مجالس منتدى قرية المصنعة الرسمى

مجالس منتدى قرية المصنعة الرسمى (http://almasnah.co/index.php)
-   مجلـــــس أخبار القريــــــــة (http://almasnah.co/forumdisplay.php?f=14)
-   -   موضوع ليته يناقش في اجتماعاتنا بجدية (http://almasnah.co/showthread.php?t=10240)

المشرف العام 10-10-2010 09:17 PM

أعزائي الكرام أرجو التركيز على نقطة البحث الرئيسية دون التعريج إلى ماسواها سواء كانت شخصية أو غير ذلك حتى لانضطر لغلق الموضوع ،وليسمح لي الطرفان بهذه المداخلة البسيطة: أن أحدنا وإن تبنى رأياً معيناً ونافح عنه في مسائل حصل فيها النزاع قديماً بين العلماء ففي النهاية كما قيل:
ماختلف فيه الأولون فلن يتفق عليه الآخرون .... والله أعلم..

صالح مانع 10-11-2010 02:42 AM

رد علي اخي العزيز وابل :

طلبت ان اذكر اقوال العلماء اقول ارجع لمؤلفاتهم

رسالة السماع للامام الذهب


تفسير الامام ابن العربي

وكلام ابن حزم معروف

لكني احيل الى كتابين فيهما كفاية

كتاب الامام الشوكاني ابطال دعوى الاجماع

وكتاب الشيخ المحدث عبدالله بن يوسف الجديع حفظه الله : احاديث ذم الغناء والمعازف في الميزان

وايضا اوضح ان الهدف من كلامي تبين ان المسألة من مسائل الخلاف ولم اتطرق الى القول الراجح

اما اني اعتقد انها مباحة او حرام فهذا شأني ولا يجوز لي ولا لكم الانكار في مسألة خلافية.

قال احد المداخلين ان العلماء المذكورين لهم اخطاء عقدية في الصفات وغيرها اقول صدقت كما ان لغيرهم اخطاء

لكن موضوعنا عن مسألة فقهية فرعية فما دخل اخطائهم العقدية فيما نحن فيه .



تريد مني ان ابين لك كيف انك اسأت الظن فكلامك لي ( ما شاء الله تبارك الله يا صالح مانع
يعني علمك متسع لهذا قل إنكارك
وعلمك أكبر من أبو محمد
الرجل الذي تعدى الستين

الله يهدينا وإياك )

وقلت لك ولغيرك هنا انني لم ادعي ان علمي اكثر من علم ابو محمد حفظة الله فلماذا التفسير بما تريد .

ارجو توضيح ( هل تكتب في المنتدي بمعرفات اخري ) .

طلب علي الهامش :

وابل مااسمك ان لم تكن بنت لكي يسهل النقاش ؟





خضران بن سعد الكريمي 10-11-2010 07:47 AM

قال احد المداخلين ان العلماء المذكورين لهم اخطاء عقدية في الصفات وغيرها اقول صدقت كما ان لغيرهم اخطاءلكن موضوعنا عن مسألة فقهية فرعية فما دخل اخطائهم العقدية فيما نحن فيه .


انت تريد ان تثبت لنا ان الاخذ بكلام هؤلاء الائمة اخذا بالحق اليس كذلك؟
فهل ترى لو ان زيدا من الناس اخذ بهفواتهم ـ رحمة الله عليهم - في باب ما يجب على المسلم اعتقاده - وهو الفقه الذي هو اكبر من الفقه الذي تناقش انت فيه - بدعووى انهم من الأئمة فهل نقره على ذلك ونقول له انك اخذت بكلام الآئمة ام نبين له الحق ؟ وشيخ الاسلام رحمة الله عليه يقول : ما جاءنا عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يختلف اهل العم فيه خير او احب الينا مما جاء عن الله وعن رسوله واختلف اهل العلم فيه ، وهذا في الامور التعبدية المشروعة فكيف والامر مستقبح ومستهجن عند ذوي المروءات -اعني به الغناء - فما الظن بمن يعلم علم اليقين ان هذا الامر لم تثبت مشاهدته ولا نقله عن سادات هذه الامة وأوليائها الصالحين من الصحابة والتابعين لهم باحسان.
لقد قيل ان لكل نار خبوة ولكل جواد كبوة ولكل عالم زلة فاحذر يا هذا من تتبع زلات هؤلاء الائمة فكلهم مجتهد مثاب *** وخطاهم يغفره الوهاب ، وهذا في من كان منهم قد بلغ رتبة الاجتهاد ، وهذا يغمر في بحر حسناتهم رحمهم الله .
قال العلامة الامير الصنعاني رحمة الله عليه :وليس أحد من أفراد العلماء إلا وله نادرة ينبغي أن تغمر في جنب فضله وتجتنب .
واما دعواك ان هذا في باب الفقه وهذا في باب العقائد فكلاهما فقه وهذا معناه انك تقر بأن هذه زلة وقعت منهم - رحمة الله عليهم - في باب المعتقد فلما لا يكون الحال مثله في باب الفقه ام انهم غير معصومين في باب العقيدة وعصوموا في باب الفقه الاصغر .
واختم بالقول المأثور عن إمام من أإمة الهدى عبد الله بن مسعود صاحب رسولله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه ( من كان مستنَّاً فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، كانوا خير هذه الأمة، أبرُّها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا على الهدى المستقيم ) .

