عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2010, 02:12 PM   #7
مشرفة ورقآت أدبية
 
الصورة الرمزية كبرياء الحرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 2,036
Smile

ياحمارة .. قلتِ له كذا ؟!
ذا بالضبط ما أردته من علياء ، كنتُ أحتاجها تجلدنيقليلاً حتى أُحس أن العقاب طهر بعضي ، لم أتلمس الأعذار لنفسي أمامها ، واصلت : أتدرين الآن تحدد كل شيء . هذا كله سينتهي قريباً . الآن ما عاد من الممكن أن أستمر، هذه المرة لن أجد ما أضحك به على نفسي .
قالت : ماذا تـعنين ؟
- الآن صاريجب أن تسير العلاقة في خط محدد أو أن تنقطع .
علياء لم تستوضحني ، وأنا لم أكنأعرف بوضوح ما سيحدث . ودعتها ونمت .
ليومين فقط ظللت أستحضر خياله ، وأستعيدهالكلمة السحرية لأغدو كلي قلباً ينبض بسعادة ما عرفها قبله .
في الليلة الثالثةأرسلتُ له رسالة أطلب فيها أن يهاتفني .
فترة ترقب هاتفه أطرزها بتخيل بيتٍيضمني وإياه ، وحين يأتي أتحدث معه وأنا أنتظر أن يحدد هو ملامح المرحلة التالية ،لكنه لا يفعل .
تساءلت : هل صدَّق كذبته التي كذبها بنفسه على نفسه أنه لايبادر ؟!
قلتُ بعد أن تحدث عن علاقتنا الجميلة والتي ستمتد : وماذا عن الغد؟
- ماذا تعنين ؟
- كيف سيكون شكلها ( علاقتنا غداً ) ؟
ردد نفس الكلامبأنها ستظل جميلة .
أغضبني فقلت : أقصد ما فضاؤها؟ ما أرضها ؟
بدا أنيأحنقته ، لكني كنتُ أعرف أن لا مفر لي من لساني فسألته : كيف ستنتهي هذه العلاقة هلفكرت مثلاً بأن يكون الزواج خاتمتها .
- تعرفين يا وسمية ..مرة حدثتني عن واحدٍأحببته ، وكدت تعرضين عليه الاقتران بك ( يقصد الرمادي لأني حدثته عنه دون ذكر اسمه ) يومها تمنيت لو كنتُ مكانه .
- فأنا لم أفعل معه ، وها أنا أعرض الأمر عليكأنت .
- الزواج لن يناسبنا كلينا نظراً لظروفي وظروفك .
ها قد حشرتُ رأسي فيالجحر الضيق ، كان علي أن أخرجه بأقل قدرٍ من الأذى ، لكني اخترت أن أقذفه بأسرع مايمكن . حسبتُ أن علي أن أحسم كل هذا ولو على حساب كرامتي .
قلت : لا عليك منظروفي .
يطل وجه علياء غاضباً ، أحسها تريد أن تقول : ماذا تفعلين بنفسك ؟
أجيب طيفها دون أن أنظر في عينيه : أنا نفسي لا أصدِّق أني أقول ما أقول .
يرد هو : حسناً فهي ظروفي أنا .
تذكرت كيف كنتُ أفكر في عرض نفسي علىالرمادي ، هل هذا ما كان يخيفني ؟ أن يتملص مني .
بعدها عاد لنبرته الأهدأ ،وقال :ستظل علاقتنا كما هي ، وحتى لو تزوجتِ .
طعنتني الكلمة فلم أمهله حتى يكمل، قلت : تزوجت ؟!
- أجل .. وساعتها لن أقتحم عالمك أبداً .
كدت أصرخ : لا لنينقصني ساعتها إلا هذه .. اقتحم عالمي وهددني بتسجيلاتٍ لمكالماتنا ..لكني تنبهتإلى أنه منذ البداية لم يعد بشيء .
أكمل قائلاً : عموماً بإمكانك في أي لحظة أنتقولي أنك كنت مستمتـعة طوال الفترة السابقة و.." مع السلامة "
قلت : حسناً .. لقد كنتُ مستمتعة في الفترة السابقة .
- ماذا يعني هذا ؟!
- يعني " معالسلامة "
وهو يكرر : " مع السلامة "بدا وكأنه يواسي نفسه بأنه سيستوعب هذا فيمابعد .
لم أبك ، وبالتأكيد لم أكن سعيدة ، لكني كنتُ مرتاحة .
لأول مرة أتساءل : هل كنتُ سأسعد لو وافق ؟ هل أريد الزواج حقاً ؟
لا أعني الزواج منه تحديداً ،لكن فكرة الاقتران بأي رجل حتى لو كان حبيباً .
هل كان نواف حبيباً ؟ ما أناواثقة منه أنه كان صديقاً جميلاً ، وأني فقدته .
تذكرت رجائي الواهن قبل أن أفتحمعه الموضوع " أنا لا أريد أن أخسرك " وضحكت من تأكيده : لن تخسريني .
كان عليأن أعرف فلسفته في الحب خارج إطار الزوجية ؛ قال أني لن أخسره لأنه لن يسمح لي بأنأكسبه ، هو الحب بلا تملك ، كيف لم أفهم ؟!
في اليوم التالي وأنا أطالع صورته فيالجريدة تتصدر مقالته أطويها ، ويصيح جرحي محتجاً : لِمَ لم يخبرني ،كان يمكن أنأفكر في الموضوع بشكل آخر قبل أن أبدأ ؟! كان بإمكاني أن أختار طريقي معه على بينة .
في مقالته كان يحكي عن الازدواجية في شخصية المثقف العربي ، وعن التناقض بينسلوكه وكتاباته !!

