عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2011, 04:45 AM   #5
عضو ادارة المنتدى
 
الصورة الرمزية علي العسيس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 2,340
افتراضي

الجزء الخامس
ــــــــــــــــــــ خط سير سكة حديد الحجاز

تبدأ سكة حديد الحجاز بعد محطة مزيريب من (محطة دمشق) وتمر بعدد من المحطات في طريقها ومن أهمها: الديرة - عمان - جزا - عطرانة (القطرانة) - معان - غدير الحج - بطن الغول - مدوارة (المدورة) -
تبوك - الأخضر - المعظم - الدار الحمرا - مدائن صالح (الحجر) - العلا - هدية. لتنتهي السكة بمحطة المدينة المنورة. وهناك محطات فرعية أخرى على امتداد طول السكة ويشار إلى أن المحطات الرئيسية
تحتوي على ورش لإصلاح القاطرات ومبان خدمية للإشراف والحراسة والتمويل ومبان مخصصة لإسكان الحجاج والمسافرين وخزانات للمياه ودورات مياه خط سير القطار من دمشق إلى المدينة المنورة
وقد تحصل الباحث على وثيقة قديمة من مكتبة آل هاشم بالمدينة مؤرخة في 20 يوليو 1328هـ بخط السيد جعفر هاشم مكتوب فيها بالتفصيل مسيرة القطار من دمشق أو من المزيريب حتى المدينة المنورة
مفصلا فيها المسافة بين المناطق التي يمر فيها القطار وأسماء الهجر والقرى والأودية ومحطات الوقوف وزمن الوقوف والتحرك ونقل منها الباحث ما يلي :
وصل الخط من دمشق إلى درعا عام 1901م،حيث يمر القطار عبر سيره على المناطق التالية سواء صغيرة أو كبيرة ومنها محطات توقف هي من درعا إلى قم غارز 7 ونصف كم ثم نصيب 25 كم ثم
مفرق 23 كم ثم سمرا 17كم ثم رزقا 19 كم ثم مدينة عمان 11كم، ومن عمان إلى قصر14كم ثم إلى لبن 11كم ثم إلى جيزه 19كم ثم إلى ضبعه 16كم ثم إلى خان الزبيب 14كم ثم إلى سواقه 16كم ثم
إلى قطرانه 22كم ثم إلى منزل 18كم ثم إلى قريقرة 10كم ثم إلى الحسا 19كم ثم إلى جروف الدراويش 25كم ثم إلى عنزة 17كم ثم إلى وادي جردون 18كم وأخيرا إلى معان. ومن مدينة معان يتحرك القطار
مارا بالقرى والهجر والمحطات التالية :
معان - غدير الحج - بئر الشديد - عقبة - وادي رتم - تل الشحم - رمله - مدورة - حارة العماره (حارة عمار) الحدود الحالية ومنها إلى ذات الحج - بئر هرماس - الحزم - محطب - وأخيرا محطة تبوك.