وهذه قطعة في رد بعض الأئمة الذين ذكرتهم نقلتها لك بنصها وفصها فتأملها جيدا:

وليس من شروط العالم أن لا يخطئ وما أحسن كلام الإمام الذهبي وأعدله في ترجمة الإمام أبي حامد الغزالي :" وما من شرط العالم أنه لا يخطئ "
وبعد أن ذكر الذهبي نماذج متنوعة من هفوات الغزالي وبعض ردود العلماء عليه قال : " ما زال الأئمة يخالف بعضهم بعضاً ويرد هذا على هذا ولسنا ممن يذم العالم بالهوى والجهل ". وقال رحمه الله في آخر ترجمته بعد أن ذكر ما له وما عليه :" فرحم الله الإمام أبا حامد فأين مثله في علومه وفضائله ولكن لا ندعي عصمته من الغلط والخطأ ولا تقليد في الأصول "

وابل 10-11-2010 10:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح مانع (المشاركة 163939)
الامام ابو محمد / علي ابن حزم رحمة الله
الامام سلطان العلماء / العز ابن عبدالسلام رحمة الله
الامام ابن دقيق العيد رحمة الله
الامام حجة الاسلام / ابو حامد الغزالي
الامام الذهبي رحمة الله
الامام ابن العربي المالكي رحمة الله
االامام محمد رشيد رضا رحمة الله
الامام محمود شلتوت شيخ الازهر رحمة الله
الشيخ / محمد الغزالي المعاصر
الامام العلامه يوسف القرضاوي حفظة الله

لا تحيلني إلى كتب ربما أفهم منها غير ما تفهم أنا أريد قول كل عالم ممن ذكرت في المعازف وما فهمته أنت منه وكيف ترجّحَ لك رأيه و خذ وقتك ماني بمستعجل.
ــــــــــ عمرك رأيت فتاة تسمى وابل...أنا ما لم سمعت ـــــــــ
أرجو من الإخوان التوقف عن المداخلات حتى يرد عليّ

صالح مانع 10-11-2010 10:58 AM

اخي العزيز خضران سعد الكريمي انا ذكرت لك اسماء علماء وقلت لهم اخطاء مثلهم مثل غيرهم من العلماء بارك الله فيك وهداني وياك الي طريق الحق ولكنني اناقشك في مسأله فقهيه وسوف اعطيك ماقاله العلامع الدكتور يوسف القرضاوي :



بعقلية الفقيه، ومنهج المحدث، وبعد نظر المفكر، يتناول العلامة الدكتور يوسف القرضاوي مسألة الغناء والموسيقى في كتابه القيم «فقه الغناء والموسيقى في ضوء القرآن والسنة» وينتصر فيه للعقل والنقل والفطرة، والكتاب من منشورات مكتبة وهبة في مصر، وتبلغ عدد صحفاته في طبعة الثالثة 2004م «255» صفحة.
تناول فيها العلامة القرضاوي مسألة حكم الغناء والموسيقى في الإسلام، وقد جاء التناول شاملاً، والنقاش عميقاً ومستفيضاً حول مسألة كانت ومازالت محل نقاش وجدل كبير.
وفيما يلي نضع بين يدي القارىء قراءتنا للكتاب لا ليقف عندها، ولكن لتكون له حافزاً للرجوع إلى الأصل ولتكن بدايتنا من المقدمة.. ففي مقدمة الكتاب يشير الشيخ القرضاوي إلى كتب له سابقة تناولت الموضوع مثل : «الحلال والحرام في الإسلام» و«فتاوى معاصرة» و«ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده» و«الإسلام والفن».. ولكن لأن الشيخ شعر أن الموضوع لايزال بحاجة إلى بسط الكلام حوله فقد كتب كتابه هذا الذي أفرده لمسألة الغناء والموسيقى حتى يعطي الموضوع حقه من البحث والنظر.


موقف الإسلام من الفن والجمال بين الافراط والتفريط

وفي موقف الإسلام من الفن والجمال بين الشيخ القرضاوي ان الحقيقة ضاعت بين طرفي أفراط وتفريط، فهنالك من يتصور ان المجتمع الإسلامي مجتمع عبادة ونسك، مجتمع جد وعمل، فلا مجال فيه لمن يلهو أو يلعب، أو يضحك أو يمزح، أو يغني، أو يطرب، لا يجوز لشفة فيه ان تبتسم ولا لسن ان تضحك، ولا لقلب ان يفرح، ولا لبهجة ان ترتسم على وجوه الناس !!
وعلى العكس من هؤلاء أولئك الذين اطلقوا العنان لشهوات أنفسهم، فجعلوا الحياة كلها لهواً ولعباً، وأذابوا الحواجز بين المشروع والممنوع.. بين المفروض والمرفوض.. بين الحلال والحرام.
ولهذا كان لابد من نظرة منصفة إلى الموضوع ـ بعيداً عن أفراط هؤلاء وتفريط أولئك ـ في ضوء النصوص الصحيحة الثبوت، الصريحة الدلالة، وفي ضوء مقاصد الشريعة وقواعد الفقة المقررة.






مبادئ أساسية في موقف الإسلام من الفنون


ويذكر الشيخ القرضاوي جملة من المبادئ الأساسية التي ينبغي اخذها بعين الاعتبار عند الحديث عن موقف الإسلام من الفن، ومن تلك المبادئ :

1ـ الإسلام دين واقعي في التعامل مع الإنسان كله :

فالإسلام يتعامل بواقعية مع الإنسان كله : جسمه ، وروحه، وعقله، ووجدانه، ويطالبه ان يغذيها جميعاً بما يشبع حاجتها، في حدود الاعتدال الذي هو صفة عباد الرحمن «والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما» وليس هذا خلقهم في أمر المال فقط، بل هو خلق أساسي عام في كل الأمور، وهو المنهج الوسط للأمة الوسط.
وإذا كانت الرياضة تغذي الجسم، والعبادة تغذي الروح، والعلم يغذي العقل، فإن الفن يغذي الوجدان، والمقصود بالفن هنا : الفن الراقي الذي يسمو بالإنسان لا الذي يهبط به.

