![]() |
صور قديمه..جداً ..حلقه جديده.
في ليلة من ليالي الشتاء المغلفة بالظلام والضباب والبرد والمطر ..ولد صاحبنا...وفرح به أبوه وفرحت أمّه..فرح أبوه لأنه ولد...وليس راعية غنم..كما درج القوم..على إطلاقه عندما تولد فتاة.. المهم...فرح أبوه لأنه سيساعده في حراثة الأرض وتزنيقها وسقيها وحمايتها من الطير وصرامها ودياس الصيف وتذريته..وعندما بلغ من العمر سبعة أيام سموه (منّاع) وطهروه.....وعَرَض أبوه بالجنبيه ...وهو يقول (عُلّها يا مطهّر عُلّها) أي بمعنى كرر العملية لمن فاته معنى القصيدة المبتور...والصغير المسكين لا يدري لماذا يريد أبوه تكرار العملية..وكان أبوه ينظر بفخرٍ إلى ( منّاع ) وهو يملا الحارة والقرية زعيقاً...ولم يبقى بيت في القرية إلا وجاء منه المهنئون ..وكل واحد يسمي على الولد ...والذي يقول أنه يشبه أبوه والذي يقول يشبه جده..والثالث يقول هو إلى الخال أقرب...والمسكين بينهم فاغر عن ضرس العقل ( عفوا ما بعد معه ضروس)...ولما بلغ مبلغ الرجال..(ومبلغ الرجال تلك الأيام من ست سنين وفوق...) حمّله أبوه الغَرب والدرّاجة..( الدّراجه زمان غير البسكليت) وحمل الأب باقي العِداد وقاد ثوره ومشى....وسار الصغير خلفه يقوم ويطيح من جور ما يحمل ولا يسمع من أبيه سوى عبارة ( خلّك رجال) ولا يدري الصغير لماذا لا يصير رجل إلا إذا حمل كل هذه الأثقال...ولو خير في تلك الساعة لأختار أن يكون مكان أخته...وأن تكون هي( الرجال)... إذا كان هذا يعفيه من هذا الحمل.. وعندما بلغ الوادي ووصل إلى البئر التي يعرفها الصغير...ولكن لجور ما كان يحمله...خيل إليه أن المسافة قد طالت... وصل الأب وركب عِداده ...وعلّم الصغير كيف يكون السوق...وأخذ مسحاته وذهب ينتظر الماء...وبدأ المشوار المتكرر للثور ( عل.... هو ) من القف إلى الرداعة...والرداعة هذه كان عبارة عن أحجار توضع في آخر المجرّة كي تردع الثور فلا يتعداها من أجل هذا سميت رداعة... وفي وقت الضحى جاءت أم ( منّاع) حاملةً طعام الإفطار في ( المحصل)....(وهو طبق مصنوع من جريد النخل وسعفه) وفي وسطه طاسة المعرّق وحولها قرصان الملعقة ( القرصان الحقيقيه وليس عضونا قرص الملعقه) :lol: وبيدها دلة القهوة فقد كان الشاي في ذلك الزمن ترفاً بالغاً.. عندها توقف العمل وأطلق الأب ثوره وقعدوا تحت المشمشة.. يتناولن طعام الإفطار في شهيةٍ طيبه والثور بجوارهم ورأسه مدفون في قفّة العلف...عندها نظر الأب لابنه بحنان وقال لزوجته...سمعت أنهم سيفتحون مدرسه في (دار السوق)..(بالجرشي) وإن شاء الله سوف (أدخل منّاع) فيها ...يتعلم ويقرأ القرآن ويغدي كما عريفتنا ( الكتره ) ( إقتبست هذا الإسم من تأريخ العرافه في قرية المصنعه التي تضمنها بحث اللوا م عبد الناصر)ونكمل لكم الحكاية إن كان في العمر مهله وأسلموا لمحبكم..
|
دائما مبدع يابو سعد مااجمل تلك الايام التى صورتها لنا برغم من قساوتها وتعبها وبساطتها نجد فيها السعاده تغمرها والفرح يضمها . اما اليوم برغم ما فيها من الراحه والقدره والغنى والرفاهيه لا نشعر بلسعاده ولا طعمها برغم من كل البذخ والعطاء .
ان السعاده ليس بكثرة المال ولا براحة الابدان ولا بلمظاهرانما السعاده هيه راحت البال والانتماء وحسن التوكل على الله وننتظر باقى الحكايه من ابو سعد |
انت نبع لاينضب من العلم انشاء الله نحن بانتظار التكملة المشوقة .
|
سقى الله تلك الديار والمقيمون بأرضها سحابا طوال خاليات من الرعد
بارك الله فيما تكتب . سيف |
م
من جد أيام ذلحين مافي الا الشغاله في البيت
مشكور |
بارك الله فيك
مع اني عشت اخر هذه الايام الجميلة الا انني احسست بالحنين اليها دائما كتاباتك وأشعارك مميزه نريد تكملتها بأسرع وقت ممكن |
المصنعه : هل تذكر جلستنا تحت المشمشه..في مزرعة أحمد بن هاجر متعه الله بالصحة والعافيه...من هناك ..... من ذلك المقعد... بدأت الحكايه .