ومن تبوك يتحرك القطار إلى مدائن صالح مرورا بـ: وادي أتيل - دار الحج - مشيقعة - أخضرا - خميس - دير سعد - المعظم - خشم صفا - دار الحمرا - مطالع - أبو طاقة- مبرق (مبرك) الناقة -
وأخيرا مدائن صالح ومن مدائن صالح إلى المدينة المنورة ويمر على المناطق التالية :
العلا - بدايع - مشهد - سهل المطر - زمرد - بئر جديد - طويره - مدرج - هدية - جداعة - أبو النعم - عنتر أو ما يعرف بإسطبل عنتر _ بويره - أبيار نصيف - بواط أو بواطه - الحفيرة - مخيط وأخيرا
محطة إستصيون المدينة المنورة التي تحتوي على مبانٍ بطول 600 متر وعرض حوالي 400 متر وقد وصل القطار إلى المدينة المنورة في باب العنبرية في 22 رجب 1326هـ. بينما وجد الباحث في
مذكرات السيد جعفر حسين هاشم أن وصول الخط الحديدي (الشموندفير) في 16 رجب 1326هـ وفي عام 1329هـ وصل عدد ركاب القطار إلى 119000 ألف
ويورد الباحث أسماء بعض مهندسي وسائقي خط سكة حديد الحجاز ومنهم :
1 ــ أبو زبدي - مهندس ويعمل بين مدن الشام
2 ـــ رشيد الغزي مهندس بين المدينة وتبوك
3 ــ عبده عبدالله زيادة مهندس
4 ــ حسن الخانجي
5 ــ يعقوب أفندي وهذا كان آخر سائق للقطار وصل إلى المدينة المنورة يحمل المؤن من الأردن في شهر ربيع الثاني عام 1336هـ
6 ــ محبوب علي سائق القطار رقم 105 وهو آخر قطار توقف عن سيره في 13 جمادى الأولى 1336هـ
7 ــ المهندس محمد فخري أفندي الذي قتل في محطة البوير 1327 - خلال هجوم على القطار
رشيد أغزي
وثيقة توضح مراحل ومحطات قطار الحجاز من ذكريات سكة حديد الحجاز
كان (السيد محبوب علي بن السيد فضل حسين)، المولود عام 1307هجرية المتوفى عام 1394هجرية، أصغر كابتن في سكة حديد الحجاز، ولم يكن هناك من يعمل سائقاً للقطار غيره من أهل الجزيرة
العربية، إذ إن الباقين أتراك، نعم كان هناك (الشيخ عبدالمجيد خطاب) موظفاً في المحطة، وكان (السيد هاشم رشيد) مهندساً في المحطة أيضاً وكان أحد المهندسين المنفذين للمشروع، وكانت لديه مخططات
المشروع محتفظاً بها أخذها منه الكاتب الرحالة (فؤاد حمزة) لأجل أن يستفيد منها في كتابته عن سكة حديد الحجاز ولكنه لم يعدها له، و(السيد هاشم رشيد) هو والد الشاعر(محمد هاشم رشيد)، وكان من النفر
العاملين في سكة حديد الحجاز الوافدين على السلطان عبدالحميد العثماني
أما عن الأعمال التي شغلها (السيد محبوب علي) في سكة حديد الحجاز فبدايتها أنه كان الذي يزود مقود القطار بالفحم، ثم إنه وخلال تلك الفترة القصيرة من عمر سكة حديد الحجاز ترقى حتى وصل إلى كابتن،
فمسمى الوظائف التي شغلها هي كالتالي: (كمرجي، سرجي، أطاشجي، معاون كابتن، كابتن)ـ
لاشك أن القطار كان طريق سيره في الحجاز شديد الخطورة، وقد انقلب القطار مرتين، مرة بسبب تخريب مفاجئ في موضع من السكة، وكادت رصاصة في هذه الحادثة أن تودي بحياة سائق القطار ولكنها
أطارت بطربوشه لما أصابته، والثاني أثناء الحرب العامة عايش السيد محبوب علي أحداثاً جمة أثناء عمله سائقاً للقطار، منها السياسية والعسكرية والاجتماعية والإنسانية، فقاده القطار إلى زواجه بابنة
