فَهِمَ الرجل ذلك ومضى .. فلمّا جآء وقت الصّلاه أقبل ذاك الأعرابي وصلّى معهم كَبّرَ النبيّ -صلى الله عليه وسلّمْ-بأصحابه مصليّاً , فقرأ ثمّ ركع فلمّا رفع -صلى الله عليه وسلّمْ-من ركوعه قال: سمع الله لِمَنْ حَمِدَهْ .. فقال المأمومونْ : ربنا ولك الحمدْ .. إلا هذا الرّجل قالها وزاد عليّها : اللهم إرحمني ومحمداً ولاترّحَمْ معنا أحداً !! وسمعه النبي -صلى الله عليه وسلّمْ . فلمّا إنتهت الصّلاه ..التفت النبيّ-صلى الله عليه وسلّمْ-وسألهمْ من القآئِلْ؟ فأشاروا إليّه . فناداه الرسول صلى الله عليه وسلّمْ فلمّا وقفَ بيّنَ يديه فإذا هو الأعرابي نفسه وقدْ تَمَكْنَ حُبَّ النبي صلى الله وسلمْ-من قلبه حتى ودْ لو أنْ الرحمه تصيبهما دون غيرهما!! فقال له -صلى الله عليه وسلّمْ-بكلّ طيبْ ومعلماً : لقد تَحَجَرَّتَ واسعاً !! أي رحمة الله تعالى تسعنا جميعاً وتسع النّاس .. فلا تضيّقها عليّ وعليكْ .. فانظر كيف ملك عليّه قلبَهْ .. لأنّه عرف كيف يتصرّفْ معهُ .. فهو أعرابي أقبَلَ من باديته لايعلمُ شيئاً فوجههّهُ بالأسلوب الأنسب له وبالكَلِمَه الطيّبَه .. فهو لم يبْلُغ من العلم رتبة أبي بكر وعمر .. ولامعاذ ولاغيره من الصحابه رضي الله عنهم -فلايؤاخذ كغيرهْ !! وليَكُنْ رسولنا -صلى الله عليه وسلمْ-قدوتنا في كلّ شيءْ ! ومن أقّسَـآمٍ الكَلِمَه الطيّبَه ( التّشجيعْ ) : كَمْ من النَّاسْ تبتهج إذا رأيتَهْ ولاتعمَلْ عَمل أو تُقْدِمْ على شيءْ حتى تَسْتَشيرَهُ وتأخُذْ رأيَهُ وتَسّعَدْ لذالك وتَسّمُو نَفّسُكْ وتَرْتَفِعُ هِمْتُكْ ’’ وكَمْ مِنَ النّاس تشْمَئزُ نِفْسُكَ لرؤيته وتَمَلُّ مُجَالسَتَهْ ولاتستشيرَهُ بشيءٍ ولاتأخُذْ برأيِهْ , وتَفْتُرْ هِمّتُكْ , وتَهْوي نَفْسُكْ ’’ إنَّهَا - مهَـآراتْ وحُسّنُ التّشجيعْ ! فليَكُنْ حظُّكً من التشجيع وافراً .. كيّ تكون صاحبه فطنَةٍ وعقلْ .. ليسَ سفهياً تحقر ذاك وتُكَذّبْ ذاك ! لاتقديرٌ ولآ إحترامْ !! تَسّبُ وتُحْبِطْ ! || محَطَةُ وقوف || قال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّمْ- ((أكمَلُ المؤمنينْ إيماناً أحاسنهم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفونْ ولاخيّرَ فيمنْ لايألفْ ولايُؤلفْ )) رواه الترمذيّ(صحيحْ) >> يُتَبًـع
- كُن انتَ التَغيير الَذي تُريده فِي هَذا العالم ..المهاتما غاندي *