مجالس منتدى قرية المصنعة الرسمى

مجالس منتدى قرية المصنعة الرسمى (http://almasnah.co/index.php)
-   مجلس المواضيع الـعـــامــة (http://almasnah.co/forumdisplay.php?f=12)
-   -   الغيـلاني: أحــطــــم الصـخــور بـ10 ريالات (http://almasnah.co/showthread.php?t=14141)

القناص 03-13-2009 03:47 PM

الغيـلاني: أحــطــــم الصـخــور بـ10 ريالات
 
http://almasnah.com/mlffat/files/1771.jpg
لم يقف تقدم السن بالعم حميد بن صالح الغيلاني الذي شارف السبعين من عمره دون ممارسة مهنته القديمة في البناء وتكسير الصخور، وقد جعلت منه طفولته التي قضاها في قرية غيلان في محافظة بلجرشي عصاميا أقوى عزيمة من الصخور التي يقوم بتكسيرها وتفتيتها. يقول العم حميد: نشأت في بيئة شاقة كان الأهالي يعتمدون خلالها على الرعي والزراعة، ولم أكد أبلغ السادسة حتى أرسلني أهلي لحماية مزارعهم مصدر العيش الوحيد خوفا عليها من الطيور والمواشي، فيما كان جميع أطفال القرية يرعون الأغنام ومكثت على هذا الحال حتى بلغت الثامنة، وعندما افتتحت الابتدائية السعودية عام 1355هـ كأول مدرسة في بلجرشي، قام والدي بإرسالي إليها ليس طمعا في الحصول على وظيفة، وإنما لتعلم القراءة والكتابة، حتى أقرأ له الوثائق والحجج وكتابة رسائله إلى أقاربنا في جدة. وفي ذلك الوقت ما زلت أذكر أننا ما أن نصل إلى مبنى المدرسة والذي يبعد عن قريتنا حوالى 6 كيلومترات مشيا على الأقدام، حتى يأمرنا المعلمون بجلب الماء من الآبار القريبة من المدرسة، فيقوم أربعة طلاب في كل يوم بحمل قربة الماء إلى البئر وتعبئتها، ومن ثم تعليقها على (جريد) وهو عبارة عن خشبتين تعلق القربة بهما، حيث يقوم كل طالب بحملها من طرف حتى نصل بها لفناء المدرسة، ومن ثم نقوم بسكبها في (البراميل) المعدة لها للشرب منها. ويستطرد العم حميد في سرد ذكرياته القديمة قائلا: لم أكمل الدراسة سوى للصف الخامس حيث تركتها وذهبت إلى جدة عندما أصبحت الأخبار تتناقل عن تغير حال الذين ذهبوا إليها، فقرر والدي إرسالي إليها كي أعمل (مجاودا) وبالفعل سافرت إلى جدة وأنا ابن عشر سنوات سيرا على الأقدام، وعند وصولي إليها صحبني كفيلي إلى السوق (شارع قابل) حتى يراني من يريدني صبيا للعمل عنده، وبالفعل عملت لدى عائلته للقيام بتنظيف المنازل وجلب حاجياته من السوق، مقابل ريالين في الشهر وكنا ما أن نمكث فترة حتى نسافر إلى أهالينا للسلام عليهم وإعطائهم المبالغ التي جمعناها.
وفي تلك الأيام لم تكن رحلة العودة إلى جدة بأفضل حالا من رحلة الذهاب إلى القرية، حيث لاتوجد مواصلات فنضطر إلى ركوب البحر بواسطة (الساعية) من جدة إلى القنفذة، وننتظر هناك حتى تأتي القوافل من بلجرشي والمخواة، فنركب الجمال معهم حتى نصل إلى أهالينا، ولا أنسى رحلة عودة جدة مكثنا خلالها 15 يوما في عرض البحر عندما أخطأ النوخذة الطريق لنتوه حينها، حتى أعيانا التعب فلم نكن نشرب سوى مغراف واحد من الماء في اليوم، ونأكل قرصا واحدا حتى أنقذنا الله.
ويواصل العم حميد سرد هذه الذكريات الممتعة قائلا: لم أمكث طويلا في (المجاودة)، فما أن بلغت 15 سنة حتى أستأجرت بسطة في النورية لبيع الفاكهة والخضار، إضافه إلى عملي في شركة خاصة حيث استطعت توفير مبلغ من المال (200 ريال) تزوجت منه، مكثت حوالى ثلاث سنوات في هذا العمل بعدها عدت في عام 1375 إلى بلجرشي، حيث كانت مهنة تكسير الصخور في أوجها لحاجة الأهالي لهذه الصخور في بناء منازلهم، فأنخرطت مع والدي في تلك المهنة المتعبة، حتى أصبحت متقنا لها بل معلما فيها لمدة 27 عاما، حيث كنا نقوم بثقب الصخر المراد تكسيره بواسطة العتلة لمسافة نصف متر، ثم نقوم بتنظيفه من الأتربة ثم نضع (البارود) بقياس مقنن داخل (المضرب) وهو الثقب الذي قمنا بفتحه، ثم ندك البارود بلطف حتى لا يشتعل ثم نغرس ورز (العين) وهو عبارة عن (سيخ رفيع) داخل البارود، ومن ثم نضع حولها الطين والحجر حتى تتماسك ثم نخرج العين بلطف ونضع مكانها (بارود)، لإيصال الشحنة للبارود الأساسي، ثم نعد (ساقية) وهي عبارة عن نثر البارود لمسافة متر نشعله بعد أن ننادي في نواحي القرية (يا لغب.. يا لغب) لكي يهرب الناس بمواشيهم وأطفالهم إذا كانوا قريبين، فكنا نصنع من تلك الصخور ما يحتاجه البناء من (أوفاق) وهي تلك الحجارة في زوايا البيت وكذلك (الجبايه) و(السنون) وهي الدرج، لنحصل بعدها على 10 ريالات في اليوم، لكن الصعوبة كانت تصادفنا في (تكسير الصخور) داخل الآبار التي يتجاوز عمقها 50 مترا لفرط الظلام.

