تلك الثقافة التي سادت وحتماً ستبيد قريباً ... وأعني بها تلك الثقافة التي تلغي المشاعر والأحاسيس والأحلام المشروعة ... بل لازالت تشكل أساساً لأفكار بعضنا وبالتالي الأبناء عن الالتفاته إلى ما أشرت إليه أختي الكريمة لمعة ألماسة ... ولهذا نجد أن أسباب إنسحاب أي بنت من واقعها المعيشي يعود سببه الأول إلى تجاهل مشاعرها وتسفيه أحلامها بالقول والفعل ... ناهيك عن تحول الغيرة عليها حال خروجها إلى مايوازي الشك فيها وعدم الثقة في قدرتها على حماية نفسها ... وهذا الخلل للأسف وصل إلى أن الناظر إليها في الشارع أو السوق ينصرف تفكيره إلى سهولة اصطيادها ... وهكذا المسكينة تربت على المنع دون احترام لمبدأ حقها في المجادلة والفهم ... وأهمل جانب الممانعة في تربيتها ... وبالتالي لن يكون التنفيس إلا بالانسحاب إلى عالم آخر تحسبه يشبع حاجاتها النفسية ... بينما هو في الحقيقة ذبحها من الوريد إلى الوريد وتركها عرضة لطلابي الطرائد ... فاللهم احفظ لنا بناتنا وأنر لنا دروب تربيتهن وتوعيتهن وإشباع غرورهن وطموحهن ... ياكريم يا أرحم الراحمين ... اللهم آمين .