|
شعب اتكالي
شعب اتكالي عبارة ترددت على مسامعنا، ومازلنا نعيدها منذ زمان طفرتنا ، وبداية نهضتنا، نلوم بها أنفسنا، ونجلد بها ذواتنا، لكنها لم تفيدنا في تعديل أحوالنا ، ولم تحثنا على إصلاح أمورنا، وتصحيح أوضاعنا. كلمتان كشفت الحقيقة الماثلة أمامنا، والقائمة بيننا، فمازلنا عالة على غيرنا؛ في أبسط شؤوننا، وفي أهون الأمور من حياتنا. كشفت الإحصائية الأخيرة؛ أن ثلث السكان في بلادنا؛ هم من الأفراد الوافدين لدينا، والقادمين إلينا، وهذه فضيحة خطيرة لحالنا، ومأساة أليمة؛ كشفت عن حجم اعتمادنا على المقيمين لدينا. الفقر ينمو، والبطالة تكبر بيننا؛ وجيوش من العمالة؛ تكثر في ديارنا، وتركض في مرافقنا ، يعملون في أعمال نملك متطلباتها، وقادرين على الأخذ بمؤهلاتها ، بينما نحن ننعم بخمولنا، ونزداد في كل يوم ذبولاً، ونعظم انكساراً ، ونشتعل احتياجاً. نحن نطلب سائقين وخادمات في بيوتنا ، وهي ممتلئة بأبنائنا وبناتنا، ونستقدم عاملين لمحلاتنا، وفينا من يشتكي وقتا فائضاً، وفراغاً قاتلاً. هاهي الاتكالية أعاقتنا، والاعتمادية أفسدتنا ، وهاهو الترف ضيعنا ، والكسل دمرنا؛ وأوهن بيوتنا، وجعلنا عاجزين عن أداء أعمالنا ، قاصرين في طموحنا ، وغافلين عن مستقبل أيامنا. انظروا إلى ملابسنا من يحيكها ، ومأكولاتنا من يعدها، وسياراتنا من يصلحها، وبيوتنا من يبنيها ، وشوارعنا من يجمّلها، ومصحاتنا من يشغلها، وأسواقنا من يديرها، ثم قارنوا حالنا مع حال غيرنا. فهل وراء ذلك قصور في ثقافتنا، ونقص في مفاهيمنا؟ أم السبب هو عجز في تعليمنا، وأساليب تربيتنا؟ أم إن التخمة والنعمة؛ هي التي غيرت من أسلوب حياتنا؟ لكننا سنظل في أعوامنا القادمة؛ نعتمد على غيرنا، مادام فينا من يزدري حرفة تهمنا، أو يظن في المهنة اليدوية منقصة لشخصياتنا، أو يراها مذلة بمجتمعنا. جمالنا في تعديل رؤيتنا، وصلاحنا في تغيير عاداتنا، وعلاجنا في تحسين أفعالنا، وتصحيح مسارنا، وتقنين استقدامنا، ولابد عاجلاً ؛ من وضع أنظمة تلزمنا؛ بإنشاء جيل جديد، يكون مفخرة لنا، يحمل همومنا، ويتحمل عيشنا، ويتكفل بمعيشتنا، وكافة أمورنا، وجميع شؤوننا. |
فهل وراء ذلك قصور في ثقافتنا، ونقص في مفاهيمنا؟ أم السبب هو عجز في تعليمنا، وأساليب تربيتنا؟ أم إن التخمة والنعمة؛ هي التي غيرت من أسلوب حياتنا؟ نعم كل تلك الاسباب وراء الاتكالية الترف الذي نعيشه له الدور الاكبر وهي مأسآة بحق ... اشكرك على هذه الاضاءات التي تعبر بصدق عما يدور في المجتمع .... ماذا لو رأيت حي الهنداوية عندنا في جدة ....من اسمه واضح لكن المشاهد في هذه الاحياء انك لاترى سعودي واحد يمشي في تلك المنطقة او حتى حولها .. ماذا لو رأيت البلد في يوم جمعة لتوقعت انك ربما في دولة من شرق اسيا .... الوضع هنا في جدة مخيف جدا ... ومع ذلك مازال الاستقدام يعمل بجد ... نسأل الله السلامة والعافية بس |
السبب هو عجز في تعليمنا، وأساليب تربيتنا؟
أخى الدكتور/ عبدالله الغيلانى ------------ المحترم اولاً اهنئك بأن الله بلغك شهر رمضان واسأل الله أن يتقبل منا ومنك صيامه وقيامه . اللهم أمين .. أخى لقد تطرقت الى موضوع اكثر من رائع وفى نفس الوقت مؤلم وجرح عميق فى جسد كل مواطن . فهل وراء ذلك قصور في ثقافتنا، ونقص في مفاهيمنا . لا والله ففيينا من هو مثلك حاصل على الدكتورا ونفع نفسه اولاً ثم خدم بلاده. وكذلك فينا المهندس والطبيب وفينا وفينا ولكن الله المستعان . نعم التخمة والنعمة؛ هي التي غيرت من أسلوب حياتنا , وأخص بذلك الأسره فى المنزل , الأم والأب فى جدال حولهم , لأتعقد الأولاد . الأم حرام عليك لولد يشيل اسطونة الغاز.. وقس على غيرها كثير . أبنئنا فقط يريد مفتاح سياره . ومكتب , ومن مقها وغيرها , ولاتسئله ((( وحيته راحت كلها__ خليهافله عيش يومك ))) أخى / الدكتور / اشكرك على شعورك وحماسك من اجل بلد وأبنا بلد . دمت بود ..... |
قمت بعمل دراسة مبسطه قبل سنه عن شريحة العمالة الوافده و عن تأثيراتها على المجتمع..