(البنكباشي علي رمزي) الحاكم العسكري في نابلس إبان تلك الحقبة، وعايش على مضض أحداث (سفر برلك) الصعبة والمؤسفة، حيث كان أهل المدينة المنورة يُكرهون على الخروج منها وبالقوة، فقد كانوا
يلوذون بالبادية أو ببعض المدن والأقاليم الإسلامية هرباً من الفتن والجوع، فكان المحظوظ من الأهالي من أقلّه القطار إلى مكان آمن، ومنهم من يضطر إلى قطع المسافات الطويلة على رجليه حين تعطلت
سكة حديد الحجاز عن العمل بفعل الإنجليز إبان الثورة العربية الكبرى، أذن حاكم المدينة فخري باشا للسيد محبوب علي بالسفر إلى الهند حيث هرب أبوه إليها، ثم عادا جميعاً في زمن الشريف علي بن الحسين
حيث فوجئ بنهب داره وجميع ماله في داره بالمغيسلة
"الوطن"
تنشر الفصل الذي حمل شهادات الأسر التي جرى إخراجها قسراً في "سفر برلك" (2-3)ـ
سائق قطار الحجاز شاهد عيان على تهجير أهل المدينة المنورة عدا 140 رجلا وعدة نساء
الأستاذ/ أحمد أمين مرشد
المدينة المنورة: خالد الطويل
تطرقنا في حلقة أمس إلى لمحات من قصص تهجير أهل المدينة المنورة بالقوة على أيدي القوات العثمانية، والتي رصدها الباحث أحمد أمين مرشد، - في كتاب سيصدر قريبا - عقب سنوات من مراجعته
لآلاف الوثائق التي تمكن من جمعها طوال نحو نصف قرن وتمثلت بمخطوطات وتسجيلات وصور، محولا ما في جعبته إلى شهادات تاريخية ترسم مشهدا مخيفا لنكبة "سفر برلك" التي لا يزال أبناء المدينة
المنورة يتناقلون القصص المروعة عنها، تلك القصص التي تحكي محنة أسلافهم طوال ثلاث سنوات بدءا من عام 1334هـ كما تطرقنا إلى قصة إنشاء قطار الحجاز الذي استخدم في عمليات التهجير القسري
تلك، وأوردنا أسماء بعض من عملوا بالقطار، ونستكمل اليوم طرح تاريخ بعض تلك الأسماء المدينية التي عملت في سكة قطار الحجاز ومن ضمنهم وحسب الباحث السيد محبوب علي بن السيد فضل عطاء
حسين الهاشمي الحسيني والذي وُلِد عام 1307هـ، وكان والده قد هاجر إلى المدينة المنورة قادماً إليها من (حيدر أباد الدكن)، وهو ينتسب إلى أسرة هاشمية عريقة تنتسب إلى (محمد الحائريّ بن إبراهيم الضرير
بن محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجَّاد زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم)، وقد تفرَّعتْ الأسرة إلى فرعين
اثنين؛ فرع (الحسن بن عليّ) وفرع أخيه (الحسين)، وكان المترجم من فرع (الحسن بن علي) المذكور، وحاصل الأمر أنه قرشيّ؛ هاشميّ؛ طالبيّ؛ علويّ؛ حسينيّ؛ موسويّ.
كان أبوه السيد فضل حسين منتدباً من قبل حكومة حيدر أباد لعمل هو أشبه ما يكون بعمل القنصل، فكان أبوه مهتماً بالسياسة متتبعاً لها، ومن هنا كانت له معرفة جيدة بمسؤولي الحكومة العثمانية في المدينة

توفيت أمه وهو لم يزل صغيراً، ففقدها ووجد لفقدها، وتلقى شيئاً من العلم والأدب ليس بالكثير وإنما الذي يعينه على الحياة، كما تعلم اللغة التركية العثمانية وأتقنها بل وأجادها إجادةً تامة، هذا بجانب اللغتين
