هذا المجلس مؤلم جداااا
لأنه يبعث الحنين الى الماضي .. . والماضي انتهى و لا يبقى الا الشوق و التباكي لفراقه .
وهاهو فكري يتباكى لتلك الأيام أيام الديرة
يوم كانت هناك حياة على هذا الوادي و ذاك ،
الوادي ،، هبطوا الوادي ،،، جاءوا من الوادي ،،، حياتهم كلها ورزقهم كله بالوادي
من يحرث و هناك من يغير مجرى الماء بالمسحاة من مجرى وينقل مساره الى مجرى ليسقي كل الأرض لكل الناس ،
و لايغلط ويوقت لكمية الماء .
و يعطيني أبي بكفه بأصابعه المتربة المتصلبة المتشققة حبة الذرة ،
قوة أجساد و لكن فيهم من عطفه و حبه ما يملء قلوب الأف البشر ،
يشعر بتعبي و جوعي فالشمس بدأت تشتعل من فوقي وانا اجلس على قوزة التراب و بعض الكدر
كنت صغيرا جدااا و لكني اتذكر تلك الأيام و بقوة ، أتأملهم كلهم ،، نساء و رجال في الوادي ،،
أتذكر كل شيء رغم ذاك الجسم النحيل ، والشعر المحلوق فأبي لايحب الشعر الطويل ،"عيب عليك ، مقتل الرجال من شعره "
منطق غريب و لكن هو ذاك ،
فلا أذكره الا بشعره الأبيض القصير . و عرقه المتصبب من الحركة و الكفاح .
كلهم سواء كل اهل الديرة سواء ، في الشعر في اللباس في التحزم في الحذاء ،،
سيدهم فقط سيدهم في الحكمة " يؤتي الحكمة من يشاء و من يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا "
لا اتصور فلان الشايب و كيف و هو ينزل الى داخل البير و ويملاء الماطور بالديزل
والبير وما أدراك ما البير "بئر " يقولون كم احتوت الأبيار من مآسي و فقدان الأحبة ،،
شيء يخوف ، هي مخاطرة و لكن لها قلوب .
أيامهم كانت أيام الوادي ،،، مقلاع للطير ، فاروع ، منثل ، ثور معروف
و بقرة بمسكة الخزامة جدتي غصب تأكلها و تبيع مايفارقها
وأخيراً قرصان ولقمة طرية و حقينة
التأثر كثيرا يكون حينما تجد ذلك الشيخ المسن في عزلة فكرية " قد يكون كالتوحد " بعد ان كان و كان
وراحوا الأحبة و الأصدقاء و راحت الحياة بمعنى الحياة الحقيقية . و بقي بيننا يحاول ان يتأقلم و يحاول و لكن دون جدوى ،،
لكل زمن أهله و قرابته و ناسه
هم سافروا و رحلوا بلا عودة
وبقيت الذكريات و الحنين
كم مجلسكم هذا مؤلم جدااااااا
و للألم بقية
تحياتي