2ـ القرآن ينبه على عنصري المنفعة والجمال في الكون :

فإذا كانت روح الفن هي الاحساس بالجمال وتذوقه، فهذا هو ما عني به القرآن، ونبه عليه في أكثر من موضع فالقرآن يلفت النظر بقوة إلى عنصر «الحسن» أو «الجمال» الذي أودعه الله في كل ما خلق إلى جوار عنصر «النفع» أو «الفائدة» فيه.
فقوله سبحانه «والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنها تأكلون» «النحل 5» فيه تنبيه على جانب المنفعة والفائدة وقوله بعد ذلك «ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون» «النحل 6» فيه تنبيه على الجانب الجمالي حيث يلفت الانظار إلى هذه اللوحة الربانية الرائعة التي لم ترسمها يد فنان مخلوق، ولكن رسمتها يد الخالق سبحانه.
وكذلك قوله سبحانه : «والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة» النحل 8» فالركوب يحقق منفعة مادية مؤكدة، أما الزينة فهي متعة جمالية فنية، وهذا التكامل مقصود للوفاء بحاجات الإنسان المادية والروحية.
وأيضاً قوله تعالى «وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها» النحل 14» فلم يقصر فائدة البحر على العنصر المادي المتمثل في اللحم الطري الذي يؤكل فينفع به الجسم، بل ضم إليه الحلية التي تلبس للزينة، فتستمتع بها العين والنفس.
وقد تكرر هذا التوجيه القرآني الذي يربط بين الجمال والمنفعة في الكون في كثير من الآيات.

3ـ المؤمن عميق الاحساس بالجمال في الكون والحياة.

فالمؤمن يرى يد الله المبدعة في كل ما يشاهده في هذا الكون البديع، ويبصر جمال الله في كل ما خلق وصور «الذي احسن كل شيء خلقه» «السجدة 7» وبهذا يحب المؤمن الجمال في كل مظاهر الوجود لأنه اثر جمال الله جل وعلا.
والمؤمن يحب الجمال لأن ربه يحبه، فهو جميل يحب الجمال، وهذا ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، حينما توهم بعضهم ان الجمال يتنافى مع الإيمان، أو يدخل صاحبه في دائرة الكبر والمقت عند الله وعند الناس، فقد روى ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» فقال رجل : إن الرجل يحب ان يكون ثوبه حسناً، ونعله حسناً، فقال صلى الله عليه وسلم : «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس» رواه مسلم.

الجمال المسموع.. الغناء والموسيقى
وبعد أن بين الشيخ القرضاوي عناية الإسلام بالجمال، وحرصه على جعل المسلم يستشعر ويتذوق الجماليات من حوله، وباعتبار ان الجمال له تجلياته المختلفة فمنه ما يتجلى لحاسة البصر، ومنه ما يتجلى لحاسة السمع، ومنه ما يتجلى لحواس أخرى، فإن الغناء والموسيقى هو ذلك النوع من الجمال الذي يتجلى لحاسة السمع، فما حكم الإسلام في الجمال المسموع «الغناء والموسيقى» ؟!
وللإجابة عن هذا السؤال بدأ الشيخ القرضاوي باستعراض جميع وجهات النظر الفقهية مع مناقشتها وبدأ بأدلة المحرمين للغناء والموسيقى.
أدلة المحرمين للغناء والموسيقى ومدى اعتبارها.
وقد استقصى العلامة القرضاوي أدلة المحرمين للغناء والموسيقى فوجدها تنحصر اجمالاً في خمسة أنواع من الأدلة وهي :
1ـ أدلة من القرآن الكريم.
2ـ أدلة من السنة النبوية والآثار المروية.
3ـ الاستدلال بالاجماع، خاصة إذا كان الغناء مع الآلات.
4ـ الاستدلال بقاعدة سد الذرائع.
5ـ الاستدلال بقاعدة الاحتياط واتقاء الشبهات.
ثم بدأ الشيخ القرضاوي باستعراض تلك الأدلة بالتفصيل ومناقشتها والرد على من استدلوا بها.
أدلة المحرمين للغناء والموسيقى من القرآن الكريم
وكانت البداية مع أدلة القائلين بالتحريم من القرآن الكريم، وقد استقصى لهم في ذلك خمس آيات من كتاب الله، وهي قوله تعالى :
1ـ «ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم «لقمان 6»
«وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين» «القصص 55».
«والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما» «الفرقان 72»
«واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك» «الاسراء 64»
«أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون» «النجم59ـ61»

ومن صـ 29ـ 39 ناقش الشيخ القرضاوي الاستدلال بتلك الآيات على تحريم الغناء والمعازف وبين انه لا حجة فيها ولا دليل للقائلين بالتحريم.



