يفتخر القلم والشعر في وصف هذا الرجل ففيه من الصفات الحميدة الكثير , وطيبة قلب قلّ أن تجدها في غيره , ومهما قلت في (أبي ياسر) فلن أفيه قدره , وله موقف معي لا أنساه , وهو أنني قررت أن (أقطع تابعية) فذهبت للجوازات والجنسية(هكذا كان الاسم على ما أظن) وكان مقرّها سوق السبت(جنب الغرازات) ووجدت زحاما لا يوصف فقلت في نفسي (جدَّه أرحم من هنا) وأكثر من ذلك أخشى أن تضيع عليّ الصيفية وأنا مداوم في الجوازات , وأنا عائد قابلت (أبا ياسر) في الطريق وفي يدي ملفي الأخضر العلاقي (الّذي أظنه سيستمر في إداراتنا الحكومية إلى آخر الدهر) .
فقال : وش عندك ؟
قلت: أردت أن أقطع تابعية .
قال : أوراقك كاملة ؟ (كنّا زمان ما نخلي إدارة ولا شيخ ولا عريفة حتى نأخذ منه تصديق).
قلت : أوراقي كاملة .
قال : تعال معي .
وطلعنا (إدارة الجوازات والجنسية) وأنا في نفسي أقول (تُرى من يعرف هنا؟) وإذ به يقصد مكتب مدير الجوازات ,ودخلنا مكتب (أحمد الحوالي) المدير في ذالك الوقت وعندما رأى أبا ياسر قام من مكتبه وسلم عليه , وعرفت عند ذلك أن لأبي ياسر دالة عليه , وعندها أخذ أبو ياسر ملفي وأعطاه (أحمد الحوالي)
وقال : نبغي تابعية لولدنا .
قلّب (الحوالي) الملف ووالله العظيم ما أظن أخذت نصف ساعة إلا و(تابعيتي) في جيبي .
فهذا موقف لا أنساه لأبي ياسر جزاه الله خير .

وبعد......

أبو ياسر/ شرفت حفلنا , وسعدنا والله بحضورك ونشكركم جميعاً أنت وإخوانك الكرام على دعمكم المعهود , وشاهدت ما لدينا وباركته , ورأيت بعينك أننا أناس بسطاء مسالمون (على الأقل هذا ما أراه في رفاقتي الّذين هم عندي مثل القلب بين الجنبين) , وإن شاء الله تشرفونا كل عام ,أنت وإخوانك الكرام , فأنتم من يزين بكم المجلس , وترتاح لحديثكم النفوس , وتطيب بكم المؤانسة.

__________________