بسم الله الرحمن الرحيم
لو كنا نحن أرباب هذه الحضارة للفتنا الدنيا إلى أدب القرآن ، ولشِدنا له الجامعات ، وعقدنا له المؤتمرات ، وألفنا فيه الحوليات ،
وأنشأنا له المختبرات ، ولجعاناه شاغل الدنيا ومالئ تفكير الناس ، ولشوقنا إليه النفوس فافتتنت به ، ولجلونا جماله للعقول
فتدلهت به ، ولكن أرباب هذه الحضارة ، ما برجوا يناصبونه العداء ، ويحملون لهدمه المعاول ، ويكيدون له في السر والعلن ،
وينفقون من أموالهم وأوقاتهم في طمس نوره وتشويه حقيقته ما لو أنفقوا جزءاً منه في تخفيف ويلات الإنسانية لكانوا
متحضرين حقاً ، والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون :
{إن الذين كفروا يُنفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرةً ثم يُغلبون والذين كفروا إلى جهنم يُحشرون} .
==============
(من كتاب هكذا علمتني الحياة للسباعي)