الأردية والفارسية وشيئ من الإنجليزية ولما اكتملت سكة حديد الحجاز انخرط فيها ليعمل وهو دون العشرين عاماً، فتعين في أول الأمر في وظيفة متواضعة، ثم ما لبث يترقى وفي فترة وجيزة إلى أن صار
معاون كابتن؛ فكابتن، فتدرج في تلك المسميات كمرجي؛ سرجي؛ أطاشجي، معاون كابتن؛ حتى كان كابتنا؛ فكان السائق الشهير؛ سائق القطار رقم 105 في سكة حديد الحجاز وفي عام من الأعوام كان أحد
أعضاء وفد سكة حديد الحجاز إلى السلطان العثماني (عبد الحميد خان الثاني) في (الأستانة) وهو دون الثلاثين من عمره، إذ إنه كان أصغر كابتن في سكة حديد الحجاز؛ فعمره آنئذٍ لم يتجاوز السابعة والعشرين
عاماً في أثناء هذه الفترة تزوج أبوه بزواجه الثاني، وكان يسكن بقرب محطة سكة الحديد مع والده في (حوش الراعي)، وولد لأبيه ابنة هي الشريفة (فاطمة بنت فضل حسين)، أما هو فقد تزوج في هذه
الفترة بزواجه الأول بامرأة من نفس أسرته هي الشريفة (أحمدية بيكم)، فولدت له الشريفة (هاجر بنت محبوب علي)، بيد أن هذا الزواج لم يكتب له الدوام إذ إنه طلق زوجته هذه أما زواجه الثاني _
حسب ماورد في كتاب الباحث المرشد_ فقد كان له قصة، فقد حطَّ (السيد محبوب علي) رحال قطاره في مدينة نابلس، ونزل هو وطاقم القطار للراحة، في هذه الأثناء كان حاضراً (البنق باشي عليّ رمزي)،
ولعله كان الحاكم العسكري لمدينة نابلس وتعرف على محبوب علي وعرف أنه من المدينة المنورة ولما عرف أنه غير متزوج رغب في تزويجه، فقال: لا أستطيع حتى يأذن لي أبي. فلما قدم المدينة وقصّ
على أبيه القصة قال له أبوه كغير المبالي: تريد أن تتزوج؟ تزوج ثم إنه لما قدم نابلس في الرحلة القادمة قدم إلى صديقه خاطباً، فتزوج ابنته (حورية بنت عليّ رمزي)، فكان تارة يأتي بها إلى المدينة في
عودة القطار، وتارة يأخذها إلى أهلها في ذهابه، وهكذا دواليك حتى وعلى غير موعد كانت الثورة العربية الكبرى، إذ ثار (الشريف حسين بن علي) على العثمانيين في جزيرة العرب، وصادف أن كانت
زوجته في ديار أهلها، وانقطع الخبر، وهجر أهل المدينة عنها وأخليت، وقدم محبوب إلى المدينة وإذا أبوه وأخته وابنته من زواجه الأول ليسوا بها، لقد تم إخراجهم كغيرهم من أهل المدينة، ثم ما لبثوا أن
ركبوا البحر من ينبع ليحطوا برحالهم في حيدر أباد في الهند وكان للسيد محبوب علي حضورٌ ظاهرٌ وبارزٌ في مأساة (سفر برلك)، ففي خضم هذه الأحداث المؤسفة والشديدة آثر رحمه الله البقاء في عمله
كسائق للقطار ليس عن فراغ وكيف يكون في فترة راحة وفراغ وهذا أبوه وابنته قد تمَّ إخراجهما من المدينة وإبعادهما عنها كبقية أهل المدينة؛ ولكنه آثر البقاء لغرض إنساني؛ فقد كان منطقه:
(ما دام أن أهل المدينة يُضطرون على الخروج منها ويُبعدون عنها؛ إذن فالقطار كفيل بنقلهم إلى برِّ الأمان)، كيف لا والناس كأنهم جراد ينتشر من أبواب المدينة، اليوم يهجرونها وقد كانوا في القديم يهاجرون
إليها فالوالد في واد والولد في وادٍ؛ الأخ في بلد، والأخت في بلد آخر، فالقطار كفيل بأن يُهجِّر الأسرةَ كاملة إلى برِّ الأمان، وإن شِئتَ قلت إلى بحر الأمان، والقطار كفيل بإبعاد الفتيات العذراوات اللواتي كنَّ
