من غريب الهجاء وجيده، هجاء فرعان بن الاعرف المرّي احد اللصوص الصعاليك، لابنه منازل، وكان هذا قد عقّ َ والده، وتغمد حقه، واستهان به، فقال فرعان يهجو ولده ويذممه، متألماً ومستفظعاً ما أقدم عليه ولده من العقوق:
فلمّا رأني أُبصرُ الشخصَ أشخصاً
قريباً وذا الشخص البعيد أُقاربـه
تغمّد حقّي ظالماً ولـوى يـدي
لوى يده الله الـذي هـو غالبـه
وكان له عندي إذا جاعَ أو بكـى
مِن الزاد أحلـى زادنـا وأطايبـه
وربّيتُـه حتـى إذا مـا تركتـه
أخا القومِ واستغنى عن المسح شاربه
وجمّعتهـا دهمـاً جِـلاداً كأنهـا
أشاءُ نخيـلٍ لـم تُقطـع جوانبـه
فأخرجني منهـا سليبـاً كأننـي
حسـامٌ يمـانٍ فارقتـهُ مضاربـه
أأن أُرعشت كفّا أبيك وأصبحت
يداكَ يدي ليثٍ فإنَّـك ضاربـه
أُبصرُ الشخصَ أشخصاً: كناية عن ضعف البصر
تغمّد : بمعنى هضم
استغنى عن المسح شاربه : كناية عن بلوغه سن الرشد والعنفوان
وجمّعتها : اي جمعت الخيل
دهماً :السود ، جِلاداً : صلاباً ، أشاءُ نخيلٍ : صغارها