ماستر كي : تخجلني.... يعلم الله...... دائما بإطراءك لي بارك الله فيك ووفقك. سيف الوادي : أرجو مرورك على برق الجنوب في صفحة الشعر والأدب...وبارك الله فيك أنت ......ومن تحب. محب المصنعه : ليت الحكاية إنتهت عند الشغالات...كان قلنا العيد بكره ....شكراً لمرورك. أبا ريان :شكراً على طيب ثناءك وما دام لحقت آخر الأيام ففي صفاء تلك الأيام..... أواخرها تتشابه مع أوائلها صدقني.. |
ارجوك ان تكمل ياابا سعد فانت اكبر من كلمات مديحي وثنائي اسعدك الله وانتظر الجزء الثاني من ( قصة مناع )................... تحياتي وتقديري لك |
|
لللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل لل
http://www.moq3.com/pics/up/c_18_06_06/4dddfd3b48.jpg |
|
ذكرتنى باجمل ايام طفولتى اخى الكريم سطرت هذه الكلمات الجميله التى تحكى الروح فى ذاك الزمان كلمات سهله وجميله خرجت من القلب الى القب نتظر المزيد... شكرا على المواضيع المتميزه دائما لاعدمناك |
أحلى الليالي : أولاً مبروك الإجازه. :lol: ...ثانياً...طبعاً أكيد حنيت أنت لمقعدك في ذلك البيت المشرف على الجلّه والوادي أمامك..صفحة خضراء..صفاءها يجلي البصر..هل تذكر.
سعيد بن علي آل سعد : شوي شوي بارك الله فيك..أخذنا أول رد . عز الرجال : ولا عدمناك أنت يالحبيب..حفظك الله وبارك فيك. |
الحلقة الثانيه..
نشأ (منّاع) نشأة صحيحة فالجو صحي...وقد تينوه من الجدري..والتينه كانت عبارة عن تشريط في عضده (فوق المرفق قليلاً) ..وبعده تحرم عليه بئر (أبو ورد) مكان الشراعة المشهور في القرية حتى تتعافى تينته وهذا المنع حتى (لا تستقي التينه) ( أي لا تسوء حالة الجرح) برغم أن الصغار كانوا يتفاخرون بالأثر الذي تتركه تلك التينه...المهم فُتحت المدرسة وكان اسمها (مدرسة المعارف) أولاً ثم سميت بعد ذلك المدرسة السعوديه ...على ما أعتقد...وعدد المدارس في طول منطقتنا وعرضها كانت إثنتين. فقط..المدرسة السلفيه...في الشعبه..أو الجلحيه والمسؤل عنها الشيخ محمد بن جماح حفظه الله..أما السعوديه فكان المدير محمد سعد الغيلاني حفظه الله...وكانت خلف بيوت الموسى وهذه المدرسه ستكون لـ (منّاع ) فيها أيام حلوه وأيام مره. وعندما قرب اليوم الموعود .. خاطت أم (مناع) الخبا (وهو حقيبة من جيب واحد وله عروة تعلّق على الكتف ) إذا رأيت ساعي البريد في مصر تذكرت الخباء غير أن الذي كان لدى الأطفال في ذلك الزمن مصنوع من القماش..وفي هذا الخباء كل أدوات الدراسة وما أقلها... قلم رصاص..دفتر مكتوب عليه نوتة محاضرات الجامعه..(علما أن في ذلك الوقت لم يكن فيه أصلاً مدرسة متوسطه).. ثم باقي الأغراض وأهمها...كسرة خبزه..(طعام الإفطار) فما كان فيه مقصف ولا يعرفون السندوتشات... وصل( مناع) المدرسة مع والده..ومعه من القرية عددا من أقرانه..وعندما شاهد مجموع الأولاد خيل إليه أنه لم يبقى صغيراٍ في قريته والقرى المجاورة إلا وأحضروه..رأى المدير والمدرسين الشوام(هذا هو المسمى الذي كان يطلق عليهم ) ورأى البنطلونات..لأول مره..ولفت نظره بيض بشرتهم..وعيون بعضهم الملونة..وصرامة تصرفاتهم..ثم سمع همساً بين الصغار( معنز معنز ) ونظر فإذا رجل من أهل الديرة مفتول العضلات عملاقٌ من العماليق..أو هكذا صنع الخوف منه ..وقد كان أقرانه في القرية يخوفونه بـ (معنز ) حتى قبل الدخول إلى المدرسه...وعندما حان التوزيع للصغار على الفصول ..بدأ فاصل من الزعيق..وكاد (مناع) أن يشارك القوم لولا أن نظرةً من أبيه جعلته يتراجع بعدها أخذهم أحد المعلمين..للفصل وقد كان ذلك المعلم من أهل الديرة...ونكمل إن كان في العمر مهله..وأسلموا لمحبكم. |
اقتباس:
هذا كيف لو سافر لبنان هههههههههههههههههههههه يعطيك العافيه |
الساعة الآن 01:54 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
الحقوق محفوظة لمنتدى قرية المصنعة 1426هـ