الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
موضوعنا اليوم عن عنصر مهم في حياتنا ألا وهو
الجمال
كلمة كثيرا ما نسمعها , إذا طرقت مسامعنا انتابنا شيء من السرور و الراحة ؛ لأنها مرتبطة بما تهواه الأنفس و ما تتمناه القلوب و ما يجذب العيون .. فالجمال مطلب مهم
لكن العجيب في الأمر أن هذه الكلمة مع تعلقها بأمور كثيرة , يختلف تفسيرنا لها حسب ميولنا و حسب نظرتنا للحياة و حسب ما تتصوره عقولنا لهذه الكلمة العريضة ..
و إذا كان الجمال هبة من البارئ لمخلوقاته فإن هذا الجمال لا تتفق عليه أذواق الناس , بمعنى لو عرضت صورة على مجموعة من الأشخاص فإنهم لن يكونوا على رأي واحد , فهناك من يقول جمال الصورة في هذا الجزء و هناك من يقول لا بل في الجزء الآخر و هناك من يقول كلها جميل و بلا شك سيكون هناك من يرفضها كلها و بروزها معها !!
لكن يوجد جمال يكاد يتفق عليه الجميع و كل الأذواق تسلّم له ألا وهو :
الجمال الروحي .. الأصل لكل شيء ؛ لأنه لا يتغير مع تقدم الزمان ولا يعتريه النقص إذا أصابته العلل , بعكس الجمال المادي الذي يسرقك ثم سرعان ما تدرك نقصه و علته .
و أحب أن أشير إلى الفرق بين النوعين :
الجمال الروحي هو : الجمال المعنوي المتأصل في الشيء
أما الجمال المادي فإنه: الجمال المحسوس الذي يدرك بإحدى الحواس
فالمرأة التي تأسرك بجمالها لن تكون مطمعا لنهاية شريفة أبدية , لن يعشقها قلبك إذا عرفت أنها فقدت جمال الروح إذا عرفت أن دينها لا يناسبك أو عقلها لا يرقا لعقلك أو حياتها و طبيعتها لا توافق ميولك و تطلعاتك ..
و لن ترتاح في الحديقة الغناء إذا عرفت بأنها تعج بالسباع التي قد تفتك بحياتك , و لن تسكن القصر المشيد إذا أيقنت بأنك ستكون مطمعا (للديانة ) , يقول الشاعر:
جمال الروح ذاك هـو الجمـالُ** **تطيب بـه الشمائـل والخِـلالُ
إذن الجمال الحقيقي هو الجمال الروحي لا الجمال المادي الذي يخدعك بزخرفه و يجرحك برمحه , لأن الإنسان بطبيعته يحكم عقله في أول الأمر ثم إذا راجع صوابه و حكم عقله فلن يقبل إلا بجمال الروح ...
و بكل حق موضوع الجمال موضوع متشعب كثيرة أمثلته بكثرة أذواق الناس حوله , لكن تساؤلي لكم أحبتي :
هل أنت مع الجمال المادي ؟ إذا كانت الإجابة بنعم فلماذا ؟
و إن كنت مع الجمال الروحي , لماذا نحن نقدم الجمال المادي ؟ لماذا في مجالسنا و نقاشاتنا نهتم بالجمال المادي و لا نلتفت للجمال الروحي و إلا مع أنفسنا في الأوقات الصعبة عندما نكون في حاجته ؟
اللهم جمل أخلاقنا و اهدنا لكل جميل ..