في الخدور مكنونات عن شبح فخري باشا الذي لم تستسلم حاميته وإنما آثر البقاء في المدينة، ذاك فخري باشا الذي وقف وهو يقول: (لتبقى المدينة واحة عثمانية)؛ يقول هذا رغم انسحاب الجنود الأتراك
من كافة البلدان العربية، بل إنه أصرَّ على أن تبقى المدينة كذلك فسعى لتحقيق نظريته في ميدان العمل، فأجبر فتيان المدينة وفتياتها وشيوخها وعجائزها على بناء القلاع وشقِّ السكك إن كان أحدٌ منهم يريد
أن يحصل على قوت يومه؛ وقوت اليوم كان نصف رغيف لا أكثر ولا أقل ويتابع الباحث عن محبوب القول ثم إنه لما تعطلت سكة حديد الحجاز العطلة الأخيرة وكان قد علم بمكانهم سافر إليهم، ثم ما لبث
أن اتصل بملك (حيدر أباد) المير عثمان علي خان الذي شكا له تعطل سيارته الخاصة، فقام (السيد محبوب علي) بإصلاح العطل، ففرح وأمر بجراية له مؤبدة، فكانت تلك الجراية تصل إلى ابنته هاجر من
زواجه الأول إلى أن انتهى زمان مملكة حيدر أباد الإسلامية في (الدكن) بمؤامرة من الدول الغربية الصليبية أما زوجته (حورية بنت علي رمزي) فقد افتقدته، فقدمت المدينة لتبحث عن زوجها، فإذا الديارُ
قد تخلى عنها أهلها، ورسوم شاخصة لا حياة فيها. ديار كانت القطط وما كان نحوها وليمة سائغة على موائدها، إنه موعد أهل المدينة مع "سفر برلك"ـ ثم علمت أن زوجها قد غادر المدينة إلى (حيدرأباد)
فأصرت على مواصلة الرحلة، وكان معها عدد من الحشم والخدم، ولكن ماذا بعد أن قدمتْ (حيدر أباد) ؟ إنها الآن في (حيدر أباد). لقد أبرزت صورة زوجها الحبيب وجعلت تسأل: أين أجد صاحب هذه
الصورة؟ أخيراً وجدته، وأخذت الدهشة زوجها أيما مأخذ فولدت له (السيد هاشم بن محبوب علي)، و(الشريفة خديجة بنت محبوب علي)، ولم يدم مكوث الأحبة، فقد تفشى الطاعون إثر الحرب العالمية
فكانت هي من ضحاياه البريئة، فدفنت في الهند ويتابع الباحث أما عن استسلام (فخري باشا) للهاشميين الأشراف(حسب قول البعض) فكان ذلك لما ضجر الجنود الموالون له بسبب الجوع الشديد؛ والحرِّ
الشديد؛ وتفشي المرض؛ فقد تفشى في الجنود مرضٌ غريب؛ يظهر في الجندي فجأة وخلال ساعة يكون الجندي جثَّةً هامدةً؛ ففي حينٍ كان فيه (فخري باشا) نائماً وهو مطمئن في مؤخرة مسجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم الذي كان مستودعاً للسلاح وإذا بقائد جيشه ومعه كبار الضباط وهو يوقظه ومسدسه على رأس (فخري باشا) عند صدغه وهو يقول له: سيدي جناب فخري باشا متولي المدينة المنورة
- أفندم
- قم وسلِّم المدينة للشريف
- أفندم
واستسلمت حامية المدينة (للشريف عبد الله بن الحسين بن عليّ)، وأعدَّ (فخري باشا) لذلك مرسوماً عسكرياً تم بموجبه تسليم المدينة وفق ما تمليه النظم العسكرية وقوانين الحرب وعاد الركب المدني إلى
المدينة المنورة في عهد (الشريف علي بن الحسين)، إلاَّ أن ابنته من زواجه الأول فقد تركها في عناية أمها وأجرى لها جراية ملك (حيدر أباد) على أمل أن يأتي بها حينما تكبر، وهذا الذي لم يحدث بسبب