خرجت بنتائج كنت متوقعها بحكم مشاهداتي اليوميه وتعاملي مع بعض الموظفين الوافدين في عملي وكذلك من خلال الشركات والمؤسسات التي نتعامل معها تجارياً.. خرجت بنتائج تبين ان هناك من تدفعه الحاجه للقيام بإسقدام العماله الوافده من الخارج لبيع تأشيرات العمل على تلك العماله بعد الاتفاق معهم على سعر التأشيرة.. وكذلك اتفاقهم على مبلغ شهري مقطوع يدفعه العامل لكفيله وذلك حسب النشاط التجاري قد يكون المبلغ كبير.. هذا التصرف ليس فقط من الشخص البسيط بل يوجد تجار لهم وزنهم في السوق يعملون على استقدام عماله بعدد كبير وفرض مبلغ شهري عليهم يقدمونه له.. وبالتالي فهي ليست إتكالية عند الكثير منا .. فبيننا أبناء يعملون في مهن تدر عليهم دخلاً جيداً ولكن تأكد ان من العمالة من يسعى لجعل ابنائنا غافل وبعيد عن المهن التي تغنية عن الحاجه إما بإغراءات مادية تدفع شهرياً تجعله يستغني عن فكره العمل او بإجبارة عن طريق تلويث جسده بالسموم من مخدرات وغيرها كفانا الله واياكم شرها وشر من ينشرها.. اسف جداً على الاطاله د.عبدالله الغيلاني.. واشكرك على طرحك المواضيع الجاده المفيده ونتشرف بمجلس المواضيع العامه بإطروحاتك الجميله.. تحياتي |
طرح موفق أخي الكريم ... وماتفضلت به لم يحدث هكذا ، بل هو نتيجة تراكمات بعضها يعود إلى حقب غابرة ، وبعضها يعود إلى فهم خاطئ لماهية الحياة التي لم نعد نلحق بتسارع مايجري فيها من أحداث ومكتشفات وصراعات وتنافس .
من جانب آخر نحن الآن نمر بفترة تحول إذا جاز التعبير ، فإلى وقت قريب كانت الكثير من الوظائف للجنسين في بعض القطاعات لغير ابن البلد ، وللأسف المنع أو عدم العمل بها كان من باب سد الذرائع ، أو بند العيب والفشيلة ، أو الطبقية المجتمعية ، ناهيك عن تخاذل القطاع الخاص والاحتكار ، وأخيراً مايسمى بالاستثمار الذي أدخل أموالاً طائلة ومعها أعداداً كبيرة من العمالة ، وإلى جانب ذلك استمرار تقاعسنا كأرباب أسر عن الأخذ بأيدي أبنائنا وبناتنا للحرف والعمل اليدوي في البيت وخارجه ، من حيث يفترض أن المبتعث سيعود إلى وظيفته ! أي أن ما أسميته أخي بالشعب الاتكالي عليه أن يعي أنه إذا أراد أن يظل هكذا اتكالياً فإنه عليه الا يلوم غيره قبل أن ينعتق من سلبياته وخصوصيته المزعومة ، وأن يكون صادقاً في المطالبة بحقوقه ، أو على الأقل يستجيب لما يقدم له من خطط تنمويه وانفتاح في شتى المجالات ، وبالله التوفيق . |
بارك الله فيك موضوع فعلا يناقش قضيه منتشره سواء كانت في مجتمعنا او مجتمعات اخرى..تحياتي
|
اقتباس:
أحييك على مداخلتك الجميلة، والحق ماذكرت ؛ فالعمالة تتكاثر بصورة مخيفة، حتى إن أحياء بجده ـ كما أوردت ـ تسمى بأسماء جنسيات معينة |
اقتباس:
أسعدتني بإطلالتك ؛ ياصاحب الخلق النبيل، وتهنئة مباركة بشهرنا الفضيل، وأثمن لك هذه الإضافة الراقية، وقد ذكرتني بجار لنا يعمل عسكرياً، فرأيته يوماً واقف أمام باب العمارة لفترة، وعليه علامات القلق، فقلت له : سلامات، قال:حسبي الله على حارس العمارة المقابلة، عند أغراض أبغى يطلعها الشقة، تأخرعلي، فقلت: هل هي ثقيلة؟ أم تعاني من وعكة صحية؟ قال: كلا ماعندي مزاج لتطليعها،أبغى فلوسي تخدمني.... !!! رعاك الله |
اقتباس:
مشاركة قيمة ، أتمنى أيها العزيز نشر دراستك الميدانية كاملة؛ فإن هناك من يهمه أمرها. وفقك الله |
اقتباس:
نصائح قديرة، من كاتب قدير، وأعتقد أن حكومتنا لديها توجه إيجابي ، نحو دفع المواطن للعمل في الحرف اليدوية، والقطاع الأهلي،إلا أن أنظمة العمل والعمال بحاجة إلى تطوير مستمر. وفقك الله |
صدقت اخي الكريم موضوع مميز نعم الشعب اتكاليين الا من رحم ربي
|
| الساعة الآن 02:13 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
الحقوق محفوظة لمنتدى قرية المصنعة 1426هـ