و ماذا بعد :
بعد ذلك بفترة وجيزة تناقلت أخباره بين ملاعب أحياء الرياض ، وأخذت قصص إبداعاته تتصدرها المجالس الرياضية التي تشابه نسج الخيال رغم مصداقيتها مما جعل الأندية تتجه انظارها باتجاه سامي الذي ملأ الدنيا ضجيجاً وعلت سمعته عنان السماء وبدأت مسابقة الأندية له وتصارعها عليه ... فالشباب أفتتح المفاوضات عن طريق رئيسه الأمير خالد بن سعد وفي مكتبه الخاص بالنادي ، إلا أن سامي أرجأ موافقته لحين معرفة رأي والده وعندما وافق الأمير على رأي سامي كان طريقه من شمال الرياض إلى جنوبه مليئاً بالهواجس والأفكار والأحلام التي تدور في مخيلة هذا اللاعب الذي أبحر إلى خارج الحدود وفي زمن لم يتوقعه ، إذ مرت تلك المسافة كالثواني بعدما كانت تقطع في ظرف نصف ساعة .
خطف سامي :
أثناء قدوم سامي لمنزله نما إلى عالم الهلاليين والنصراويين عن وجود اللاعب في مقر نادي الشباب لإجراء المفاوضات الرسمية الأولية معه ، فما كان من النصراويين إلا بعث مندوبهم وتحري وصول اللاعب فكانت خطاهم أسبق من خطى الآخرين بحكم وجود لاعب النصر في ذلك الوقت خالد الجابر مع أسرته في المنزل وإقامته الدائمة هناك ... دارت حسابات فلكية ورياضية في ذهن الفتى سامي حول هذا الوجود ، وفي ساعة زمن اوجد عبدالله العثمان إداري الهلال الحل للمسائل المعقدة التي دارت رحاها لدى عقلية المبدع سامي الذي إمتطى سيارة العثمان سوياً بالصدفة وأخذا بإلقاء النظرات الوجدانية على شوارع الشفا الفسيحة لحين مغادرة النصراويين من منزل الجابر ، لم ينتظر العثمان إشرقة اليوم الجديد وما إن أرخى الليل سدوله إلا وعبدالرحمن بن سعيد مؤسس الهلال على علم بالأمر وتم وضع تكتيك لمنع سامي من مقابلة وسطاء النصر في اليوم التالي وكانت الخطة محكمة يتخلف اللاعب عن الدراسة في ذلك اليوم لأجل أن تتم عملية الإنتقال .
التسجيل مقابل قهوة :
ربما يعد سامي الجابر أرخص الصفقات الكروية المحلية من حيث القيمة المالية ولكن من أغلاها وامتعها ومن أبرز الصور الوجدانية والمعبرة عن أصالة أسرة الجابر العريقة التي تمتد جذورها نحو منفوحة التي تعود بعض ملكيتها لبيت الجابر نحو قبل 200 سنة .. ففي اليوم التالي من غيابه عن الدراسة حضر عبدالرحمن بن سعيد لمنزل عبدالله الجابر والد اللاعب سامي ، وبالمناسبة تربط الإثنين صداقة عظيمة ، وكذا بعض الأعمال العقارية وحين أذن والد سامي بدخول ابن سعيد لمجلسه رفض الأخير شرب فنجال قهوة الجابر والإمتناع عن هذا لدى العرب الأوائل إلى وقتنا الحاضر يعني أن هناك شيئاً لابد من تحقيقه وإذا لم تحقق دخل العار لأهل البيت وبما أننا كعرب مازلنا متمسكين بتقاليد آبائنا وأجدادنا أستمع والد سامي إلى مطلوب عبدالرحمن بن سعيد حينها أجابه بأن قهوته هي سامي ... وافق أبو سامي على هذا الطلب دون تردد وفي الصباح الباكر وقع سامي في الكشوفات الهلالية بمكتب الوسطى التابع للرئاسة العامة لرعاية الشباب دون تردد وبحضور أبو مساعد عبدالرحمن بن سعيد . ولكن ماذا حدث في نادي النصر المنافس التقليدي للهلال ؟؟؟ يقول الأستاذ غسان غريب مدير تحرير مجلة الرياضي العربي الكويتية :- " يومها لم تجد محاولات شقيقه خالد الجابر لاعب فريق النصر السابق لضمه لصفوف الأصفر .. بل العكس .. يومها غضب النصراويون كثيراً على خالد الجابر عندما تأكدوا من تسجيله في كشوفات الهلال , عشق سامي للهلال جعله يرفض العروض المادية المغرية من أندية أخرى خلاف النصر كالاتحاد والأهلي في جده , ومازلنا نذكر ذلك اليوم الذي أعلن فية مسئول نصراوي معللاً عدم رغبة النصر في سامي بأنه يعاني من مرض في القلب لكن الأيام أثبتت أن سامي معافى وقلبه سليم مئة بالمئة .. أنه يملك قلب الرياضي المتكامل " وهكذا سجل سامي الجابر في نادي الهلال وكان ذلك موسم 1407هـ ... لتبدأ الرحلة التاريخية لنجم بدأ في الهلال حالماً .. وأصبح ظهور مثله حلمٌ للهلاليين جميعاً ...
درجة الناشئين والشباب :
تدرب سامي الجابر فور انضمامه تحت يد الخبير " بروشتش" .. وكان ذلك في درجة الناشئين .. وحقق سامي مع الفريق بطولة الدوري الممتاز لدرجة الناشئين عام 1407هـ .. وحقق أيضاً بطولة الخليج للأندية أبطال الدوري تحت 17 سنة والتي أقيمت بالكويت .. وكان سامي يشارك في درجة الناشئين .. ويُطلب أحيانا لدرجة الشباب .. دخل سامي المعسكر الإعدادي لفريق الشباب لموسم 1408هـ .. وكان يلعب في مركز الوسط .. وكان يشرف على الفريق المدرب التونسي "عمور" .. والذي احتاج لخدمات سامي في خط المقدمة في مباراة الفريق ضد الدرعية .. وكان الشوط الأول انتهى بالتعادل السلبي .. ولعب سامي الشوط الثاني في مركز الهجوم وحسم اللقاء للهلال .. وحقق الجابر مع الفريق درع الدوري لدرجة الشباب .. وحقق له شخصياً لقب هداف الدوري على مستوى الشباب ... برصيد 18 هدف ..