عرض مشاركة واحدة
قديم 04-15-2007, 09:29 AM   #1
مشرف
 
الصورة الرمزية ماستركي
 
تاريخ التسجيل: May 2006
الإقامة: جده
المشاركات: 835
افتراضي الغيرة على العرض والشرف

إن الغيرة على العرض والشرف تميز به العرب، حتى قبل أن تشرق الشمس بنور الرسالة المحمدية، فكان العرب يفخرون بذلك ويبذلون في سبيل ‏الحفاظ على عرضهم الغالي والنفيس، حتى إن قائلهم كان يقول:‏
يهون علينا أن تصاب أجسامنا وتسلم أعراضٌ لنـا وعقـول‏
فإن العرب الذين أنتم من سلالتهم، كانوا يتميزون بالخلق العالي وهو الغيرة على الشرف.‏
والغيرة على الشرف من أعظم المنازل، وهي دليل على الفحولة والرجولة، ومن أفلت زمام الأمر، عُدَّ من سقط المتاع فلا قيمة له ولا قدر.‏

وجاء عن هند بنت عتبة ـ رضي الله عنها ـ قبل إسلامها أنها كانت متزوجة برجل يقال له الفاكهة بن المغيرة، والفاكهة هذا كان له مجلس يغشاه الرجال ‏فيه، كعادة الرجال في كل زمن، وكان مجلسه مبرزاً عن منـزل نسائه ولا تأتيه النساء في العادة.‏

فزارته ذات مرة هند وجلست تسمر معه حتى غشيها النعاس، وغلب عينها النوم فنامت، وذهب الفاكهة زوجها ليقضي حاجة، فجاء رجل على عادته ‏يزور هذا المجلس فلما أقبل وجد المرآة نائمة فرجع، وصادف رجوعه أن رآه الفاكهة وهو مقبل من مجلسه، فجاء الفاكهة إلى مجلسه وأيقظ هنداً، وقال: من ‏هذا الرجل الذي كان عندك؟ قالت: والله ما علمت ولا انتبهت حتى أيقظتني.‏
قال: الحقي بأبيك.‏
فلما جاءت لعتبة وأخبرته الخبر، قال للفاكهة بن المغيرة: إنك اتهمت ابنتي، فإما أن تثبت وإما أن نذهب لأحد كهان اليمن.‏

‏(والكاهن رجل سوء يخبر بما مضى، يخاطب القرين فيخبره أنه فلان وأمه فلانة، وحدث له في يوم كذا، كذا وكذا).‏
فلما قبلوا إلى كاهن اليمن واقتربوا من منزله اسود وجه هند، فقال لها والدها: أما كان هذا قبل أن نأتي للكاهن؟
فقالت: والله يا أبتي ما ألممت بذنب، ولكنكم تأتون رجلاً يخطئ ويصيب، وخطؤه أكثر من صوابه، ولعله يصفني بصفة لا تزول مدى الدهر.‏

فلما جاءوا للكاهن جعلوها مع مجموعة من النساء وقالوا له: انظر في شأن هؤلاء النسوة، فجعل يمر على النساء واحدة واحدة، ويقول: قومي، قومي، ‏حتى إذا بلغ هندا قال: قومي لا رقحاء ولا زانية.‏
فلما خرجت أخذ الفاكهة بيدها، فنترت يدها من يده، وطلقها فنكحت أبا سفيان رضي الله عنه..‏
هذا قبل الإسلام يا عباد الله!!‏

فلما أسلمت بايعها النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت عادته في مبايعة النساء أن يبايعهن على ألا يشركن بالله شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن ‏أولادهن، فلما قال صلى الله عليه وسلم بايعي على أن لا تشركي بالله شيئاً ولا تسرقي ولا تزني، فلما بلغ ولا تزني، وضعت يدها على رأسها وصرخت: يا ‏رسول الله أوترني الحرة !!!

هذا في أيام الجاهلية تقول هند أوترني الحرة؟ وضربت على رأسها حياءً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.‏
فلما جاء هذا الدين العظيم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، يعني أنه كان لدى الناس أخلاقاً في السابق فجاء النبي ‏صلى الله عليه وسلم ليتمم هذه المحاسن، وهذه المكارم.‏
فحذر النبي صلى الله عليه وسلم وأوصى أمته، ونبههم بتنبيه عظيم، فقال: "لا يدخل الجنة ديوث".‏
والديوث: ليس شرطا أن يقر أهله على الزنا، بل يدخل في ذلك أيضاً الذي لا يغار على محارمه بأي صورة كانت، كالخنزير، فالخنزير لا يغار، وأما الرجل ‏الشريف فهو كالجمل، لأن هذا رمز العرب فهو يغار ومعروف من أخلاقه أنه لا يرضى على ناقته أن يأتيها جمل آخر

__________________

ماستركي غير متواجد حالياً  
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78