هنا بهذا المجلس بهذا القسم أتألم كثيرا لأني اجد الحنين الى الماضي ،،،
ليس حنين الذكريات حينما كنا نسكن في تلك الحجرات ونومات العالية ،
و لا الجلسة فوق المربوعة ، و النظر للوادي في وقت الفية ،
و لا تعليق الفانوس في المرزح ، ولا الضو في البداية ،، .

ولا الى فطور الصباح و تناديني امي "تفاول ياولدي " وفك الريق لتنسمح الطريق ،
ولا الموز بالسمن و لا العيش و الفريقة ، و لا حتى الى الغلف و لا حلاوة يوم تجينا المثرية .

الحنين ليس ايضا الى معصب رأس امي الاحمر ولباس الديرة الاسود المطرز ، و لا اساور الثعبان بمعصم جدتي ، و سلاسل المفاتيح بصدرها لخوفها على ابرة الخياطة الكبيرة و كحلها بالسحارية وشوية قروش تعطينا منها لمن تكون النفس هنية .

وليس الحنين الذي يشدني الى الصلاة بالمسيد يوم يأذن أذان الديرة من فوق ظهر البيت الترابي ،
و لا حتى قفزات الصبيان مع صوت سقوط البرد فوق القدر المقلوب فوق الرأس وقت المطر .

الحنين أكثر من أن يكون قطفة الحماط او تجميع التين ، و أكثر من أن يكون لمتعة اللعب يوم النكاح لـ لعب النسوان و عرضة الرجال مع دق الزير وحماس شبان الديرة مع شعار القرية و بعضهم يجون من خارج القرية ، و المحروم اللي ما حضر ذاك اليوم .
الحنين أكبر من أن يكون سعادة امي و هي مع أمها ، أختها ، خالتها ، عمتها ، جارتها اللي هي بنت قريبتها و حماتها و ووووو عد و لا توقف ،، وناسة في وناسة .
وين الهم كان يبقى والله يروح ما يرجع .
الله على هالأيام .... الحنين لسه مو بس لكذه تراه لشيء اكبر
و اسمحوا لي و للحديث بقية .. .

هذا المجلس مؤلم جداااا
لأنه يبعث الحنين الى الماضي .. . والماضي انتهى و لا يبقى الا الشوق و التباكي لفراقه .

وهاهو فكري يتباكى لتلك الأيام أيام الديرة
يوم كانت هناك حياة على هذا الوادي و ذاك ،
الوادي ،، هبطوا الوادي ،،، جاءوا من الوادي ،،، حياتهم كلها ورزقهم كله بالوادي

من يحرث و هناك من يغير مجرى الماء بالمسحاة من مجرى وينقل مساره الى مجرى ليسقي كل الأرض لكل الناس ،
و لايغلط ويوقت لكمية الماء .

و يعطيني أبي بكفه بأصابعه المتربة المتصلبة المتشققة حبة الذرة ،
قوة أجساد و لكن فيهم من عطفه و حبه ما يملء قلوب الأف البشر ،
يشعر بتعبي و جوعي فالشمس بدأت تشتعل من فوقي وانا اجلس على قوزة التراب و بعض الكدر

أتذكر كل شيء رغم ذاك الجسم النحيل ، والشعر المحلوق فأبي لايحب الشعر الطويل ،"عيب عليك ، مقتل الرجال من شعره "
منطق غريب و لكن هو ذاك ،
فلا أذكره الا بشعره الأبيض القصير . و عرقه المتصبب من الحركة و الكفاح .
كلهم سواء كل اهل الديرة سواء ، في الشعر في اللباس في التحزم في الحذاء ،،

والبير وما أدراك ما البير "بئر " يقولون كم احتوت الأبيار من مآسي و فقدان الأحبة ،،
شيء يخوف ، هي مخاطرة و لكن لها قلوب .

أيامهم كانت أيام الوادي ،،، مقلاع للطير ، فاروع ، منثل ، ثور معروف
و بقرة بمسكة الخزامة جدتي غصب تأكلها و تبيع مايفارقها
وأخيراً قرصان ولقمة طرية و حقينة

التأثر كثيرا يكون حينما تجد ذلك الشيخ المسن في عزلة فكرية " قد يكون كالتوحد " بعد ان كان و كان
وراحوا الأحبة و الأصدقاء و راحت الحياة بمعنى الحياة الحقيقية . و بقي بيننا يحاول ان يتأقلم و يحاول و لكن دون جدوى ،،
لكل زمن أهله و قرابته و ناسه
هم سافروا و رحلوا بلا عودة
وبقيت الذكريات و الحنين

كم مجلسكم هذا مؤلم جدااااااا
و للألم بقية

المصنعة و ا .. ويلاه

المصنعة و ليتنا ما شفنا اللي فيها و ما عرفناه ،، !!!

بنات صغار وآه يافرحة البنات الطف مخلوقات الله ،، نبي نشوف الديرة ؟

و مشينا نسابق الشمس ، جوهرة مضيئة سابحة في الفضاء ،

عاد شمس الديرة حلوة باردة .. بردها يرد الروح .

ويا ما احلاك ياجبال و عقبة شمرخ ،،،

ووصلنا و يوم لافيه ناس و لا حتى مخلوق .... .

وطبعا شقة مفروشة ،،

بيوتنا صغرت ماادري ايش صار فيها كانت كبيرة ،،

ماكانت كذا مهدودة محشوشة ، ماادري ايش صار !


وين العالم ؟! ناس غرباء ،، هل اتوا من كوكب آخر ؟! هل احتلت قريتنا غزاة من الفضاء ؟ !

كانوا ابائنا هنا يمرحون و يسرحون ، و الا انا غلطان ؟! مستحيل كانوا بها الوضع أبداااا

وجوه مختلفة ، و حتى سلوك مختلف لم نتعود عليه ، لا كبار و لا حتى صغار ،،

لا هم ماهو كذا

كانت المصنعة حلم و حلم جميل ،، ليتها بقيت في حياتي كما هي .

لا ادري هل اسقتنا المدينة من ماءها و غيرت علينا شعورنا و قبولنا ؟!

عشنا فيها ايام و عشت فيها ايام غربة انا و بس فانا اللي حاسس بالفرق ،،

وعدت و عدنا تاركين تلك الجبال التي تبكي على الاطلال


فالموجود لايشبه الماضي

اه يالمصنعة و ا ويلاه .... .