مايحدث تطور طبيعي للواسطة ، فقبل الإسلام كان العرب يعبدون الأصنام بزعمهم تقربهم إلى الله جل في علاه زلفى ، مع مافي تلك الطريقة الجاهلية من وسائل اتصال وتواصل بين القائمين على الأصنام (الواسطة) وبين الأتباع ، وبين من يقف لهم بالمرصاد .
ولأن جين الواسطة متأصل فقد ظهر على نحو مختلف ، إذا لم يعد هيكلاً صامتاً على شكل إنسان أو ملامح بشعة ، يجلس أمامه المواطن الجاهلي بعد أن يقدم القرابين للكهنة بحسبان تحقيق مطالبة الروحية والحياتية ، لتصبح إنساناً من لحم ودم عدى أن الطقوس اختلفت فبدل القرابين ظهرت (المعاريض المدبجة بالكلمات الرنانة وقد تصل إلى القصائد العصمى ، وربما قرابين (عفواً) هدايا على شكل جمل أو خروف و ... ) وكلما جاد طالب الواسطة في عرضه زادت فرصه لدى المتوسط به ، وهكذا تدور العملية بين أفراد المجتمع .