![]() |
وكن رجلاً إن أتوا بعده...يقولون : مرَّ وهذا الأثرْ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا الموضوع ليس موجهاً للرجال دون النساء, بل هو للجميع, وبخاصة الشباب منهم, وإن كنت لا أفيد النساء كثيراً, لصفتي الذكورية, ولكني أرى فرصة الرجال للعمل أكبر بكثير. العنوان هو بيت شعر من قصيدة لأحمد شوقي: وجَدْتُ الحياة َ طريقَ الزُّمَرْ *** إلى بعثة ٍ وشؤون أخر وما باطِلاً يَنزِلُ النازلون *** ولا عبثاً يزمعون السَّفرْ فلا تَحتَقِرْ عالَماً أَنتَ فيه *** ولا تجْحَدِ الآخَرَ المُنْتَظَر وخذْ لكَ زادينِ : من سيرة *** ومن عملٍ صالحٍ يُدّخرَ وكن في الطريقِ عفيفَ الخُطا *** شريفَ السَّماعِ، كريمَ النظر ولا تخْلُ من عملٍ فوقَه *** تَعشْ غيرَ عَبْدٍ، ولا مُحتَقَر وكن رجلاً إن أتوا بعده *** يقولون : مرَّ وهذا الأثرْ سأتحدث في هذا الموضوع عن طريق التميّز (ليس التميز الأفغاني), والعمل الجاد, من وجهة نظري أنا, وقد تكون لديك وجهة نظر أخرى, فلا تبخل بها. أطرح هذا الموضوع وفي داخلي أقول ليتني أفعل كل هذا, ولا أوجد لنفسي أعذاراً, ولكنها الهمة والعزيمة, تختلف من شخص لآخر. جميعنا نريد أن نكون من أفضل الناس في الدين والدنيا, ولكن قلة قليلة هم من يستطيع أن يصل لأهدافه, والسبب هو عدم معرفتنا بالطريقة التي توصلنا إلى ما نريد. بحثت كثيراً وفكرت كثيراً, فوجدت أن أهم ما يجب أن يتوفر لدى الشخص, هو القناعة الذاتية بالرغبة في العمل, فإن توفرت هذه القناعة لديك, فأنت لا تحتاج للكثير حتى تكون من أصحاب الشأن, فقط تعلم كيف تطور من نفسك ذاتياً, وبدون أن تنتظر أحداً أن يعطيك فرصة الظهور, وإليك ما أعتقد بأنه الطريقة البسيطة, التي توصلك إلى ماتريد. سأجعل حديثي هذا على شكل نقاط محددة: أولاً: يجب أن تعرف مكمن الخلل في نفسك, أو لنقل نقاط الضعف, وتسعى للتخلص منها, لنفترض أنك غير متعلم, إذاً إبدأ بالتعلم ولا تقل (فاتت علينا) أو (يوم شاب ودوه الكتاب) فهذه الكلمات من أكبر الأخطاء المتداولة بيننا. ثانياً: إبدأ بالبحث عن كل الأمور التي ترى أنها مهمة, وجدولها بحسب أهميتها من الأقل (في الأهمية) للأعلى, ثم ابدأ بأقلها, لماذا نبدأ بأقلها؟ لأنها أسهل, وهذا يعطينا خبرة تدريجية ومنها نبدأ ببناء الثقة بالنفس. ثالثاً: أثناء قيامك بما في النقطة السابقة, ابتعد عمن ترى أنهم لا يفيدونك, أو من يقللون من شأنك, فهذا ليس وقتهم, وأنت لم تصبح جاهزاً (لتأخذهم معك). رابعاً: بعد أن تتجاوز, أو تصل, لكل نقطة من النقاط السابقة, راجع ما فعلت (مرحلة التقييم) وصحح أخطائك وحاول ألا تقع فيها مرة أخرى, ولا تنساها أبداً. خامساً: بعد أن تنتهي من أهدافك جميعها, والتي يجب أن تنهيها, عد من جديد للنقطة الأولى وقيم نفسك وحدد لك أهدافاً جديدة, ولا تقف حتى (آخر نَفَسْ), لأنك إذا توقفت, فقد بدأت مرحلة العد العكسي. وهذه قصيدة لإيليا أبو ماضي, بها الكثير مما نحتاج, لكي نكون