أدلة المحرمين للغناء والموسيقى من السنة

ثم استعرض الأحاديث التي استدل بها المحرمون للأغاني والموسيقى، وافاض في مناقشتها رواية ودراية من صـ40ـ 65 وبين ان الصحيح منها لايدل على التحريم، وان الضعيف لا يجوز الاحتجاج به.
وقد استقصى أدلة القائلين بالتحريم من السنة والاثار فكانت الحصيلة ما يلي :
1ـ حديث المعازف الذي رواه البخاري معلقاً «ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحِر «الزنا» والحرير والخمر والمعازف».
2ـ حديث تحريم الكوبة والغبيراء «إن الله حرم الخمر والميسر والكوبة والغبيراء.. رواه أحمد وأبو داود.
3ـ حديث «كل لهو باطل إلا ثلاثة» والحديث رواه أحمد وأصحاب السنن والحاكم « كل ما يلهو به الرجل المسلم باطل إلا ثلاثة «دميه بقوسه، وتأديبه فرسه وملاعبته أهله، فإنهن من الحق».
4ـ أحاديث الوعيد على اتخاذ القيان «المغنيات» والمعازف والدفوف، كحديث «في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف فقال رجل من المسلمين : يا رسول الله ومتى ذلك ؟ قال : إذا ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور، » رواه الترمذي.


وقد ذكر الشيخ القرضاوي أربعة أحاديث في هذا المعنى.
5ـ حديث «صوتان ملعونان : صوت مزمار عند نعمة وصوت عويل عند مصيبة» ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة برقم «427»
وعزاه إلى أبي بكر الشافعي في الرباعيات وغيره.
6ـ حديث زمارة الراعي : وهو ما رواه نافع ان ابن عمر سمع صوت زمارة راعٍ فوضع أصبعيه في أذنية، وعدل راحلته عن الطريق وهو يقول : يا نافع، أتسمع ؟ فأقول : نعم، فيمضي حتى قلت : لا، فرفع يده، وعدل راحلته إلى الطريق، وقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع زمارة راعٍ، فصنع مثل هذا» رواه أبو داود.
7ـ حديث «إن الغناء ينبت النفاق في القلب » رواه البيهقي عن ابن مسعود موقوفاً ولا يصح رفعه.
8 ـ حديث «مزمور الشيطان» وهو الحديث المشهور المخرج في الصحيحين ان أبابكر رضي الله عنه دخل على أم المؤمنين عائشة وعندها جاريتان تغنيان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أمزمور الشيطان في بيت رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم «دعهما يا أبابكر فإنها أيام عيد».
9 ـ ما روي عن عثمان انه قال : «ما تغنيت ولا تمنيت» اخرجه الطبراني.
وقد ناقش الشيخ القرضاوي كل تلك الأحاديث والروايات سنداً ومتناً وبين ان لا حجة فيها للقائلين بالتحريم، وختم ذلك بقوله «والخلاصة ان الأحاديث التي استدل بها القائلون بالتحريم إما صحيح غير صريح، أو صريح غير صريح، ولم يسلم منها حديث صريح واحد مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح دليلاً للتحريم».
الاستدلال بالاجماع على تحريم الغناء والموسيقى

واستغرب الشيخ القرضاوي دعوى البعض الاجماع على تحريم الغناء والموسيقى، مع انها قضية اشتهر فيها الخلاف من قديم، وذكر عدداً من العلماء الذين تصدوا لدعوى الاجماع هذه، منهم الامام الشوكاني الذي ألف رسالة أسماها «ابطال دعوى الاجماع على تحريم مطلق السماع» وبين من قال بإباحته من السلف والخلف بآلة وبغير آلة.
بل إن الشيخ القرضاوي حكى عن البعض اجماع أهل المدينة على اباحة الغناء بالعود، وحكى عن آخرين اجماع الصحابة والتابعين على إباحة الغناء ! وليس اغرب من ان يحكى الاجماع على الشيء وضده في آن معاً، وتبقى دعوى الاجماع هنا وهناك دعوى مجردة عن الدليل، ومخالفة للواقع.

الاستدلال بقاعدة سد الذرائع على تحريم الغناء

ومما استبدل به المحرمون للغناء والموسيقى قاعدة «سد الذرائع» والشيخ القرضاوي يقول عن نفسه انه ليس مع الذين لم يروا سد الذرائع، بل هو يراها من ارسخ قواعد الشرع، ودعائم الفقه، بشرط ان تستخدم في موضعها وفي إطارها الصحيح، دون غلو ولا تفريط.
وقد قرر العلماء المحققون من أمثال الإمام القرافي، والشاطبي ان المبالغة في سد الذريعة كالمبالغة في فتحها، كلتاهما تفسد أكثر مما تصلح، وتضر أكثر مما تنفع.
ويرى الشيخ القرضاوي ان المبالغة في سد الذرائع تحرم المجتمع من مصالح معتبرة، ومن خيرات كثيرة، وتحرم عليه طيبات قد احلها الله له، وتضيق عليه فيما وسع الله له.. وربما تنتهي إلى تغيير طبيعة الدين الذي قام على اليسر لا على العسر، وعلى التخفيف لا على التشديد، وعلى التبشير لا على التنفير، إلى دين متزمت متشدد.
ثم يقرر انه لا حاجة إلى استعمال قاعدة سد الذرائع في مسألة الغناء والموسيقى ويكفينا في ذلك الالتزام بالضوابط الشرعية للغناء المباح.

الاستدلال بالاحتياط واتقاء الشبهات لتحريم الغناء
وأما الاستدلال بالاحتياط واتقاء الشبهات على تحريم الغناء والموسيقى فالعلامة القرضاوي يرد عليه بأن اتقاء الشبهات ليس من الواجبات الدينية، وانما هو من الأمور المستحبة التي تقوى بحسب درجة الشبهة وإلا لسوينا بين المحرمات والمشتبهات، وهما مختلفان.
ثم إن الشبهة التي ينبغي اتقاؤها إنما تكون فيمن اشتبه عليه الأمر، أما من تبين له الأمر بانتقاله إلى أحد الطرفين : الحل أو الحرمة، فلم يعد الأمر شبهة في حقه.
ولذا نقول : إن من ظهرت له اباحة الغناء، وقامت له الحجة، واتضحت له المحجة، فلا يدخل الأمر عنده في دائرة الشبهات.

