عندما تهطل الأمطار فإن جدة لا تفرح خوفا من بعوض الضنك الذي يتكاثر يوما بعد يوم. فقد انتشر الفيروس الناقل لحمى الضنك مع انتشار البعوض، نتيجة المستنقعات والبحيرات والبيارات للمياه الراكدة، لاسيما وأن محافظة جدة لم تنته بعد من مشاريع الصرف الصحي في القرن الواحد والعشرين، وثمانون في المائة من مساكن جدة لا تزال تعيش على قضاء حاجتها في حفرة (أي بيارة). وقد نشرت «عكاظ» في عددها رقم 15523 بتاريخ 30 صفر 1430هـ تقريرا تحت عنوان «74 حالة ضنك في 7 أسابيع لا تدعو للقلق» بمعنى في العام الواحد 550 حالة لو استمر الوضع بهذا المعدل، كيف لا نقلق ونفس التقرير يوضح أنه في عام 2004 م كان هناك 290 حالة وقفز، هذا الرقم إلى 1308 حالات في عام 2006 م ونزل إلى 811 حالة في 2008، طلوع ونزول حسب عدد ومزاج البعوض في جدة. ولأول مرة في التاريخ العلمي للمملكة يتم اكتشاف الجيل التاسع للبعوض الناقل لحمى الضنك ولم نكتف بثمانية أجيال معروفة حول العالم.
أكثر من 200حالة إصابة بحمى الضنك في جدة شهريا؛ هذا ما تؤكده مصادر الصحة في المحافظة، وهذا الارتفاع في معدلات الإصابات بهذه الحمى ناتج عن التراخي وعدم الجدية والاستمرار في مكافحة البعوض المسبب لهذا المرض الخطير الذي تصل درجة خطورته إلى الوفاة. وقد وجد البعوض في جدة بيئة مناسبة له بسبب انتشار المستنقعات والبحيرات الناتجة عن تسرب مياه الصرف الصحي في معظم أحياء جدة، وأصبح ينهش في أجساد السكان ليلا ونهارا دون أن توفق الأمانة حتى اليوم في وضع حد لهذه المشكلة التي تهدد صحة السكان.
الدولة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) اعتمدت أكثر من مليار ريال للقضاء على حمى الضنك في جدة وحماية سكانها من خطر هذا المرض، ولكن الأسلوب الذي اتبعته الجهات المكلفة بهذه المهمة لم يكن عمليا ولا علميا فلم يكن فعالا، ولهذا لا يزال البعوض في ازدياد وما زالت الحمى تنهش في أجساد سكان جدة دون رحمة، حتى وصلت حالات الإصابة بهذا المرض إلى أكثر من (44) حالة أسبوعيا، ومع اقتراب الصيف سترتفع الإصابات أضعاف ما هي عليه الآن إذا لم يتم وضع حد لهذا البعوض اللعين.
سكان جدة يعلقون آمالا كبيرة على مجلسهم البلدي والذي يجب أن يكون له دور مثمر في علاج مشاكل جدة وخصوصا مشكلة حمى الضنك التي أصبحت تهدد صحة الناس بالخطر حيث إن عدد البعوض في جدة وصل إلى المليار بعوضة نتيجة ما صرف عليها من المليارات.

منقووووووووول