أخي الوابل ... اشكرك على حسن ظنك
أخي خضران الكريمي ... زادك الله تعالى فقهاً في دينك ودنياك ... والله يسامحك على مبالغتك في تفسير رأيي .
قبل كل شيء جبلت على أن رأئي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ... والمجادلة بالحسنى طريقتي في الحوار ... وعندما أعود إلى الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وماوثقته كتب السير فلا لكي أثبت صحكة كلامي أو لنفي كلام غيري قدر الاستئناس بذلك في فهم حياتنا هذه الدنيا الفانية ... في الجملة نحن هنا لتناول مايجري في حياتنا وعرضه على ماكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ... ومن يتأمل الكتاب الكريم والأحاديث النبوية الشريفة التي يحاول البعض حبس ماأشارت إليه على زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، مع أنه يمكن الاستنارة بها لكيفية التعامل مع مايستجد من أمور الحياة . واليوم نحن ننعم بمساحة من التعبير وتبادل الآراء المختلفة يجب استغلالها لمساعدة المجتمع على فهم ماله وعليه ، لا لجعله أسيراً لوجهة نظر واحدة .
من جانب آخر ... خروج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كان ممارسة سياسية لسيدة فاضلة عالمة يرجع إليها الصحابة للاستئناس بفقهها ، وندمها لم يكن على أنها خرجت قدر شعورها بانقسام المسلمين لفريقين وماسؤالها لأبي جندب عندما قالت له : أشهدتنا يوم الجمل ؟ قال : نعم : فقالت : لنا أم علينا . قال : عليكم . إلا دليلاً على وعيها بأنه كان الأولى عدم خروجها وبالتالي وأد معركة خاسرة . أيضاً حوارهما مشافهة يعبر عن مدى التواصل بين العالمة الربانية بالمسلمين في ذلك الزمان ومدى الحرية التي كانت سائدة ، أم أنه لايمكن فهم غير ذلك ؟
وبالتالي احتجاجي بخروجها كان في محله وزاد استدلالك حجتي وضوحاً أكثر .
بالنسبة للمرأة السوداء ، فالمفروض أنها خرجت لتأكل لقمة عيشها بقم المسجد ، ومن الطبيعي أنها لن تخرج في زينة ، وتقم في غير حضرة الرجال ، المبدأ أنها خرجت لتعمل بما يعفها ، وبالتالي المرأة هنا تمارس حقها في الحياة في ظل مجتمع يحترم عملها . وسواء أكانت تعمل قبل فرض الحجاب أم بعده ، فإن المرأة المسلمة كانت في ذلك الزمان تمارس دورها مع امتثالها لتعاليم الإسلام ، فالحجاب لمساعدة المرأة عندما تخرج للعمل أو الصلاة وغير ذلك .
وبالنسبة للمخالفات التي كانت تحدث على زمن النبي صلى الله عليه وسلم كالزنا والسرقة وغيرها فأيضاً كان النبي صلى الله عليه يرد من يأتي معلناً توبته مرة ومرتين وثلاث ، وقد شدد الدين في تطبيق العقوبات ، كما نهى عن التجسس والغيبة ، وغير ذلك من الستر والعون على التوبة . أم ننظر للجانب الآخر ونتجاوز عن هذا ؟!
وعندما أشرت إلى السائق والخادمة ، فلأن جميع البيوت اليوم إلا ماندر فيها السواقين والخدم ، ولم أذهب لما ذهبت إليه أخي خضران من القول ، فرايي أن السبب في تواجد السواقين والخدم هو عدم الأخذ بالأسلم من الناحية التشريعية والنظامية .
وفعلاً من تشدد في دينه حتى ضيق على نفسه انقلب على المجتمع لأن يقع في التشدد والتضييق نفسه ، والله المستعان .