أمة عاملة: مضى زمن كان فيه الفتى *** يباهي بما قومه أثّلوا ويرفعه في عيون الأنام *** ويخفض من قدره المنزل فلا تقعدن عن طلاب العلى *** وتعذل بلادك إذ تعذل فإنّ الخلائق حتى عداك *** متى ما سبقتهم هلّلوا فثابر بجدّ على نيلها *** فليس يخيب الذي يعمل وكن رجلا ناهضا ينتمي *** إلى نفسه عندما يسأل فلست الثياب التي ترتدي *** ولست الأسامي التي تحمل ولست البلاد التي أنبتتك *** ولكنّما أنت ما تفعل إذا كنت من وطن خامل *** وفزت فأنت الفتى الأفضل وأ ختم موضوعي بقصيدة لمعروف الرصافي: تيقَّظ فما انت بالخالدِ *** ولا حادث الدهر بالراقدِ فخلَّد بسعيك مجداً يدومُ *** دوام النجوم بلا جاحد وأبق لك الذكر بالصالحات *** وخل النزوع إلى الفاسد وردْ ما يناديك عنه الصدور *** ألا دَرَّ درُّك من وارد وسر بين قومك في سيرة *** تميت الحقود من الحاقد فان فتى الدهر من يدّعي *** فتأتي أعاديه بالشاهد ولا تك مرمى بداء السكون *** فتصبح كالحجر الجامد وكن رجلاً في العلى حُوَّلا *** تفنن في سيرِهِ الراشد اذا اطَّردتْ حركات الحياة *** ومرت على نسقٍ واحد ولم تتنوع افانينها *** ودامت بوجهٍ لها بارد ولم تتجدد لها شملة *** من السعي في الشرف الخالد فما هي إلا حياة السَّوام *** تجول من العيش في نافذ وما يرتجى من حياة امرىءٍ *** كماءٍ على سَبخةٍ راكد وليس له في غضون الحياة *** سوى النَفَسِ النازل الصاعد يغضُّ على الجهل اجفانه *** ويرضى من العيش بالكاسد فذاك هو الميْت في قومه *** وان كان في المجلس الحاشد وما المرءُ إلا فتى يغتدِي *** إلى العلم في شَرَك صائد سعى للمعارف فاحتازها *** وصاد الانيس مع الآبد وطالع أوجه أقمارها *** بعين بصيرٍ لها ناقد فأبدى الحقائق من طيِّها *** وألقى القُيود على الشارد اذا هو اصبح نادى: البدار. *** وشمرَّ للسعي عن ساعد فكان المجلَّى في شأوه *** بعزمٍ يشُـقّ علـى الحاسـد وإن بات بات على يَقظَة ٍ *** بطرف لنجم العلى راصد واحدث مجداً طريفاً له *** واضرب عن مجده التالد وما الحمقُ الا هو الاتكالُ *** على شرفٍ جاء من والد فذاك هو الحيُّ حيَّ الفخارِ *** وان لحَّدَتْهُ يدُ اللاحد |
الحقيقة موضوعك شيّق بقدر ماهو مهم
سأتكلم عن فئة معينة لاتبالي بالنجاح .. وتعيش يومها بدون أهداف فالبعض منا يبحر في دنياه ولايعلم الى اي مرفأ سيتوقف والأسباب كثيرة .. فمنها عدم اهتمامه بالوقت أو الاستفادة من كل دقيقة تمر عليه والعيش على اكتاف غيره .. وعدم الاعتماد على نفسه كلياً .. والرضا بما هو عليه وعدم التجديد .. وأيضاً البعض قد لايتحرك من مكانه سنين طويلة فهو يحتاج لمن يحركه أو لحادثة تغير مجرى حياته فيتحرك ... وهناك الكثير من الأسباب!! ألف شكر أخوي الشاعر .. طرحك مميز " كلما كان وقتك منظم .. كانت حياتك أسهل .. ووصولك لأهدافك أسرع " بالتـــــــــوفيق |
اخوي الغالي
يعطيك الف عافيه بأنتظار المزيد منك تقبل مروري |
موضوعك مفيد ، جزيت خيرا........
