرب ينتهي ،،، و حلاوة الذكريات انتهت

وكان الله منه بترول

ماراح يكون عندي خبر قبل البترول ،، ياويلي ... .
لا تعليم و لا نور و لا تلفزيون و لا كمبيوتر ....
ماذا كنت ياترى ؟
كنت ،،، في الوادي طول اليوم ،، الله يعين
ماكان فيه طيارة و لا فضاء و لا حقوق انسان و لا علم و لا نور
ماكان راح يكون عندي خبر ،، انه فيه افلاك و كواكب و نجوم
و لا راح يكون عندي خبر ،، انه هناك ذرة و الكترونات ، و لا كيمياء و لا فيزياء
و لا رح يكون عندي خبر ،، انه هناك فقه و عبادات و عقيدة و لا حتى دعوة الناس للاسلام
و لا راح يكون عندي خبر ،، انه هناك علوم عربي و شعر و قوافي و اصول ادب و بلاغة و نقد
و لا راح يكون عندي خبر ،، باعجاز الله العظيم بهالكون و لا كنت اتعرف على مخلوقاته العظيمة في الارض و عالم الكائنات في البر و البحر و الجو و لا حتى في انفسنا و لا حتى في المادة و كنه المادة .

مافيه كشخة و لا سيارة فخمة و لا فلة
و لا قصة شعر
اشكالنا راح تكون بصورة ثانية ، بل واشكال مؤلمة
الحمدلله .. .