جاء في الحديث لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب الناس الى الله ، وأحب الأعمال الى الله قوله عليه الصلاة والسلام ( أحب الناس الى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال الى الله ، سرور تدخله على مسلم ، أوتكشف عنه كربة ، أو تقضي له دينا ، أو تسد له جوعة ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا وهو قادر على انفاذه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا ، ومن مشى مع أخيه في حاجته حتى يثبتها له ثبت الله أقدامه يوم تزل الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد الأعمال كما يفسد الخل العسل ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
أخوتي في الله ما أحوجنا الى أن نقف مع أحاديث رسول الله وقفة المتبع المقتدي المتأمل فينظر في حاله هل هو ممن يعمل وفقا لها فإن كان متبعا محسنا فيحمد الله ومن كان بعيدا امتثل وعمل بها ، فكم في هذا الحديث العظيم من ارشادات وهدايات لمن كان له قلب متقد يتعظ .
من هذا الحديث نعلم مدى أثر العمل المتعدي الذي يصل نفعه الى الأخرين .
ونحن أمة مؤمنة بالله تقتدي برسول الله فلقد كان من أنفع الناس للناس حتى لمن عاداه ، فهاهم قريش آذوه وطردوه وآذو أصحابه ولما أمكنه الله منهم صفح وعفى عنهم .
نحن أبناء قرية واحدة يجمعنا ديننا وعقيدتنا وصلة الرحم فينا فما أحوجنا أن يعم النفع بيننا فنسعى جميعا في خدمة بعضنا وأن نحنو على صغيرنا ونوقر كبيرنا ونسد حاجة فقيرنا ونعفو عن من تعدى علينا وأن تكون بيننا المودة والمحبة فلا نحمل حقدا ولا نجر ضرا لنا ولإخواننا فهذا هو روح الإسلام وهذا هو النفع الحقيقي ، فكم نحتاج لمن يتفقد أقاربه وجيرانه وجماعته من كان في ضائقة فرج عنه ومن كان محتاجا لشفاعة حسنة مشى معه حتى تقضى له ، وتمام ذلك كله الأخلاق الحسنة فليكن أحدنا كالنحلة أو النخلة كلها جود وعطاء لايمنع النخلة ارتفاعها في السماء أن تجود حتى على من رماها بالحجارة فكن ذلك المرء المحبوب الى الله يحبك الله ويحبك الخلق وليكن عملك ابتغاء وجه الله .
أخيرا أعتذر لكم لبعدي وانشغالي وتقبلو تحياتي من أرض اليمن السعيد .
أخوكم المحب لكم في الله .