أخي الكبير الأستاذ القدير أحمد مرزن.. بدون مجاملة يعجبني فيك اشياء كثيرة جدا منها محبتك للجميع وحسن خلقك وسعيك الدؤوب لمصلحة ابناء قريتك اسأل الله لك دوام التوفيق والسداد وأن يمن عليك بالصحة والعافية.

أما عن تاريخ الوالد فهو كبير جدا فأول عمل عمله وهو صبي في سن الثالثة عشر من عمره عند السيد حسين عشماوي الى عمله في البحر والسواعي والصيد الى مشاركته للشيخ حامد فايز ثم مشاركته لمحطة بانزين في باب مكة ثم تملكه لها ثم عمله في الميناء بسيارته العتيقة القديمة واسماؤها((F ابو شنب)) والأخرى فيدرال وهي اسماء غير معروفة الآن وكان ينقل البضائع كالأرز والحبوب والفاكهة من الميناء الى مستودعات التجار واذكر قيمة نقل حمولة السيارة عشرون ريالا فقط وكانوا يتسابقون هو وزملائه لسرعة ايصال الحمولة للحصول على حمولة اخرى وكنا انا وأخي علي في الإجازات نكون معه ونفرح كثيرا.

اما عن سيارة الثلج فلم نكن نطاردها بل كنا نطارد ما يسمى بالسقاء((وهو نقل الماء في براميل يقودها اكرمكم الله حمار وكنا نفك البلاستيك الذي في البرميل لنخرج الماء كشقاوة أطفال اسأل الله أن يغفر لنا اما عن سيارة الثلج فلا اذكر لأنه كان لدينا ثلاجة في المنزل واستمرت معنا طويلا جدا لدرجة ان الصدأ اكلها من أسفل وكادت تسقط ثم أخذها ابي وعمل لها لحام حتى استمرت

أما المواقف التي مرت على الوالد فأذكر منها ان السيارة قديمة وأيام البرد لا تشتغل بسهولة وكان يأخذ خشبة ويلفها بقطعة قماش ويضع قليل من البنزين ويوقدها ويضعها تحت الماكينة حتى تسخن الماكينة من البرد ثم يديرها ليس بالمفتاح المعروف حاليا بل كان هناك ما يسمى ((بالهندل)) وهي حديدة طويلة تدخل من ثقب معين ويبذل جهد كبير ليدير محرك السيارة حتى تشتغل ثم يتوكل على الله الى عمله وكان أحسن الله خاتمته يبذل جهدا غير عادي من اجل لقمة العيش.