.

صالح مانع 10-11-2010 11:01 AM

أدلة المبيحين للغناء والموسيقى
وبعد ان يفرغ الشيخ القرضاوي من استعراض ومناقشة أدلة المحرمين للغناء والموسيقى، وبيان ان لا دلالة فيها على ما ذهبوا إليه من التحريم، يقول «كان يكفي المبيحين للغناء : ان تسقط أدلة التحريم واحداً بعد الآخر، ولا يبقى منها دليل واحد ينهض للدلالة على ما أراده المحرمون، وإذن يبقى الأمر على أصل الاباحة.
ومع هذا فعند المجوزين أو المبيحين أدلة شتى، تشد أزرهم، وتقوي ظهرهم فيما ذهبوا إليه، فعندهم أدلة من :
1ـ القرآن الكريم.
2ـ السنة النبوية الصحيحة.
3ـ هدي الصحابة الكرام.
4ـ مقاصد الشريعة وروح الإسلام.
إذا كان حب الغناء والطرب غريزة وفطرة إنسانية، فهل جاء الدين لمحاربة الغرائز والتنكيل بالفطرة ؟
الجمود والتقليد وضغط الواقع الغنائي المنحرف والأحاديث الضعيفة والموضوعة والغناء الصوفي وغياب الرؤية المقاصدية، كلها عوامل أدت إلى تشدد وتزمت البعض في مسألة الغناء والموسيقى

الأدلة من القرآن الكريم على اباحة الغناء

1ـ قوله تعالى «ويحل لهم الطيبات» «الاعراف 75» والطيبات جمع محلى بالالف واللام، فيفيد العموم ويشمل كل طيب، والطيب يطلق على المستلذ وهو الاكثر المتبادر إلى الفهم عند التجرد عن القرائن، ويطلق أيضاً على الطاهر والحلال وصيغة العموم كلية تتناول كل فرد من أفراد العام، فتدخل المعاني الثلاثة كلها.

قال الشوكاني: وقد صرح ابن عبدالسلام ان المراد بالطيبات في الآية المستلذات ومن هذا يعلم انه لا معنى لتشنيع البعض على الشيخ شلتوت ـ رحمه الله ـ لأنه استدل على اباحة الغناء بكونه من المستلذات، لأن معناه انه من الطيبات.

2ـ قوله تعالى «وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً قل ما عندالله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين» «الجمعة 11».

وقد جاء في سبب نزول الآية ـ ما ورد في صحيح مسلم وغيره ـ انهم كانوا إذا وصلت قافلتهم المنتظرة محملة ببضائعهم وتجارتهم استقبلوهم بالدفوف والغناء، فرحاً بسلامة وصولها من ناحية واملاً فيما يرجى من مكاسب وأرباح من ناحية أخرى.

ولقد بلغ شغفهم بها واقبالهم عليها، إلى حد ان هرعوا إليها وتركوا الرسول صلى الله عليه وسلم قائماً يخطب الجمعة حتى لم يتبق معه إلا اثنا عشر رجلاً فيما تذكر الروايات.

ووجه الاستدلال من الآية أنها عطفت اللهو على التجارة في سياق واحد، والتجارة مشروعة بالاجماع، والمعطوف يأخذ حكم المعطوف عليه.

وهذه الآية ترد بجلاء على الذين زعموا ان القرآن حرم اللهو، وكما قيل لهم : لو حرم اللهو لحرمت الدنيا كلها، لأن الله يقول «انما الحياة الدنيا لعب ولهو» «محمد 36» فإن قالوا انما حرم اللهو الخاص وهو الغناء، فهذه الآية ترد عليهم، لأنها قرنت اللهو الخاص بالتجارة فلم يبق ريب في اباحته.

3 ـ قوله تعالى «إن انكر الاصوات لصوت الحمير» «لقمان 19» قال الامام الغزالي : إن الآية تدل بمفهومها على مدح الصوت الحسن.

4ـ قوله تعالى «يزيد في الخلق ما يشاء «فاطر 1» فقد قال بعض المفسرين «ان الصوت الحسن، وذكر ذلك الغزالي، لكن ليس على هذا القول دليل.

الأدلة من السنة الصحيحة على اباحة الغناء

ومما يستدل به المبيحون للغناء والموسيقى عدد من الأحاديث النبوية الصحيحة التي لا مطعن فيها، وأبرزها ما يلي :

1ـ حديث غناء الجاريتين في البيت النبوي : فعن عائشة رضي الله عنها ان ابا بكر دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان بدفين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مستتر بثوبه فنهرهما أبوبكر، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه وقال «دعهما يا أبابكر فإنها أيام عيد» وفي رواية قالت «دخل عليّ أبوبكر وعندي جاريتان تغنيان بما تقاولت به الانصار يوم بعاث، فقال أبوبكر أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! وذلك في يوم عيد، فقال ر سول الله صلى الله عليه وسلم « يا ابا بكر ان لكل قوم عيداً وهذا عيدنا» والحديث في الصحيحين.

ووجه الدلالة من هذ الحديث بطرقه ورواياته : ان هناك غناء مصحوباً بضرب دف قد وقع من الجاريتين وفي بيت النبوة وان عائشة سمعته وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقد انكر على أبي بكر انتهاره للجاريتين قالوا : بل فيه دليل على جواز سماع الرجل صوت الجارية الأجنبية، لانه عليه الصلاة والسلام سمع، ولم ينكر على ابي بكر سماعه، بل انكر انكاره، وقد استمرتا تغنيان إلى ان اشارت اليهما عائشة بالخروج.

