![]() |
كيف كنا نقضي الليل في الديرة؟
عندما تقترب الشمس من المغيب ، ويخيم الظلام بأسرابه على أرجاء القرية ، فإن الرعاة يعودون بماشيتهم، والمزارعين بمحصولهم ، حيث يبدأون في إيواء الدواب، وتخزين ما وصلوا إليه، وترتيب ما حصلوا عليه. يبدأ الليل بإشعال ما يستضيئون به كالاتريك ، أو العدنية، أو القازة ، كما تشعل النار في الحطب لإعداد العشاء ، المكون من خبزه أو قرصان ، مع ثُفى وثفلة وخِلْفه وقُُرّاص،أو عصيدة ،أو تصابيع ،أو عيش..... تجتمع الأسرة في الليل للتدفئة والمسامرة بجنب المشب، يناقشون ماصنعوا في يومهم، وماسوف يقومون به في غدهم ، وفيهم من يحيي ليله بصلاة القيام ، وفيهم من يستمع إلى المذياع لمتابعة آخر الأخبار ، لكن أغلب السكان يهجعون إلى فراشهم للنوم بعد صلاة العشاء مباشرة، حتى يستيقظون مبكرين ، استعداداً ليوم شاق جديد. حرصوا من أجل الظلام، وسواد الليل؛ على تعبئة المصابيح بالقاز، وتنظيف الدخان من زجاجة العدنية، ومن زجاجة الاتريك ، وتنظيف البلف ،ونفخ الفتيلة،حتى تصبح كلها بيضاء، وقديماً قالوا: وجهه مثل نور الاتريك. كان الكشاف من الوسائل الضرورية للتنقل بين المنازل ، وللذهاب لأداء الصلوات الجهرية في المساجد ، فهو معين على إبصار الطرق المظلمة، والمسارب المعتمة، المليئة بالهوام المؤذية للإنسان. لا تسمع في ليل القرية سوى ثغاء الماعز، ونقيق الضفادع ،ونباح الكلاب، وفحيح الثعابين ، وصفير الرياح ، و خشخشة الورق الذابل. وأما اليوم ؛ فمساء القرية انقلبت فيه الموازين (لدى البعض)، سهر بالليل، ونوم أغلب النهار، خصوصاً أثناء الإجازات، فخالفنا بذلك المنهج القويم: [وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا].http://img374.imageshack.us/img374/5617/144tt4.gif |
سبحان مغيّر الأحوال
فرق بين وقتنا الحالي وبين مامضى.. شكر الله لك وبارك في جهودك،،، |
يعطيك العافيه على المجهود الرائع..
|
الله يعطيك العاااافيه
ذكرتنا بأيام زماااان ،، نصلي العشاء و نتعشى وننام.. |
احســـنت اخي د عبدالله ســافر
ماضي جميـل لا يضاهى البته ولايعـرف قيمته وحـلاوته الا مـن عاشــه نعم ماض رائـع بما كان فيـه مـن مشــقة وجهــد لايوصــف بعـزيمــة الاتقيـاء الاقـوياء . |
الف شكر لقد صورت لنا تلك الايام الجميله والذكريات التى لا تمحى وبينما اليوم وهذه الايام لا يوجد من الذكريات ما يستحق ان تحفظه
|
سلمت يا دكتور عبدالله على تصويرك الرائع لمشاهد سكنت مخيلة الكثيرين منا بكل تفاصيلها الدقيقة , وأضحى الحنين إليها لا يقل عن الخوف من فقدان هذه النعم التي نرفل فيها دون اكتراث أو استذكار لمن هو محروم من الحد الأدنى منها ، ناهيك من اختفاء سمة الجدية والسعي للتعاطي مع الحياة تلك الأيام .
|
الساعة الآن 01:21 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
الحقوق محفوظة لمنتدى قرية المصنعة 1426هـ