* في مدينتي الصغيرة الساكنة جوار البحر
[img]عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ][/img]
تصحو على هديره ..وتمسح عن جبينها رطوبة جوه ..
مدينتي التي عشقت البحر فأورثت أهلها عشقه .. على صوت أهازيج البحاره وخلفه لوحة للبحر ..
كانت هذه الصورة
...وجه أسمر لفحته الشمس ولحية بيضاء فيها وميض لامع ...
وعينان تنطقان أجمل اللغات ... لغة لم تدرس بعد
ولم تترجم ..وابتسامة لو بيعت الدنيا كلها لن تساوي قيمة معانيها ...
خلفه بدت زرقة البحر ... فكسا لونه صورة ألتقطها له .. وقد جلس ساعة صفاء في زورقه ..
يجهز شباكه لصيد الفجر ...
البحار العتيق الذي عشق البحر وصادق أمواجه .. البحار الذي غامر من أجل لقمة عيشه ومن أجل أولاده
في يوم بديع هادئ.... حملني معه ليعلمني أول درس من دروس السباحة والغوص ...
أخذني لزورقه ثم بدأ حديثه عن رحلاته الممتعة... تكلم عن البحر كأنه يتكلم عن صديقه الحميم..
.تكلم عن موجه حين يسكن وحين يثور ...تكلم وتكلم .. ..وحنين هادئ في أحداقه.وحين نظر إلي
سألني ...أتحب البحر يابني؟ أتحبه كما أحبه أبوك وجدك ...؟
قلت حينها ببراءة الطفولة :.. أنا لا أحبه ... أتدري لماذا ؟ لأنه يأخذك
منا ... ... لآن أمي تبكي كلما سافرت وتدعو وتنتظر .. ونحن نسألها :متى يأتي أبي ؟
وهي تقول قريبا ... لكن هذا القريب يصبح بعيدا بعيدا .....
أبي أتحب البحر أكثر منا ؟
يومها ضمني لصدره ورأيت في عينيه دمعة .........وصمت طويل .. وظل سؤالي دون جواب ..
.. لم أكن أعرف أنك كنت تسافر من أجلنا.
لم أكن أفهم وقتها معنى ..أن تكدح من أجل الرزق .
ولم أكن أعرف أن لقمة العيش تريد منا السعي والبذل
لم أفهم وقتها أنك تحبنا وتحبنا ..أكثر من نفسك ..وأكثر من البحر .
تعلمت الآن .. تعلمت كل شيء ..لكني لازلت جاهلا في السباحة والغوص...
ولازلت....... لا أحب البحر ..... سامحني يا أبي.. سامحني
* و غدًا انتظرونا مع راكب آخر في سفينة الحياة *
