الحمد لله رب العالمين . والصلاه والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وبعد ...
إن الانشغال بالتاريخ من الاشياء المفيده ، إذ يستفاد به للأطلاع على حوادث الزمان
والمكان واخبار من سلف ، والاشعار بأن الساكنين على هذه البسيطه في سفر .
وسير الناس وما ابقى الزمان من اخبارهم .
إن التاريخ لهو عبرة لمن اعتبر ولمن تذكر وافتكر .
ولمنطقتي غامد وزهران من الاهميه بمكان ولكونهما منطقه وصل بين اطراف
المنطقه الاخرى .
وبفضل من الله سبحانه وتعالى وفضل من تعاون واخلص ، اثمر هذا الاخلاص وهذا
الجهد الكبير عن تعاون الشيخ الجليل : محمد بن عبدالله المنصوري المولود عام (1233 هـ ) .
المنتهي نسبه إلى جعفر الصادق بن محمد الباق بن علي بن زيد العابدين
بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه .
توفي والده الشيخ عبدالله بن احمد ( 1236 هـ ) . وتولت رعايته والعنايه به والدته رحمها الله
نمت فيه روح الرغبه في العلم حيث سافر إلى الحديده لطلب العلم على علمائها
وشيوخها . فدرس القرآن الكريم والحديث ثم رجع إلى بلدته حيث حج بوالدته
وزار المسجد النبوي والصلاه فيه . وبعد رجوعه توفيت والدته رحمها الله
وفي عام (1311 هـ ) انتقل الشيخ الفاضل إلى رحمه الله عن عمر ناهز
ثمانيه وسبعون عاما . جعل تلك السنين في التغريب والتحصيل ،
عرف عنه رحمه الله الاصلاح ، واصلاح ذات البين .
وما احوج الناس إليه ذلك الزمان ...
في عام (1269 هـ ) سافر إلى الطايف لاجراء الصلح بين امير عسير
وامير مكه وتمكن بعون الله من ذلك . وكان يرحمه الله من وفد اعيان منطقه
غامد لمقابله الشريف عبدالله باشا ، الذي اهدى للشيخ القاموس المحيط .
وله من الابناء أحمد وعبدالعزيز درسا على يديه وله من البنات
عزه ورفعه ومهره وفاطمه .
كان يرحمه الله يصور الحياه الفكريه والادبيه في جبال السروات
حيث يكون صدق العاطفه وسمو الهدف . والميل للزهد والحنين
للاماكن المقدسه ولقد نشرت له صفيحه القبله (1336 هـ )
قصسده وجهها إلى شريف مكه الحسين بن علي وهذا مقطع منها :
تعفو الملوك لمن ينزل بساحتهم *** والعفو شيمتهميا خيره البشر
واقصد ابا فيصل وانزل بساحته *** في الجانب الرحب ذاك الواسع العطر
فالعفو والجود والاكرام نأمله *** انت الكريم وتعفو عن مقتدر
وشعره يرحمه الله في الملك عبدالعزيز يرحه الله :
سلام عليكم كزهور الربيع *** وطلع الخريف ونور الشتاء
اذا قهقه الرعد في مزنه *** يبشر اوطاننا بالحياء
وقال للملك عبدالعزيز يرحمه الله في مناسبه اخرى :
فيم التشاغل والاعمار تنسلب *** والحتف فيم بيننا يدنو ويقترب
نمش على اثر قوم لنا سلفو *** ونحن من بعدهم نذهب كما ذهبوا
توفي الشيخ عبدالعزيز بن محمد رحمه الله عام (1356 هـ )
هذه نبذه بسيطه عن الشيخ ووالده واخيه احمد . رحمهم الله رحمه واسعه
وجعل كل ما قدموه في ميزان حسناتهم . واني لاستغرب فيمن
يكتبون ويتجاهلون هؤلاء الاعلام الذين بذلوا جلء وقتهم
في الصلح والاصلاح .
كتبه الاستاذ / محمد بن عبدالعزيز بن احمد