قال الله سبحانه وتعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ) الشورى الآية 28. وها هم العباد قد قنطوا ـ أي يئسوا ـ من نزول الغيث , ولكن هذه هي علامة الفرج , وعلامة اليسر بعد العسر , قال قتادة : ذكر أن رجلاً قال لعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ: يا أمير المؤمنين قحط المطر وقل الغيث وقنط الناس؟ فقال مطرتم إذن إن شاء الله , ثم قرأ : ( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته ). استدل عمر ـ رضي الله عنه ـ بهذه الآية على أن الناس إذا أجدبوا ويئسوا فلا بد حينئذ من أن ينزل المطر .
إذا القحط وعدم نزول المطر يقع منذ الأزل , حتى على أيام الصحابه رضوان الله عزّ وجل عليهم أجمعين وهم الأتقى والأقوى في التدين من بقية القرون التي تلتهم ... ومع ذلك لم نجد عنهم إلا اللجوء إلى الله تبارك وتعالى ليغيثهم ... وبالتالي المعاصي موجوده أيضاً حتى على زمن الصحابه إلا أنهم لم يستسلموا لوجودها ويجعلوها هي السبب لعدم نزول المطر ... بقدر ما كان همهم الأول التقرب إلى الله سبحانه وتعالى لنيل رحمة الله سبحانه وتعالى ... وهذا ما كان عليه أجدادنا لم يكونوا يلتفتوا لأسباب منع القطر بقدر ما كان همهم الاكثار من الالحاح على الله حتى يمطروا ... ومع ذلك كله فأمر نزول الغيث لله وحده يعلم كيف ومتى وأين ولما ينزل ... غفر الله لنا ولكم .