ابوكم الشيبه 03-13-2009 05:16 PM

كم لحقنا في الدنيا هذي من تعب وجوع الله لايحرمنا وانتم من الأجر

القناص 03-13-2009 07:58 PM

مشكووووووووور يا الشيبه على المرور
واعذرني ما صبيت لك قهوة لانك مشيت والقهوة على النار(ههههههههههههههههههههه)

علي العسيس 03-13-2009 09:11 PM

حكاية جميلة يا القنــاص عــن حيــاة الشــيخ حميــــــد بن صـــالح
طبعـا روى تفـاصيل حقيقيـة عاشـها كما كان يعيشها البعض ممـن هم في ســنه, واجهـوا الحياة
بقـوة وعصامية للتغلـب على الصــعاب التي كانت سابقا , يكفي ما ذكـر الســير مـن غيلان لجدة
على الاقـدام طبعا كان الجميع في ذلك الوقت ممـن يرغب السفر والتنقل يسلك طريقه سيرا على
الاقدام لعدم وجـود طرق لتصل السيارات في ذلك الوقت .
امـا حبه وقدرته على الاســتمرار على تطويع الحجار الكبيرة التي كانو يقومون بتكسيرها للبناء
ســواء منازل او جـدران او ثمـايل للبـلاد وما الى ذلك . طبع كان اهل يشتهر العديد مـن ابناء بني
ناشر بالعمل في البنـاء وتكســير الصخـور ونقلها على الجمـال من موقع التكســير لمكان الذي
يراد بنـاء البيـت فيـه . ولقــد برز العــديد منهـم لـدرجـة التخصصات سـواء في بنـاء الجـدران او فـن الــدراج سواء من المصنعة او الغيلان او الربقـه او شعب الفقهـاء . ومنعـا للاحـراج لن اذكـر الاســماء لئـلا انسـى احدهم . فقـد انتقـل معظمهم الى الـدار الاخــرة رحمــهم اللـه تعالى رحمة واسـعة . وبقي منهم القليـل اطال الله في اعمارهم . حيث ساهم بعضهم في البنـاء في الحرم النبوي الشـريف اثنـاء توسـعة الملك سعود يرحمه الله . ايضا ساهم البعض منهم في بنـاء القصـور الملكية
بالرياض . وان ما قلت يعرفه البعض غيري وثابت . وما ذلك الا لبراعتهم ومهارتهم واتقانهم لذلك
العمــل الي افلحـوا واجادوا فيــه . _ موضوع شــيّق يالقنـاص تشكر على طـرحـه _

القناص 03-13-2009 09:58 PM

مشكووووووووووور على المرور


الساعة الآن 07:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
الحقوق محفوظة لمنتدى قرية المصنعة 1426هـ

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78