كبر سنه وصعوبة الظروف في ذلك الوقت، فتزوجت من (السيد زين العابدين الحسيني)ـ قدم محبوب إلى المدينة المنورة فإذا بيته في المُغَيْسَلَةِ في العنبرية قد نُهِب بصكه الشرعي وكان قد اشتراه بخمسة
وثلاثين جنيهاً عثمانياً ذهباً، فلا بيت ولا عمل، فحاول إخراج صك له إلاَّ أنَّ محامي المالية (عبد الحق نقشبندي) ـ صديقه القديم ـ وقف معه بكل ما أوتي من قوة وأعانه على ذلك قومٌ آخرون لقد ودَّع اليوم
القطار الذي صحبه منذ عنفوان شبابه إلى الأبد، ودَّعه وهو يقول سيذكر العرب ذلك، والذي حدا به لهذا القول تلك المحاولات المتكررة من قبل البعض بتخريب سكة حديد الحجاز منذ أن كانت الفكرة في
مهدها؛ وكيف لا يأسف على سكة حديد الحجاز وهي التي تبرَّعت الشعوب الإسلامية بسخاء لأجل إنشائها؛ وقد عايش محبوب بعض محاولات التخريب؛ فمرَّة تعثَّر القطار وهو في طريقه بسبب تخريبٍ
أحدثه بعض الأشقياء فيما بين المدينة والشام؛ ثم انهالوا بنيرانهم على من في القطار؛ فكمن كلٌّ في مكمنه وتصدى لهم العسكر والحرس؛ أما سائق القطار فلم يكن مسلحاً؛ فألجأته رصاصةٌ إلى صخرةٍ؛
وكادت الرصاصةُ التي أطارتْ بطربوشه الأحمر القاني أن تودي بحياته. فعمل في معمل النسيج بالمدينة الذي كان ملك (حيدرأباد) قد تبرع به لأهل المدينة فعمل نسَّاجاً ثم كان أميناً للمستودع ومكث على
حاله هذا السنين ذوات العدد، حتى تزوج بزواجه الأخير في العهد السعودي من (عائشة هانم بنت الأفندي أحمد) من أهل مدينة (سيواس) في (تركيا) فولدت له (السيد حيدر)؛ و(السيد إبراهيم)؛ و(السيد محمد)،
وولدت له أولاداً ماتوا صغاراً وهم (أحمد)؛ و(فريدة)، وتوفي (السيد محبوب علي) في المدينة المنورة عام 1394 هجرية وقد بلغ من العمر سبعاً وثمانين عاماً
تدمير خط سكة حديد الحجاز :
كان أكبر تهديد تواجهه سكك حديد الحجاز هو البريطاني توماس إدوارد لورانس ومجموعة المتمردين العرب راكبي الجمال التي قادها والتي كانت تخرب الخط الحديدي لشن هجمات على القطارات التي
تحمل الجنود الأتراك. واستمر خط سكة حديد الحجاز في سيره بين المدينة المنورة وإسطنبول تسع سنوات حتى تم تدميره بعد بداية الحرب العالمية الأولى في بداية عام 1337هـ (1919م) وأواخر
عام 1337هـ، بمؤامرة من الجاسوس الإنجليزي لورانس وتنفيذ الشريف حسين ومساعدة من الأعراب القاطنين شمال الجزيرة العربية حيث خرب الخط ودمرت بعض جسوره وانتزعت قضبانه في
عدة أجزاء منه، وكانت الذريعة التي سوّلت للشريف حسين القيام بهذا العمل التخريبي تتمثل في احتمال قيام "أحمد جمال باشا" قائد الجيش العثماني الرابع باستغلال خط سكة حديد الحجاز في نقل قواته
لضرب الثورة العربية في عقر دارها. ويمثل تدمير الخط حلقة البداية لتقطيع أوصال العالم الإسلامي بين المنتصرين في الحرب العالمية وبخاصة بريطانيا وفرنسا ونهاية للخلافة العثمانية الإسلامية
ــــــــــــــــــــــــــ يتبع

__________________

«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»


التعديل الأخير تم بواسطة علي العسيس ; 08-18-2011 الساعة 01:46 PM
علي العسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78