-------------------------------------------------------

- لابأس ، لم يكن ليناسبك على أي حال .
قلت محاولة الضحك : أتعرفين - يا علياء - أني قرأت اليوم في موقعٍ للأبراج في الانترنت أن أسوأ شريك للقوس هو العذراء ؟
قالت : برجه العذراء ؟
- أجل .
- وهل قرأت عنه في كتاب الأبراج الذيأهديتك إياه ؟
- الكتاب ؟ تصفحته ، لكن يبدو أنه يجب أن أعود له .
- ستخبرينني إن كان كلامه عن العذراء ينطبق على نواف أو لا .
أصمت متأملة مشاعريحين ذكرت اسمه ، ثم أبادرها : أتصدقين.. أنا لم أحزن بعد على ما حدث .
- لم؟
- بعض التزامات تشغلني الآن ، حين أُنهيها سأبكي .
كان ردها هذه المرة ضحكةطويلة ، بدت لي علياء بها غير مقتنعة بما قلت فأكملت : إنه حزنٌ مؤجَّل . أستبقيهخلف غلالته الرقيقة حتى إذا فرغت قلت : هيت لك .
أغلق السماعة وأفكر في اليومالطويل الذي لن أختمه بصوته ، ثم تفرحني فكرة أن قصتنا لم تطل جداً ، أتساءل : كيفيكون حالي لو أني تعودت عليه ؟
منذ الحادية عشرة ليلاً وأنا في سريري ، والجوالقرب رأسي ، كلما ألقيتُ عليه نظرة ، أو اصطدت نفسي متلبسة بجرم التأكد من ضبط مستوىرنينه حلفت للمنتظرة بداخلي أنه لن يفعلها ، ثم عدت أتساءل :أحقاً أني ما تعودتُعليه ؟
بعد الثانية عشرة يأتي صوت علياء ، تسألني إن كنت أُريد أن تنشدني شعراً .
علياء تدللني أكثر حين أكون حزينة ، أو بعد خصامٍ يحصل بيننا . صوتهاالملائكي يحلِّق بي في فضاءات لا يستدل لمكانها صوتٌ آخر .
أنشدتني " ألف أهواه "
تردد : " ماذا أقول له إن جاء يسألني
إن كنتُ أكرهه أم كنتُ أهواه "
قبل أن أستنجد بها لتعلمني ماذا أقول له في عودة لا تبدو لي ممكنة تجيئنيإجابتها في القصيدة الثانية وهي ترتل : " متى ستعرف كم أهواك يا رجلاًأبيع من أجلهالدنيا وما فيها "
لا أحد يقرأ قلبي وخواطره كما هي . كنت ملتذَّة بالوجعالجميل الذي يقطِّره لسانها الحبيب .
تسألني إن كنت اكتفيت فأجيب برجاء طفل أنأكملي ، باقٍ من الوجع باق لم تفتح مغاليقه .
بعين قلبها رأت وجعي يسيل فأرادتأن تلملم ما تهاوى من عزيمتي ، قلبت صفحات الديوان الذي تحمل ثم شَدَتْ : " أيظنُّأني لعبة في يديه ؟! أنا لا أُفكِّر في الرجوع إليه "
-علياء ربما يجب أن أعترفأني أُفكر في الرجوع إليه .
- إياكِ أن تفعلي يا وسمية !
- بالتأكيد لن أفعل، إنها فقط أمنية ، كفى بالزمن شافياً .. سأنسى صدقيني .

__________________

كبرياء الحرف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78