رسالة إلى صاحب التسجيلات الغنائية أخي صاحب التسجيلات الغنائية يقول الله تبارك وتعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].. وأنت بعملك هذا تناقض هذه الآية وتعمل بعكسها فلماذا يا أخي؟ هل انتهت كل الأعمال المباحة المشروعة حتى تسلك هذا الطريق المحرم؟ أما سألت نفسك يوماً ما، لماذا غيرك يعمل في الحلال وأنت تعمل في الحرام؟ ولماذا غيرك يعمل بما ينفع الناس وما يصلحهم وأنت تعمل فيما يضرهم ويفسدهم؟ هل أنت أقل منهم؟ حاشاك ذلك، ألا تحب أن تكون عضواً نافعاً ورجلاً مصلحاً في مجتمعك؟ لماذا ترضى لنفسك أن تكون شريكاً وعوناً للشيطان وللمفسدين في الأرض بنشر هذه الأغاني الماجنة الساقطة بين المسلمين والتي هي من أكبر أسباب انتشار الفاحشة والفساد في المجتمع، ولقد توعد الله من يفعل ذلك بوعيد شديد فقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ [النور:19]. إنه والله وعيد شديد فلا تعرّض نفسك له طمعاً في مال يذهب سريعاً ويبقى عذابه طويلاً. أخي الحبيب: إن الله إذا حرّم شيئاً حرّم ثمنه. لذا جميع ما تحصل عليه من بيع هذه الأغاني المحرّمة فإنه حرام سحت لا خير فيه. قال : { كل جسد نبت من السحت فالنار أولى به } وقال : { لا يكتسب عبد مالاً من حرام فينفق منه فيبارك الله فيه ولا يتصدق به فيتقبل الله منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار }. أخي الحبيب: إن كل من يستمع للغناء يتحمل إثمه لوحده. أما أنت فتتحمل آثام جميع من يشتري منك هذه الأغاني ويستمعها، فانظر كم من إنسان ستتحمل إثمه وذنوبه فهل ستطيق كل ذلك!؟ إنك أخي بعملك هذا تقود نفسك إلى الجحيم وأنت لا تشعر، فلماذا كل ذلك؟ هل هانت عليك نفسك إلى هذا الحد حتى تقودها إلى الهلاك برضاك؟ هل نسيت عقوبة الله؟ هل نسيت الموت وسكرته، والقبر وظلمته، والصراط وزلته، هل نسيت النار وما فيها من العذاب؟ فلا تجعل أخي المال ينسيك كل ذلك، وينسيك ربك وينسيك دينك، وينسيك مصيرك ومآلك، ووالله إنك لأضعف من أن تتحمل شيئاً من عذاب الله. فلا تتمادى في معصيته. أخي الحبيب: إن أكثر من يستمعون إلى الأغاني لا يمكن أن يبيعوها رغم أنهم يسمعونها، هل تعرف لماذا؟ لأنهم يعرفون أنها مهنة حقيرة لا تليق بالمسلم ولأنهم لا يحبون أن يكونوا سبباً في نشر الفساد بين المسلمين، ولأن مكسبها حرام وهم لا يحبون أن يكون مأكلهم ومشربهم وملبسهم حراماً، فاحرص أنت وفقك الله على أن تكون مثلهم وبادر بالتوبة إلى الله وتخلص من هذا العمل الخبيث وثق أن الله عز وجل لن يتخلى عنك وسيعوضك خيراً مما أنت فيه إن أنت صدقت النية وصدقت التوبة، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3،2]وقال : { من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه }. وفقني الله وإياك وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.