بينما كنت في زيارة لأحد الأصدقاء في قرية بعيدة عن قريتي بل أقرب الى الباحة دار بيننا نقاش تطرقنا فيه الى مواضيع متنوعة ومما جرى على لسلني أن ذكرت إسم الوالد محمد بن صاغي رحمه الله والحقيقة لا أذكر كيف تطرقت الى ذكر اسمه ولكن فوجئت بأحد الحاضرين وهو معروف لدي وهو من القرية التي زرت يرفع يده ويبتهل بالدعاء له فقلت له مباشرة وهل تعرفه قال كيف نعم وله فضل علي بعد الله وأغرورقت عيناه بالدمع ويلح في دعائه فأحببت أن أعرف ما سبب ذلك فقال لقد كان لى معه قصة فلت له وماهي قال : كان عندي أرض أريد تسوتها لأنها جبلية فعجزت في تسويتها وكان عند بن صاغي ( تركتر ) فسواها لي وكان ذلك عن طريق السائق لهذا (التركتر) وبعد الانتهاء طالبني بالأجرة لعدد 40 ساعة وكانت الأجرة تقريبا فوق الألف ريال وفي ذلك الزمن هذا المبلغ كبير جدا يقول فحاولت التسديد ولم أطق ذلك فقلت أمهلني فذهبت لأ قترض فلم أحصل على شيء فبقيت في حيرة من أمري حتى أحد الأيام أخبرت أن صاحب هذ (التكتر) هو محمد بن صاغي وأنه صاحب دكان في بالجرشي ويقول المتكلم أنه عمل في الأحوال المدنية في يالجرشي وربما أعرفه فذهبت وسألت عنه فلما وصلت اليه عرفني لأنه كان يراني في الأحوال فرحب بي واجلسني فقمت أحكي له الأمر فما أن أنتهيت من كلامي حتى قال رحمه الله مباشرة لا تحمل هم حتى أنه أخذ بكلامي دون أن بسأل السائق وقال : أما المبلغ الزائد عن الألف فهو قهوتك من عندي وأما الألف ريال فخذ ورقة واكتب لي به سند ومتى الله أعطاك فأعطني إياه فكأنه حمل من فوق ظهري حمل قد عجزت عنه فرجع مرة أخرى يدعو له حتى والله دمعت عيناي ، فكم هو عظيم هذا الموقف لهذا الرجل العزيز على قلوبنا أسأل الله له الرحمة والمغفره وهذا قليل من مواقف أخرى جليلة له يذكرها غيري .
أخيرا أقول أبا سعد عسى الله أن يلهمك الشهادة وأن يحسن خاتمتك كما ذكرتنا به وبغيره.