قبل عدة سنوات
سافرت إلى أحد الدول الإفريقية بصحبة بعض الإخوان في الله
بدء يومنا بالتجول في بعض القرى
وأصبحنا ننتقل من قرية إلى أخرى
إلى أن وصلنا إلى آخر قرية نرغب الوصول إليها
وبعد أن ودعنا أهلها وفارقنا القرية بعشرات الكيلو مترات متجهين إلى المدينه
الرئيسية
كان الظلام قد إنتشر
وماهي إلا لحظات وبدء المطر في الهطول بغزارة
نبهنا قائد السيارة بتشغيل المساحات الأمامية
ولكنه أخبرنا أن المساحات عطلانه منذ أشهر لأنه ليس لديه المال لإصلاحها
حيث أن السيارة كانت قديمة ومتهالكة
فأخبرناه برغبتنا في التوقف حيث أنه من الخطر السير في مثل هذا الجو الممطر
ونحن لا نرى الطريق
خصوصا وأن الطريق كان وعر جدا وكنا بالكاد لا نسلك طريق مسفلت إلا بعد مسافات
فأخبرنا بالطامه
حيث قال :
إن من المعروف عندنا نحن أهل المنطقة أنه من الخطر التوقف في الليل وذلك لوجود
قطاع طرق مسلحين
يسرقون وربما يقتلون الماره ولا زال أمامنا أكثر من 80 كيلو للوصول
عندها نظرنا جميعا إلى بعضنا
وأصبح السكوت والهدوء هو سيد الموقف
ياالله
رحمتك بنا
ياالله
أنت من ُيجيب دعوت المضطر إذا دعاه ويكشف السوء
ياالله
يارب المخلوقات
أنجينا ممن خلقت من الأشرار
حينها تخيلت لو أني جيمس بوند
أو محمد علي كلاي
أو من أبطال النينجا
وبعد فترة من الهدوء والدعاء والتفكير
خطرت في بالي فكرة حلت لنا الموقف وذلك من فضل الله علينا
طلبت من السائق حبل
فأحضره لي
قمت بقص الحبل نصفين
ثم خرجت خارج السيارة
وربطت الحبل الأول في الجهة اليسرى من المساحات الأمامية ( المساحة اليسرى )
ثم ربطت الحبل الثاني في الجهة اليمنى من المساحات الامامية ( المساحة اليمنى )
طبعا بعد حل برغي المساحات قليلا
ثم أدخلت طرف الحبل الأيسر داخل السيارة وأعطيته السائق
ثم ركبت السيارة في المقعدة الأمامية بجانب السائق والحبل الأيمن في يدي
وأصبحنا نحرك المساحات الأمامية من الداخل بواسطة شد الحبل من الطرفين
وهكذا إستطعنا السير بالسيارة بسرعة بطيئة إلى أن توقف المطر
ووصلنا المدينه بالسلامة .