يبدو أنّ البداية ستكون لي
!
لطالما اختارتني الأستاذة أن أرتدي وظيفتها وأقف أمام الطالبات ,
أن أتجرد من كل حواجز الحياة وأرتكب ظرافة تقليدها مع الكثير من البهارات
!
لدي قناعة مسبقة ,
"
أن التربية والتعليم لا ترسخ في العقل حتى نجرّب عطاءها كما تلقينا أخذها "
في حصة الجغرافيا ,
- من تشرح يابنات ؟
فتشت في الصف ثمّ
- اجْوانْ ! أنتِ بتشرحين يالله ياأجْوانْ
- آ آ أستاذة !
أول مرة وقفتُ فيها كمعلمة .,
كانت في حصة أ. ( ع ) في مادة الجغرافيا في الصف الثاني ثانوي السنة الفائتة
!
حينما طلبت من يقوم بالشرح عنها , اختارتني و تركتُ مقعدي بتوتر لهول المفاجأة
!
أنا سأكون الأستاذة الآن إذن .,
من طبعي أنّي لستُ أخجل من تجاربي , لكن عامل المفاجأة الآن جعلني أتوتر قليلًا ,
وقفتُ وأمسكتُ بالقلم واستدعيتُ بعض الثقة اللازمة لضبط الطالبات ,
كانت تقف في حلقي ضحكة كبيرة وتوتر ليس بالكثير !
خيّل إلي أني استنشقتُ كلّ هواء الأرض بشهيقي في تلك اللحظة ,
مسحتُ أوجه طالباتي بنظرة ترافقها ابتسامة لطيفة !
ادرتُ ظهري ثمّ
- الدرس سهل جدًا , وَ
أكملتُ حل الامثلة المدونة على اللوحة
,
وفعلتُ كما تفعل أستاذتي في كل حصة ..
كنتُ أرقبها تضحكُ في آخر الصفّ تضع يدها على فمها وتخفي الضحك
!
انتهت الحصة وشكرتني المعلمة بالتأكيد
!
لكن الدرس لم ينته في عيني ,
كانت التجربة جميلة جدًا وممتعة
!
عاملتُ طالباتي بلطف , ابتسمتُ لهن , استطعتُ ضبط الصف باحترامي لهنّ فقط
!
لم يكن هناك أي داعٍ للصراخ ,
استغربتُ جدًا حين كانوا يستخدمون الصراخ كوسيلة للضبط
!
آمممم ,
أكون
صريحة أكثر ؟
في حياتي الخاصّة قد يخرج الصراخ فجأة حين أفقد أعصابي بعض المرات ويتلوه الندم طبعًا , مهما كان سببًا لنجاح
/ لحل الموقف الذي استدعى الصراخ
!
وأجزم أنّه خطأ ..
لكن في موضع التربية والتعليم كموضع الأستاذ
فالصراخ من أفشل الأساليب في التربية وقد سبقني بقول هذا الكثير من التربويين
!
ماخرجتُ به من تجربتي تلك
!
-
الاحترام واللطف أساسيات لكل معلمة في كل حصّة !
-
عظمتْ في عيني أ.(ع) حينما وضعتني في موضع الأستاذ وجعلتني أجرّب !
لازلتُ أشكرها كثيرًا حتى وإن لم يصلها الشكر ..
هي السبب بعد الله في استيقاظ حلم كان قد دخل سباتًا عميقًا لأنّه لم يجد وقتًا ومكانًا يليق به ..
- دور المعلمة عظييييم ولذيييذ , لو أنّ كل معلمة كانت تشعر بما أشعر به من عظمة الموقف الذي تقف به والجزاء الذي ينتظرها ,
لعلمت حلّ أمورٍ كثيرة تزعجها في الصفّ
!
ولأتقنت وظيفتها وخرّجت أجيالًا من التميّز , وكان حبّ العلم والتعلم هو صديقهم
!
أ. (ع) ,
شكرًا ولا تفي ولاتفي
!
هذا مالدي الليلة , والمساحة تتسع لكم ..
شاركوني التدوين وعيش الأحلام المفاجئ
!
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ]