عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2010, 10:11 PM   #1
مشرف
 
الصورة الرمزية محمد بن ناصر
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الإقامة: المنطقة الشرقية راس تنورة
المشاركات: 3,157
افتراضي العزاء بين مطرقة العادات وسندان المجاملات


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد-صلى الله عليه وسلم- وعلى آله الطيبين الطاهرين أتم صلاه وأتم تسليم
إما بعد...
أحييكم أحبتي في الله بتحية الإسلام الخالدة تحيه أهل الجنة فالسلام عليكم ورحمه الله وبركاته , تحيه ملأها الحب والوفاء ممزوجة بعبير الصدق والأخوة والنقاء
أحبتي في الله: احمد الله حمدا يليق بوجهه الكريم وسلطانه العظيم على ما منه علينا من نعمه ظاهره وباطنه.
ومن أعظم هذه النعم نعمه الإسلام فالحمد لله الذي هدانا للأيمان والإسلام فأحينا مسلمين فنسأله جل في علاه أن يحيينا على الإسلام وان يمتنا على الإسلام
فهذه غاية كل مسلم آن يموت على دين الله وان يحسن الله خاتمته وان يقبل الله عمله فالموت قادم لا محالة ولا مفر ولا محيص ولامناص منه
قال تعالى:(كل نفس ذائقه الموت ) وقال تعالى:(كل من عليها فان ويبقى وجهه ربك ذو الجلال والإكرام) وقال تعالى:(سيدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيده )
وقال صلى الله عليه وسلم: ( إكثرو من ذكر هادم الذات) أي الموت أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
وقال الشاعر: كل ابن أنثى وان طالت سلامته...يوما على آله الحدباء محمول
فهذه الأدلة والشواهد تدل دلاله قاطعه على أن الموت نهاية كل حي منا
أحبابي لا أريد أن أطيل عليكم فلقد أوردت هذه المقدمة البسيطة لتكون مدخلا لي بإذن الله تعالى فيما أود أن اطرحه بين أيديكم من موضوع وان كان يبدو الموضوع للقارئ للوهلة الأولى بأن الحديث سيكون عن الموت ولكن أحببت أن أضعها
من باب: التذكرة و المناصحه قال تعالى: (فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) والاستعداد ليوم الرحيل كما قيل : اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدآ واعمل لأخرتك كأنك تموت غداً
ومن باب:الولوج لما سوف نتحدث عنه بمشيئة الله وهو ما يحدث بعد وفاة الميت مباشره الأ وهو قيام العزاء وما أدراك ما العزاء وما يحدث خلاله .
فنحن في هذه القرية الحبيبة والغالية ليس هناك منزل ولا بيت ولا بقعه إلا وقد قام فيها العزاء ومات بعض أهلها فرحمه الله على من مات وغفر له وبارك الله فيمن بقي وأحسن خواتيم أعمالنا وأعمالهم.
فهذه طريق سائرين عليها كلنا لا محالة . فكما أسلفت لا تخلو قريتنا من هاجس الموت.
ولكن نحمد الله أن أهلنا وأحبابنا فيهم من الخير ما يعلمه الله فنراهم في مثل هذه الظروف مترابطين متكاتفين متحابين متعاونين صفا واحدا ويدا واحده فلله الحمد والمنة.
فإذا قام العزاء رأيت الأهل والأصدقاء والأحباب من كل حدب وصوب يتسابقون في الوقوف مع أهل الميت بالأنفس وبالمال طيلة أيام العزاء فهذه من العادات الطيبة والمباركة وسبب هذه الوقفة ما يلي:
1-الوقفة مع الرفيق في السراء والضراء
2-صنع الطعام لهم امتثال لقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (اصنعوا لآل جعفر الطعام فقد آتاهم ما يشغلهم)
3- عدم ترك أهل الميت بمفردهم حتى لا يسيطر عليهم الحزن
4- مقابله الذين يأتون من خارج القبيلة.
هذه الأسباب استنتجتها من خلال المعايشة ومن خلال ما يدور في خلجات الكثير من أبائنا –وفقهم الله-.
ولكن نلاحظ أنها بدأت في الأونه الاخيره تأخذ منحنى مختلف عن المنهج الذي يفترض أن تسير عليه .
فعوداً على بدء أقول وبالله التوفيق: أن هذه الأعمال الطيبة المباركة والعادات الحسنه حسنه في ظاهرها ولكن في باطنها ما يشوبها ويعتريها من مخالفات شرعيه وتجاوزات غير مقبولة.
فهذه ليست نظره شؤم أو تبلي أو ازدراء أو قدح معذا الله أن انظر بهذه النظرة ولكن كلنا نقع في مثل هذه المخالفات والتجاوزات وشراك هذه المشاكل .
فنحن بين فكين قوين بين فك العادات من جهة وفك المجاملات من جهة أخرى
ومن هذه المشاكل التي لا تخفى على الجميع ما يلي:
1-الاجتماع عند بيت الميت من الصباح الباكر إلى الليل
2- عدم إعطاء الفرصة لأهل الميت بالراحة أو النوم أو حتى قضاء بعض مصالحهم
3- قد يكون الموقع ضيقا فلا يتسع لهذه الأعداد الكبيرة مما يجبر أهل الميت أن يستأجروا صيونا أو فرشا لذلك ولا اعني أهل الميت بالضرورة فقد يكونوا قاربهم الخاصين أو حتى من الجماعة
4-ما يحصل من لغط وكلام جانبي وضحكات عاليه فيها عدم مراعاة لمشاعر أهل الميت
5-المبالغة في تقديم الوجبات والمسابقة في اخذ السرى وعزيمة من عليه الدور للحاضرين على هذه الوجبة
6-الوقوف مع البعض إما لكونهم أصاحب مكانه اجتماعيه أو جاهه أو منصب والتزاحم عند بابهم والذي ليس لديه أي من هذه الصفات لا يلتفتون له والله المستعان
7-أصبحت قضيه الوجبات سلف ودين واترك التعليق لك عزيزي القارئ على هذه النقطة
8-تعب أهل الميت في تنظيف و ترتيب وتهيئه المنزل على حد سواء من الرجال والنساء
وغيرها مما ليس مجالاً لذكرها في هذه العجالة.
ولكن إخوتي ارتأينا أن نقدم لكم بعض الحلول والمقترحات لحل هذه المشكلة أو جزء منها على اقل تقدير لأننا ذقنا بها ضراعا وأرهقت كواهلنا واحدودب ظهر الزمان من تبعاتها فإلى متى نقف صامتين مكتوفي الأيدي لا نحرك ساكنا إزاء هذا المرض العضال الذي استشراء في مفاصل هذه القرية أفما آن لنا آن نقف وقفه صدق ووقفه رجل واحد ونقول كفى ثم كفى ثم كفى في وجهه هذا ( الطاعون القاتل) –عفوا على هذه العبارة- .
فمن الحلول التي ارتأينها بعد توفيق الله ما يلي:
1-عمل صندوق خاص بالعزاء ويكون على النحو التالي:
*كل لحمه يدفع أفرادها الموظفون 100 ريال في السنة(وهي اختياريه وليست إجبارية لمن يريد المشاركة في الأجر)
*تكوين لجنه مسئوله عن هذا الصندوق بحيث تؤخذ من كل مجموعه المبلغ مع بيان بأسماء الأفراد .
*في حال حدوث وفاة لا سمح الله يؤخذ من هذا الصندوق قدر الحاجة مده أيام العزاء
(وفكره وضع هذا الصندوق لتنظيم عمليه العزاء والبعد عن الفوضى والعشوائية والعنصرية).
2-يبدأ العزاء من بعد صلاه العصر إلى صلاه العشاء للرجال والنساء
3-لا يبقى عند بيت الميت من غير أهله أي من الجماعة إلا شخص أو شخصين من كل لحمه حسب ظروف أصحاب اللحام ممن يختارونهم لينبو عنهم ويسدو مكانهم وكذلك بالنسبة للنساء
4- إن رفض أصحاب العزاء قبول الوجبات فلا يجبرون على ذلك
**تنويه(في حاله عدم الموافقة على الصندوق تقسم الوجبات على اللحام أو الأفخاذ أو الأحياء حسب رغبه من يريد المشاركة والمساهمة في الأجر)
وتكون على النحو التالي:
*يكون ترتيب الوجبات بعيدا عن منزل أهل الميت ويكون هناك أشخاص مسؤلين قد اختاروهم الجماعة سلفاً لهذا الغرض مراعاة للإحراج وبعيدا عن الإزعاج والفوضى(واضعين أمام أعينهم الخوف من الله بعيدين كل البعد عن العنصرية والتحيز).
*كل فئة تأخذ وجبة إما غداء أو عشاء إما بالنسبة للفطور حسب الاتفاق (وهي حسب الرغبة لمن يريد أن يصنع الطعام)
*لا مانع بأن يشترك مجموعتين أو أكثر في وجبة واحده حسبما يقتضيه الوقت ولكي يتسنى للجميع المشاركة .
*كل من عليهم الدور إحضار الماء والمناديل وأكياس الزبالة-أعزكم الله- مع ترمسين شاهي وترمسين قهوة ويحضرها شخصين يوزعونها ثم يأتون بعد ذلك لأخذها.
انتهى
{أناشدكم إخواني في الله أن نقوم نحن بالمبادرة والتطبيق فالتطبيق خير وسيله لتحقيق أهدافنا}
وأخيرا وليس أخرا ارجوا منكم أحبتي في الله أن تعذروني على الإطاله فيما كتبت من سطور فإن حصل خلل من إطالة أو عدم ترابط الأفكار أو وجود تناقض في الكتابة فأرجو أن تغضوا الطرف عما تلاحظونه فإرضاء الناس غاية لا تدرك.
ولكن انظروا إليه بعين الرضاء والمحبة لا بعين السخط وإبداء المساوئ
قال الشاعر: عين الرضى عن كل عيب كليله...وعين السخط تبدي لك المساوئ
فأنا مجتهد فإن أصبت فمن الله وان اخطات فمن نفسي ومن الشيطان فلا أريد منكم سوا مناقشه الحلول والمقترحات إن كان هناك حذف أو أضافه أو تعديل لنخرج بورقه عمل نقدمها لأهل قريتنا مبتغين بذلك وجه الله
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

__________________


التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن ناصر ; 10-04-2010 الساعة 10:16 PM
محمد بن ناصر غير متواجد حالياً  
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78