أولا بصفتي سعودية أبارك لكل عراقي كأس البطولة الآسيوية وأقول لهم لقد حققتموها عن جدارة واستحقاق
والآن أريد أن أتكلم عن نهائي هذه البطولة ..وبالأحرى سأتكلم عن المنتخب السعودي بالذات
العديد من المحللين تكلموا عن خسارة السعودية وحللوها بكل دقه ..ولكن لم يجبنا أحد على السؤال التالي :
لماذا لم تقدم السعوديه عشر مستواها في النهائي ؟
لماذا كان اللاعبون أشبه بالضائعين النائمين ؟
سيجيب الأخوة العراقيون قائلين : لأن منتخبنا لم يعطهم الفرصة ليقدموا مالديهم ..بل لم يعطهم الفرصة ليتنفسوا
حسنا سأعيد صيغة السؤال من جديد : لماذا لم يعط لاعبوا العراق خصومهم فرصة واحدة ليظهروا مالديهم ؟
لماذا بدا العراقيون وحوشا كاسرة في النهائي ؟
أريد أن أقول للإخوة العراقيين بكل صراحة ..لقد شاهدنا آدائكم في كل المباريات السابقة للنهائي ..ولم تكونوا أفضل من السعوديين في شيء مطلقا ..كان آدائكم عاديا جدا ..ولكنه انقلب في النهائي ...لماذا ؟؟؟
وجد العراقيون أنفسهم في النهائي وهو مالم يتوقعوه ..أو يتوقعه شعبهم ..كان الأمر أشبه بالحلم لشعبهم الجريح ..وفي كل مرة يرى فيها اللاعبون شعبهم يتراقص فرحا رغم الحرب والدماء يزداد تصميمهم على ألا يتوقف هذا الرقص والفرح أبدا
في دولة ينتشر فيها الموت والدمار والحزن يسعى أهلها وشعبها للتشبث بأي قشة تعيد اليهم قليلا من الفرح والبسمات ..وكانت هذه القشة هي المنتخب الوطني
كان المنتخب الوطني هو الأفيون الذي يحاول الشعب عبره نسيان آلامه وهمومه ..وأدرك لاعبوا العراق هذا الأمر ..فأضمروا في نفوسهم أنها ستكون جريمة لو أوقفوا ضحكات شعبهم الحزين
ليس الأمر كذلك فقط ...بل إن جميع شعوب العالم كانت تتمنى فوز العراق وما احتضان بلاتر ليونس محمود مرتين إلا خير برهان
كان لاعبوا العراق يدركون أن جميع شعوب العالم الحزينة على مصير العراق ( وما أكثرها ) كانت تساندهم
..كانت كأنها تهمس لهم قائلة ..أعيدوا البسمة لشعبكم أرجوكم..وأجزم أن معظم الشعوب العربية كانت تتمنى فوز العراق ليس كرها للسعوديين ولكن لأن العراقيين يستحقون لحظة يفرحون فيها وينسون فيها آلات القتل والدمار
وهكذا أحس لاعبوا السعودية وهم الذين يقرأون ويرون ماحولهم بالعزلة الفظيعة في هذا العالم
إن لاعبين في مثل معدل أعمار اللاعبين السعوديين الصغير جدا ..لن يبرح بهم الأمر حتى يحسوا بأن كأس آسيا حق مطلق للعراقيين حتى قبل أن تلعب المباراة ..
سوف يفرض الإعلام عليهم فكرة أنهم سيعتدون على حق من حقوق العراقيين لو فازوا بالكأس ..كيف لا وهم يسمعون الإعلام حولهم في كل حين : لايوجد خاسر في المبارة النهائية ولكني أتمنى للشعب العراقي الحزين أن يفرح بالكأس ..ومثل هذه التصريحات الكثير
وحينما يرون ثلاثة أرباع الجمهور الإندونيسي يساند منتخب العراق ( لعله يرجع البسمة للعراقيين المنكوبين )
وحينما يرون رئيس الفيفا وهو يعانق يونس محمود ويتكلم مع كل لاعبي العراق بودية شديدة ( إن وصولهم للنهائي إعجاز بحق وهو نصر للكرة العراقية )
بل لقد قرأت في إحدى الصحف أن مقر البعثة العراقية تلقى العديد من الفاكسات من أشخاص من مختلف دول
يساندونهم ( أروهم أن الحرب لاتقتل كرة القدم )
وعندما ننظر إلى فيتنام بضعف مستوى لاعبيها الشديد كيف تخطت الدور الأول بسبب مساندة 40 ألفا من جمهورها أو أقل ..فما بالنا بمنتخب يدرك أن نصف سكان الأرض يتعاطف معه
وبعد ذلك هل نعجب من دخول العراقيين المباراة وهم أشد من الأسود الفتاكه ؟
وهل نلوم لاعبي منتخب السعودية حديثي الخبرة على اهتزازهم واستسلامهم ؟
صدقوني أنا بذاتي عندما فتحت على قناة العراق الرياضية وسمعت مواويل العراقيين الحزينه أحسست بالذنب لأني تمنيت فوز منتخب بلادي !
الحمد لله أن النتيجة كانت بهدف وحيد
وسلامتكم