زرت قبل أسبوعين تقريبا أحد الاصدقاء في منزلة وهو شاب في عمري وكان عند صديقي هذا مجموعة من أقاربه وكنت أعرفهم من كثرة زيارتي لهذا الصديق والتقائي به واولاد اعمامه ورايت عنده شخص يبدوا بالاربعينات من العمر شخصا يناظرني ويضحك ثم فجاءة يتغير حاله وتنزل دمعته ويتحدث بمشاريع بالملايين وملابسة لاتدل على انه يملك ريالا واحد .........المهم وبعد العشاء طلبت صديقي على جنب وحدثته وقلت له من هذا الرجل الغريب الاطوار الذي عندك لان فكري سطح كثيرا لانني ضننت ان هذا الرجل اما يستعمل مخدرات او مريض نفسي فقال لي صديقي هذا رجل لم اعرفه الا قبل يومين ... خيث ساعدني وانا متعطل على طريق الخرج واوصلني الى صناعية الدائري في الخرج ولجميله هذا اردت ان اعزمه واجمع اولاد عمي وانت معهم ....،ثم اردف صديقي قائلا انني واثنا تعطل سيارتي على طريق الخرج واثناء وقوف هذا الشخص قرب سيارتي وايصاله لي الى الورشة وعندما كنت راكبا معه السيارة كان يتمتم بكلمات غربية فضحكت من تصرفاته وقال لي انا لا الومك لانك تضحك علي ..فقلت له ماذا تقول اانت مريض او تحتاج الى مساعدة فقال انا بقولك شي فقلت له تفضل ........
ثم سرد لي هذه القصة فقال :- كان هناك شابان اولاد عم وفي نفس الوقت صديقين ويحبان بعضهم وسبحان الله بينهم حب شديد لبعض واحترام لبعض وهما كانا مولعان بالقنص في الديرة بالجنوب وفي احد المرات خرجا مع بعض ليتقنصا وبالخطا قتل احدهم الاخر اثناء تنظيفه السلاح استعدادا لتهيئة السلاح للصيد فاخذ القاتل يركض ويصيح وهو غير مصدق انه قتل ولد عمه بالخطا فذهب الى بيت ابوه وكان ابوه متوفي منذ زمن فقال لامه ياماه انا قتلت ولد عمي بالخطا واقسم بالله العظيم وطبعا اهله يعرفون علاقته بابن عمه بانها من اشد العلاقات قربا لبعض بل ان علاقتهم هي سبب المودة بين اولاد عمهم الباقين المهم لما علم ....والد المقتول بالخبر اقسم ان يقتل ابن اخيه او تحكم الدوله عليه بالقصاص .....
فما كان من اهل القاتل الا ان طلبوا شفاعة المشايخ والعلماء ووصل الامر الى بعض الامراء من الاسرة الحاكمة ان تشفعوا عند ابو المقتول بان يقبل الدية او يعفوا عن ابن اخيه فلم ختى عرضوا عليه مبلغ وصل الى الثمانمئة الف ريال ولم يقبل ، ولما احس اهل القاتل بانه لا مجال للمحاولة مع ابو المقتول قرروا التسليم وقالوا له الله يعوضنا بولدنا خيرا فافعل ماتريد .....
وعندما علم ابو المقتول بان زوجة اخيه المتوفى واولادها لن يحظروا قصاص ابنهم اشتعلت نار الحقد في نفسه ففعل حيلة دنسة ووقحة من الحقد الذي في قلبه ......
فاتصل بنفسه بزوجة اخية وقال لها يام فلان انا خلاص قررت ان اعفوا عن ابنكم بشرط حضوركم لميدان القصاص وحين يكون ابنكي تحت رحمة السيف سوف ارفع يدي واطلب وقف القصاص بشرط قص بضع شعرات من راس ولدكي لكي انثرها في الهواء امام الناس تعبيرا وابرار لقسمي الذي اقسمته على نفسي بان اقص راس ولدكي وقص بعض الشعرات يفي بالغرض ........عندها فرحت الام المسكينة وفرح اخوان القاتل واخواته وحتى اولاد عمه فرحوا بان اباهم عفا عن ابن عمهم الذين يعرفون بانه لم يقتل اخوهم قاصدا لكن لايستطيعون فعل شي امام اصرار والدهم...
وحينما حان الوقت لتنفيذ القصاص واقتراب السياف (عشماوي ) من القاتل الذي سلم امره لله قبل ان يسلم رقبته لعشماوي .....واهل هذا القاتل عيونهم متوجه نحو ابو المقتول الذي وعد بان يوقف السيف عن رقبة ابنهم في الوقت المناسب .......وهم يصرخون ياعم وين الوعد ياعم وين الوعد ، انت قلت ياعم انك بتطلب من السياف يقص شعرات من راس اخونا والام المسكينة تصرخ وتقول يابو فلان قلها قلها .........فتجاهلهم هذا العم الحقود وطلب تنفيذ الحكم بضرب عنق ابن اخيه المتوفى . ولا حول ولا قوة الا بالله
وبعد ان انهى قصته قال لي هل تعرف من الشاب الذي نفذ فيه حكم القصاص الذي قتل ابن عمه بالخطا فقلت اكيد انت ........فقال نعم انا ......فقلت لاحول ولاقوة الابالله ......ثم اسرد قائلا هل تعلم ان امي ماتت حسرة بعد قصاص اخي باسبوع وهي تدعي على عمي الحقود .........فيقول لي صديقي تمنيت لحضتها ان اجد مكانا خاليا ابكي فيه
وفعلا تغيرت حالة هذا الرجل من بعد قصاص اخوه ووفاة امه بعدها باسبوع حسرة على ولادها........
صدقوني انا بنفسي رايت هذا الشخص وتصرفاته الغريبة عند صديقي مرتين ولكن ماينلام الي يحصل كل هذا زين ماينجن بعد ..