عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2006, 09:10 PM   #22
مشرف عام مجالس النساء
 
تاريخ التسجيل: May 2006
الإقامة: في قلوب الانقياء
المشاركات: 972
افتراضي



قام هيم يتحليل الموقف مرات و مرات ، و أخيراً سيطر عقله المعقد المكتظ بالأفكار الضخمة

على ما حدث ، وتساءل : " لماذا قاموا بذلك تجاهي ؟ ، ما الذي يحدث حقاً هنا ؟ " .

وفي النهاية فتح هاو عينيه ، ونظر حوله قائلاً : " بمناسبة ما حدث أين سنيف و سكورى ؟ هل

تعتقد أنهما يعرفان شيئاً غير ما نعرف ؟ " .

قال هيم : " ما هو الشيء الذي قد يعرفانه ؟ " .

واستطرد هيم قائلاً : " ما هما إلا مجرد فأرين صغيرين ، ولا يقومان بشيء سوى الاستجابة

لما يحدث حولهما ، أما نحن فبشر ونتميز عنهما . يجب أن تكون لدينا القدرة على تفسير ما
حدث ، وعلاوة على ذلك ، نستحق نصيباً أفضل .

ما كان ينبغي أن يحدث ذلك لنا ، وحتى إذا حدث ، فيجب على اللأقل أن ننعم بشيء من الربح و

المكسب " .

و طرح هذا التساؤل : " لمَ لم يتعين أن نجني ربحاً ؟ " .

أجاب هيم : " لأننا ملتزمان " .

و أراد هاو أن يعرف " ملتزمان تجاه أي شيء ؟ "

" إننا ملتزمان تجاه تجاه جبننا "

تساءل هاو : " لمَ ؟ " .

قال هيم : " لأننا لم نتسبب في هذه المشكلة ، بل تسبب فيها شخص آخر ، و يتعين القيام بأي

شيء للخروج من هذا الموقف "

و اقترح هاو : " ربما يتعين علينا أن نكف عن تحليل الموقف بصورة مبالغ فيها ، دعنا ندخل

المتاهة ولنبحث عن جبن جديد "

قال هيم : " يا إلهي بل سوف أتطرق إلى أعماق هذا الأمر "

وبينما كان يحاول كل من هيم و هاو اتخاذ قرار بشأن تصرفهما حيال ما حدث ، كان سنيف و

سكورى قد تغلبا بالفعل على ما حدث و مضيا في طريقهما ، ودخلا المتاهة مارين بجميع

ممراتها من أعلى إلى أسفل باحثين عن الجبن في كل محطة جبن يمكن أن يجداها .

و لم يفكرا في أي شيء سوى الحصول على قطعة جبن جديدة .

لم يجدا أي شيء لبعض الوقت حتى ذهبا أخيراً إلى أحد الأماكن بالمتاهة حيث لم يذهبا إليه

أبداً : هذا هو محطة الجبن " ن " .

وصرخا مبتهجين ، لقد وجدا ما كانا يبحثان عنه ، مورد كبير للجبن الجديد .

لم يصدقا ناظريهما ، لقد كان أكبر مخزن للجبن يمكن لهما كفأرين رؤيته .

و في ذات الوقت ، كان هيم و هاو لا يزالان في محطة الجبن " ج " يقيمان الموقف و كانا

يعانيان من آثار غياب الجبن ، وأصيبا بالإحباط و الغضب ، و بدأ في تبادل عبارات اللوم على

ماحدث .

و من لحظة لأخرى كان هاو يفكر في صديقيه الفأرين سنيف و سكورى وستساءل عما إذا كانا

قد توصلا إلى أي جبن ، و اعتقد بأنهما يمران بوقت عصيب ، و انهما يعانيان من بعض

التشكك و عدم اليقين في تخبطهما داخل المتاهة . ولكنه عرف كذلك أنه كان من الرجح أن

يستمر هذا الحال معهما للحظات قليلة .




يتبع ......

__________________



لو ضاقت بك الدنيا..
سافر لها ..

أ.د/ جـــود العطاء غير متواجد حالياً  
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78