> يقول المتنبي / ولم أرى في عيوب الناس شيئاً×××كنقص القادرين على التمام0 |
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اقتباس:
أخي الكريم, أسباب الفشل, أو لنقل عدم النجاح, كثيرة ومتشعبة كما ذكرت, ولكني أرى أهمها, التربية , وما يقوم به الآباء من تحجيم لقدرات أبنائهم, وهذا في الغالب بدون قصد, مثل (أنت ما زلت صغيراً, أو هذا من عمل الكبار...), كذلك الحياة المرتكزة على الماضي: كان آباؤنا, وكان أجدادنا, وكانت قريتنا, وكانت قبيلتنا, بدون إبداء كيف أصبحوا بهذه المنزلة, وقد لا يعرف حتى الأب, ولكنه ينقله كما سمعه من آبائه. الإيجابيات كثيرة, ولكنها لا تكفينا, ولا نريد أن نقف عندها, بل يجب أن ننظر إلى أبعد من ذلك, وهذا لا يكون إلا بمعرفة مكامن الخلل, أو لنقل النقص أو الإحتياج, وإيجاد طرق الحل, وهذا لا يكون الا من العقلاء والمفكرون, وهم قليل للأسف, وليس لهم قبول كبير عند الناس. لدي أسئلة, ولا أنتظر إجابات لها: من أين يأتي ما نأكل في أيامنا هذه؟ من أين يأتي ما نلبس؟ من أين يأتي كل ما حولنا, من أبسط احتياجاتنا إلى أعقد التقنيات؟ هل لديك حرفة؟ ولو كانت على شكل هواية؟ هل تستطيع عمل أبسط أداة تستخدمها في يومك؟ في يوم من الأيام مررت بشخص, وهو صاحب منزلة علمية ليست بسيطة, فوجدته يعمل على قطعة صغيرة من الخشب, فسألته عنها, أجاب إنني أصلح الكرسي. ضحكت, وقلت مازحاً, كل هذا بخل يا أبو فلان؟ خبري فيك اجودي, وما شاء الله مستغني. فكان رده, والله ليس من باب البخل أو التوفير, ولكن كل ما تراه من عمل يدي, وهذا إرثي من والدي رحمه الله, وتراني أتحدى أهل دمياط في صناعة الأثاث. لقد رأيت تحفاً من الأثاث, جميعها من عمله, وهو ممن لا يتوفر له الكثير من الوقت. ليتنا نفكر بهذه الطريقة. غروب الماضي, المراقب العام... شكراً. |
اقتباس:
فعلاً ليتنا نفكر بهذه الطريقة .. تذكرت موقفاً حصل معي مرة كنت ذاهباً الى مصلح للاجهزة الكهربائية لكي اصلح " مكنسة كهربائية " لدينا فقابلت عمي (( ابوخداش .. البعض قد يعرفه )) وانا خارج فسالني : وين رايح؟ فأجبته لكي اصلح المكنسة الكهربائية .. فقال جبلي مفك مربع وتعال ... رحت جبت المفك وبدأ بفك المكنسة والطريقة كانت سهلة الى ان اكتشف سبب عطلها وهي " الفحمات " قمنا بتبديلها ومشي الحال ... يعني ما نكلف انفسنا حتى التفكير في كيفية اصلاحه الله يعين ..... مشكووووووووووور على اضافتك الرائعة بالتوفيق |
الساعة الآن 12:09 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
الحقوق محفوظة لمنتدى قرية المصنعة 1426هـ