هذه المشاركة من ابو الطيب
الغالي أبو طلال :
أثرت الشجون والذكريات ... ونزولاً عن رغبتك وطلبك ... إليكم القصة الطريفة التالية :
في عصر أحد الأيام البعيدة جداً كنت ألعب بكرة صغيره لونها بني (اختفت من زمان) لا ومفقوعه بعد في حارة بيتنا حافي القدمين , يعني بدون بوت ، وفي ثوب ملون بكمنه (طيه) أعلى الكم عشان (من أجل) إذا طلت يفكونها (ويصبح الكم طويل) , والمرمى كان باب أحد السفول (مأوى المواشي كالأغنام والأبقار) , المهم انتهرني جدي (رفع الصوت بحده) رحمة الله تعالى عليه وأسكنه فسيح جناته , وطلب مني أن أحضر له مفتاح السفل المدلاّ (مفتاح كبير معكوف لفتح الضبة أو القفل المصنوع من الخشب) من عند جدتي رحمها الله تعالى وأسكنها فسيح جناته ، رحت (ذهبت) وجبت المفتاح , أخذه مني , وطلب مني أن اوخر (ابتعد) إلى أعلى الدرجه (درج البيت) , وبعد شويه (وقت قصير) جاء أحد الجيران وكهلته (عجوز كبيرة في السن) - رحمهما الله تعالى - ببقره يسحبانها بقوه , كأن ما لها نفس , تناول جدي الرباط (حبل تقاد به الدواب كالأبقار) منهما وقام يجر البقره من زمامتها (حبل يوضع في أنف البقرة أو الثور) إلى أن أدخلها السفل .
جدتي والكهله الأخرى يتهرجن (يتحدثن إلى بعضهما) فوق الصفة (البلكونه في الزمن الماضي) , وجدي أخذ جاره إلى جهة الحبله (كرم العنب ) يوريه الغرس (المزروع من النبتات والأشجار ), وبفضول الطفولة تسحبت على مهل , اقتربت من باب السفل وقمت احندر (النظر بتركيز شديد) من خرم مفتاح الضبة , ما شفت شي , كنت أسمع خوار ومناطحه (أصوات تصدر من الأبقار) , وقبل أن الصق اذني بالباب , كانت إذني الثانية بين اصبعين من يد جدي , وماقلتلك لاتقرب الباب , والله لن زدت (تكرر ذلك) شفتك (رأيتك) هنيه (هنا) لاخلي أذاني وأذانك أربع (يكون مجموع الأذان أربع) , وانفلت منه (انفككت منه) أو تركني بين الخوف والزرمه (الزعل) , أمّا صبيح (اسم أحد أشهر ثورين تلك الأيام يملكهما جدي) فلا يمكن الاستغناء عنهما في الحرث والتكاثر !
(ولي تعليق ... يبدو أن الفضول وكل ممنوع مرغوب أمران متلازمان في مختلف مراحل عمر الإنسان , وأن مفهوم احترام الخصوصية بالنسبة لجيل الأجداد يصل إلى ما يتعلق بالحيوان أيضاً – بالنسبة للألفاظ الوارده أعلاه يبدو لي أنها مفهومه وبخاصة لأبناء القرية )