وانكار أبي بكر على ابنته، مع علمه بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم انما كان لظنه ان ذلك لم يكن بعلمه عليه الصلاة والسلام، لكونه دخل فوجده مغطى بثوبه فظنه نائماً.


وفي فتح الباري : استدل جماعة من الصوفية بهذا الحديث على اباحة الغناء وسماعه بآلة وبغير آلة
.

وقد قال بعض المانعين: ان الجاريتين كانتا صغيرتين ولا يوجد في النص دليل على ذلك. بل ان غضب أبي بكر وانتهاره لهما، وقوله امزمور الشيطان في بيت رسول الله ؟ وتخريقه الدفين كما جاء في بعض الروايات، كل هذا يدل على انهما لم تكونا صغيرتين، فلو صح ذلك لم تستحقا كل هذا الغضب والانكار من أبي بكر إلى هذا الحد الذي ذكرته الروايات.

وتمسك بعض المانعين بما جاء في إحدى الروايات في وصف الجاريتين بقوله «وليستا بمغنيتين» وهذا في الواقع لا يدل على اكثر من انهما غير محترفتين، أي ليستا من القيان اللاتي يتكسبن بالغناء ولكنهما غنتا وضربتا بالدف، فقد وقع منهما الغناء والضرب بالدف، وليس كل مغن محترفاً.

والمعول عليه هنا هو رد النبي صلى الله عليه وسلم على أبي أبكر رضي الله عنه، وتعليله انه يريد ان يعلم يهود «ان في ديننا فسحة» وهو يدل على وجوب رعاية تحسين صورة الإسلام في أعين الآخرين، واظهار جانب اليسر والسماحة في هذا الدين، حتى نجذب الناس إليه، ونأخذ بأيديهم إلى رحابه الفسيحة ونقودهم إلى الجنة بالتيسير لا بالتعسير وبالتبشير لا بالتنفير.

وقد ذهب بعضهم إلى ان الحديث انما اباح الغناء بمناسبة العيد، فبقي ما عدا العيد على المنع ونرد على هؤلاء بأمرين :

الأول : إن العيد لايباح فيه ما كان محرماً، إنما يتوسع فيه في بعض المباحات.

الثاني: ان العيد يستحب فيه ادخال السرور على النفس وعلى الناس، فيشعر الناس فيه بالبهجة والفرح، ويقاس على العيد كل مناسبة سارة، ولو كانت مجرد اجتماع الاصدقاء على طعام ونحوه.

2ـ حديث الربيع بنت معوذ، روى البخاري في صحيحه عن الربيع بنت معود قالت : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليّ صبيحة عرسي، فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات لنا يضربن بدفٍ لهن، ويندبن من قتل من ابائي يوم بدر، إلى أن قالت إحداهن، وفينا رسول الله يعلم ما في غد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «دعي هذا وقولي ما كنت تقولين».

3ـ حديث « ما كان معهم لهو» ومن الأحاديث الصحيحة الدالة على إباحة الغناء، ما رواه أحمد والبخاري عن عائشة رضي الله عنها ـ انها زفت امرأة إلى رجل من الانصار فقال النبي صلى الله عليه وسلم «يا عائشة ما كان معهم لهو ؟ فإن الانصار يعجبهم اللهو».

ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه «كان في حجري جارية من الانصار، فزوجتها فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرسها، فلم يسمع غناءً ولا لهواً، فقال «يا عائشة هل غنيتم عليها ؟ أو لا تغنون عليها » ثم قال «إن هذا الحي من الانصار يحبون الغناء» وفي رواية عن ابن ماجه «إن الانصار قوم فيهم غزل، فلو بعثتم معها من يقول : أتيناكم أتيناكم .. فحيانا وحياكم »

4ـ حديث «إن كنت نذرتِ فاضربي» فعن بريدة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت : يا رسول الله اني كنت نذرت ان ردك الله سالماً ـ ان اضرب بين يديك بالدف واتغنى، فقال لها «ان كنت نذرت فاضربي، والا فلا» فجعلت تضرب، فدخل أبوبكر وهي تضرب.. الحديث رواه أحمد والترمذي وصححه وقد دلت الادلة على انه لا نذر في معصية الله، فالاذن منه صلى الله عليه وسلم لهذه المرأة بالضرب بالدف والغناء يدل على ان ما فعلته ليس بمعصية في ذلك الموطن، وفي بعض الفاظ الحديث انه قال لها «أوف بنذرك».

5 ـ حديث «رخص لنا اللهو في العرس» روى ابن ابي شيبة والنسائي عن عامر بن سعد قال : دخلت على أبي مسعود، وقرظة بن كعب وعندهما جوارٍ يغنين، فقلت : اتفعلون هذا وأنتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : إنه رخص لنا في اللهو عند العرس، وفي رواية النسائي : أجلس ان شئت فاسمع معنا، وان شئت اذهب قد رخص لنا في اللهو عند العرس».

وقد توقف بعضهم عند كلمة «رخص لنا» في الحديث ليأخذ منها ان الاصل هو المنع، وان الرخصة جاء ت على خلال الاصل، وهي مخصوصة بالعرس فتقصر عليه.

