أوردت أخي الكريم أبو عمر موقفاً عن تجربة للتدليل على واقع ثقافة الحوار في محيطنا الضيق - وهي صورة موجودة في محيطنا الأكبر - وعطفاً على ما أوردته من الخطوط العريضة للموقف فقد توالت تداعياته إلى أن صدر قرارك كمشرف يتحتم عليه أن يكون حاضراً بطريقة ما بما أنه شاهداً على ما يُنشر في مجالس المنتدى .

واسمحوا لي أن أضيف ما يلي :

هذا الموقف يكشف لنا أن المحك الحقيقي للقدرة على الحوار أو النقاش هي في مدى تقبل وجهة النظر الأخرى أياً كانت , ومن التعقيب على الرأي المضاد يمكن أن نحكم على مدى جدية من يريد أن يعرض أفكاره معتقداً أنها لن تجد إلا القبول والقبول فقط .

كما يكشف لنا هذا الموقف ... أن غياب الحوار داخل الأسرة التي هي نواة المجتمع المتسامح ... أفرزت مدعين للحوار ينكشفون مع أول مواجهة تقارع آرائهم ... وأمثال هؤلاء محرومون فعلاً من هذه النعمة ... والخطورة أن تأتي ممارستهم من باب أنا لا أكذب ولكن أتجمل !

ويكشف لنا أيضاً ... أن على القائم على قراءة ما يطرح في المنتديات أو أي وسيلة إعلامية مسؤولية أخلاقية يعيها من وقر في يقينه الحوار والنقاش المتأدب بمكارم الأخلاق ... وهي مسؤولية وإن أساء البعض تفسيرها كيف ستكون إن كان ذلك البعض هم من يتولى تلك المسؤولية .

ومع ذلك ... تظل حلاوة النقاش والحوار التنويري أمثال هذه المصاعب التي حملها الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم ومن سار على نهجهم عبادة وحياة ... والله الهادي إلى سواء السبيل .