ذات مساء كنت في جنوب جده، وبعد صلاة المغرب مباشرةً لمع برق من جهة الجنوب، عند مستوى خط الأفق، بقيت عيني معلقة به، حتى غاب عن عيني وراء الأفق، فتذكرت قريتي ، ومطر الليل عندما كنا نسمع وقعه، على سقف الدار.
برقٌ
يحركه الهبوب
والشوق يحمله
جنوب
وأنا أراقب
من مكاني
لمعهُ
بعد الغروب
ويضل يخبو
في عيوني
لحظةً لحظه
يغيب
ورجعت أعثر
في الخطى
وقد استوت
كل الدروب
وإلى الشمال
ووجهتي
والقلب فارقني
جنوب
يا برق
قد طاب المسير
والليل يستر
كل عيب
أسق الجبال الشمّ
والشعبان
والوادي الحبيب
حتى إذا
طلع الصباح
وبان
في الأفق الرحيب
فتحوا
مصاريع البيوت
وأوقدوا
نار( الخشيب)
فإذا البلاد
قد أرتوت
من فيض رحمن
مجيب
حمدوا الإله
وليتني
أمّنت معهم
من قريب
يا ويل قلبي
كلمــا
قد لاح برقٌ
في الجنوب