ونسي هؤلاء ان مثل هذا التعبير يأتي فيما يراد به التيسير ولازمه، في أمر كان يتوقع فيه التشديد والمنع، فهو من باب قوله تعالى «ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما» مع ان الطواف بهما فرض واجب، أو ركن.
لا يأذن في حرام، كما يدل على وجود القينات «المغنيات» في العصر النبوي، ولم ينكر وجودهن، ودل على اباحة الغناء في غير العيد وغير العرس، على خلاف ما يقول دعاة التحريم.

6ـ حديث «تحبين ان تغنيك» والحديث رواه النسائي عن السائب بن يزيد : ان امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا عائشة تعرفين هذه ؟ قالت : لا يا نبي الله قال : هذه قينة «مغنية» بني فلان، تحبين ان تغنيك ؟ فغنتها.

وهذا الحديث يدل على اباحة الغناء من القينة، لأنه عليه الصلاة والسلام
7 ـ حديث «فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح» رواه النسائي وغيره وحسن الالباني في الارواء.

هدي الصحابة والتابعين في الغناء

الصحابة هم تلاميذ مدرسة النبوة، وهم الجيل النموذجي للمسلمين، وقد زكاهم القرآن في العديد من الآيات، وكانوا أحرص الناس على اتباع منهج الإسلام، كما كانوا أفقه أجيال الأمة للإسلام نصاً وروحاً، فماذا كان موقفهم من الغناء ؟

لقد ساق الشيخ القرضاوي العديد من الروايات التي تبين موقف الصحابة من الغناء والاثر، واخذت تلك الروايات والاثار من صـ95ـ 107 ومن الروايات التي ساقها عن الصحابة الذين سمعوا الغناء نجد روايات عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعبدالرحمن بن عوف، وابي عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وأبي مسعود الانصاري، وقرظة بن كعب، وثابت بن يزيد، وعبدالله بن جعفر، وقد اشتهر عنه السماع بالالات» وعبدالله بن الزبير، والمغيرة بن شعبة، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، واسامة بن زيد، وعبدالله بن الارقم، وعمران بن حصين، وبلال بن رباح، وحسان بن ثابت، وحمزة بن عبدالمطلب، وغيرهم.

وفي ختام استعراض الشيخ القرضاوي لتلك الروايات يقول : هذه الوقائع التي ذكرناها من هدي الصحابة كافية في الاستئناس والاستقواء بهذا التوجه منهم، وهم خير قرون الأمة، وأفضل أجيالها، على الاطلاق، وليس من السهل الطعن في هذه الوقائع جميعها !

وأما التابعون فيذكر عدداً منهم اجازوا الغناء وسمعوه مثل : سعيد بن المسيب، وسالم بن عبدالله، وخارجة بن يزيد، والقاضي شريح، وسعيد بن جبير، وعامر الشعبي، وابن ابي عتيق، وعطاء بن أبي رباح، وعمر بن عبدالعزيز، وسعد بن إبراهيم.

وممن اجاز الغناء وسمعه بعد التابعين ابن جريج، ابن سيرين، عبدالله بن الحسن، الامام أبو حنيفة، الامام مالك، الامام الشافعي، الامام أحمد بن حنبل، اسحاق الموصلي، سفيان بن عيينة، وغيرهم.

،وقد اخذت الروايات عنهم من صـ 108 ـ 124 وختمها الشيخ القرضاوي بقوله «والطعن في هذه النقول كلها لا يجدي المحرمين، فبعض هذه النقول لا يمكن الطعن فيه، وقد نقل هذه الاقوال الثقات، كما نقلنا ذلك من قبل عن الشوكاني، الذي حكاها عن كبار علماء الأمة من مختلف المذاهب والمدارس.

الرجوع إلى مقاصد الشريعة في مسألة الغناء

ومما استدل به القائلون باباحة الغناء والموسيقى النظر إلى مقاصد الشرع، فمن المعلوم ان احكام الشرع ، وخصوصاً في المعاملات والعاديات ـ معللة ومفهومة، وأوضح ما يكون ذلك في التحريم، فإن الله لم يحرم على هذه الأمة شيئاً طيباً، كما لم يحل لهم شيئاً خبيثاً فلا حرام في الإسلام إلا للخبيث الضار، ولا شيء في الغناء إلا انه من الطيبات التي تستلذها الانفس، وتستطيبها العقول، وتستحسنها الفطر، وتشتهيها الاسماع، فهو لذة الأذن،كما ان الطعام الهنيء لذة المعدة، والمنظر الجميل لذة العين، والرائحة الزكية لذة الشم، إلخ، فهل الطيبات «المستلذات» حرام أم حلال ؟ الجواب في قوله تعالى «يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات» «المائدة 4».

وهذه الكلمة «الطيبات» بمعنى المستلذات لفظ من الفاظ العموم، يشمل كل ما تستطيبه الانفس والعقول السليمة من مطعوم ومشروب وملبوس ومشموم ومرئي ومسموع، فكل ذلك قد أحله الله رحمة بهذه الأمة ولعموم رسالتها.

ثم ان الغناء والطرب للصوت الحسن يكاد يكون غريزة إنسانية وفطرة بشرية، حتى أننا نشاهد هذا الصبي الرضيع في مهده يسكته الصوت الطيب عند بكائه، ولذا تعودت الامهات والمربيات الغناء للأطفال من قديم، بل حتى الطيور والبهائم تتأثر بحسن الصوت والنغمات الموزونة، حتى قال الإمام الغزالي : من لم يحركه السماع فهو ناقص عن الاعتدال، بعيد عن الروحانية ،زائد في غلظ الطبع وكثافته على الجمال والطيور وجميع البهائم.

وتساءل الشيخ القرضاوي: إذا كان حب الغناء غريزة وفطرة فهل جاء الدين لمحاربة الغرائز والفطر والتنكيل بها ؟ والجواب : كلا ويستدل بقول الامام ابن تيمية : ان الانبياء قد بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها، لا بتبديلها وتغييرها.

تعقيبات وملاحظات

وللاحاطة بالموضوع من جميع جوانبه، عقد الشيخ القرضاوي فصلاً هاماً بعنوان «تعقيبات وملاحظات» أو دعه نظرات تحليلية فقهية وواقعية عميقة لمسألة الغناء والموسيقى ومن ذلك : تحرير محل النزاع، ومراعاة تحسين صورة الإسلام في أعين الآخرين، وضغط الواقع الغنائي المنحرف واثره على القائلين بالتحريم، والاغترار بالاحاديث الضعيفة، والموضوعة في موضوع الغناء والموسيقى، وضرورة مراعاة انواع الناس وميولهم واتجاهاتهم والفوارق بينهم، والغناء الصوفي واثره في توتير الاتجاه والتحليلات العميقة والتي لا غنى للقارئ عن الوقوف معها والتأمل فيها.

قيود وضوابط للغناء المشروع

وبعد مناقشة مستفيضة لمسألة الغناء والموسيقى من جميع الجوانب الفقهيه والحديثية والمقاصدية والواقعية، يلخص الشيخ القرضاوي موقفه من مسألة الغناء والموسيقى كالتالي :الغناء بآلات أو بدونها مباح ولكن ضمن الشروط التالية :

1ـ سلامة مضمون الغناء من المخالفة للشرع فلا يجوز التغني بما يناقض العقيدة الإسلامية أو يخالف اخلاقيات وتشريعات الإسلام، كتلك الأغنية التي تقول «الدنيا سيجارة وكأس».

2ـ سلامة طريقة الأداء من التكسر والاغراء.. فطريقة الأداء التي تتعمد الاثارة والاغواء والتهييج للغريزة الجنسية تنقل الغناء من الحل إلى الحرمة.

3ـ عدم اقتران الغناء بأمر محرم : كشرب الخمر، والخلاعة، والمجون.

4ـ تجنب الاسراف في السماع، فالغناء ككل المباحات يجب ان يقيد بعدم الاسراف فيه، لقوله سبحانه وتعالى «ولاتسرفوا انه لا يحب المسرفين» «الاعراف 31».

5ـ ما يتعلق بالمستمع فإذا كان هنالك نوع من الاغاني يثير في نفس شخص ما دواعي الفتنة ويجعل الجانب الحيواني يطغى على الجانب الروحي فيه، فعليه ان يجتنبه.

الغناء والطرب في تأريخ المسلمين وفي واقعهم

ثم تناول الشيخ القرضاوي مسألة الغناء والطرب في حياة المسلمين قديماً وحديثاً واستعرض مسألة وجود المغنين والمغنيات في عصر النبوة، وما تلا ذلك من عصور، ثم تحدث عن الغناء كموروث شعبي تتناقله الشعوب المسلمة ودونما حرج ولا عنت، ثم قال: وهكذا نجد هذا الفن ـ فن الغناء ـ يتخلل الحياة كلها ، دينيه ودنيوية، ويتجاوب الناس معه بتلقائية، وفطرية ولا يجدون في تعاليم دينهم ما يعوقهم عند الاستمتاع.

وختم الشيخ القرضاوي الكتاب بسرد المؤلفات التي كتبت حول الغناء والموسيقى قديماً وحديثاً وقد بلغت «57» مؤلفاً.. وخلاصة القول : ان كتاب «فقه الغناء والموسيقى في ضوء القرآن والسنة» من الكتب الجديرة بالاقتناء والمطالعة وحسن التأمل، وقد جاء حافلاً بالمباحث العميقة والرؤى الجديدة، والافكار الناضجة واتسم بعمق التأصيل، وأدب الحوار، واصالة المنهج، وبعد النظر، فكان بذلك مرآة لشخص مؤلفه العلامة الدكتور يوسف القرضاوي أمد الله في عمره ونفعنا بعلمه

صالح مانع 10-11-2010 11:16 AM

اخي وابل حفظك الله

اتيتك بكلام واحد فأقراه ثم اقرا كتب العلماء الاخرين فالقرائة مفيده للعقل وثانيا لماذا لم توضح ماتقصد اكتب بمعرفات اخري في هذا المنتدي وثالثا مالعيب في اسمك ان ذكرته لي ولغيري فليس كل من دخل باسم مستعار معروف انه بنت او ولد ولكن اذا مستحي تقول اسمك اريد توضيح معرفات اخري

كحيلان 10-11-2010 11:29 AM

العرضه أحبها ولا أحلها

أول كان الشاعر بميتين وثلاث وناقع الزير بميه (ويمكن بلاش فزعه) وأبو حشه مثله

أما في المناسبات الحديثه فتكلفة الحفلة من شعار ولواحقهم في حدود ثلاثين ألف

هل تعرفون تكلفة زواج الشاب في لجنة مساعدة الشباب

في حدود عشرة آلاف ريال

يعني ثلاثين ألف مع زواج إبنك’’’’’’’ تزوج معه ثلاثة شباب

أي خير سيعود عليك

بقي شيء: القرضاوي مع إحترامي لعلمه عندنا أعلم منه .

إلا إذاكان يقول بما يوافق هوى البعض هذا رأيي لا ألزم به أحد.

محبكم
كحيلان


الساعة الآن 07:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
الحقوق محفوظة لمنتدى قرية المصنعة 1426هـ

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78