لا اعرف كيف ابدأ مداخلتي هذه للرد على اخي وصديقي ورحيمي في نفس الوقت الاستاذ سعيد عبدالعزيز حيث تعجز كلماتي من الوفاء والاشادة بما يستحقه من ثناء وتقدير لمكانته الاجتمعاعية والعلمية والثقافية و العملية ناهيك عن اخلاقه العالية وتواصله المميز مع كل حدث او مناسبة تهم القرية وابنائها، فله مني كل تقدير واحترام وابشر يا ابا ايمن وان كنت قد لا اكون بمقدرتك في استعراض مثل هذه التجربة للعبرة والاستفادة وليس للتفاخر او الشهرة فعلا كانت ايامنا زمان صعبة وعصيبة على الكل تقريبا في المنطقة عموما وعلى مستوى القرية فمحدودية الموارد وقلة دخل الفرد اضطر كثيرا منا الى الهجرة الى خارج القرية وربما ان كثيرا من ابائنا سبقونا الى ذلك وربما كانت معاناتهم اكثر منا بمراحل ومنهم والدك ووالدي غفر الله لهم جميعا حيث ذهبوا الى خارج البلاد بحثا عن لقمة العيش الحلال ثم تبعناهم نحن لكن الى داخل البلاد فمثلا انا سافرت الى المنطقة الشرقية وعمري لا يتجاوز الثامنة اي لا زلت في مفهوم الجيل الحالي طفل لا يعتمد على نفسه وانما يحتاج ان يكون قريبا من والديه ولكن ظروف الحياة اجبرتني على التغرب في هذا السن المبكر الا ان ذلك كان بمثابة الدافع الاساسي لنجاحي في حياتي بعد توفيق الله ودعاء الوالدين ومتابعة واشراف الاخ محمد مشهور جزاه الله كل خير. انا اقول هنا ان النجاح لا يصنع في حياة الرجال في كثير من الاحيان الامع المعاناة والصبر والمثابرة وتحمل المصاعب وتجاوزها وعدم قبول الهزيمة او الاستسلام لاي عائق من او وهلة لذا اوصي ابنائنا وشبابنا اوالادا وبناتا ان يواجهوا الحياة بكل جد واجتهاد وان يبتعدوا عن الكسل والاتكالية فالاباء او الاخوان لن يكونوا معهم في كل مكان اوزمان فدورهم ينتهي عند مرحلة معينة وبعدها يجب ان يستقل الشاب بنفسه ويعتمد على طاقاته وابداعاته للوصول الى ما يتمناه في هذه الحياة اما ان الانسان يظل عالة على غيره مهما اؤتي من خير فهذا ليس من خلق الاسلام ولا من عادة الرجال العاملين ان كل اب يتمنى ان يرى ابنه في الوضع المناسب في هذا المجتمع ولن يتحقق ذلك بالنوم او التمني ولكن بالجهد والعطاء وقد تهيئة الفرص الان وما على الواحد منا الا الاستفادة منها قبل فوات الان هذه كلمات من القلب ابعثها لكل شاب او شابة في القرية وخارجها امل من الله ان يكون لها صدى ومعنى في نفس كل واحد،علما انني لم احاول في بداية حديثي التطرق الى معاناتي في هذه الحياة بالتفصيل حتى وصلت الى وضعي الحالي المتوضع مع احترامي لكل واحد وتقديري الشخصي لكل من كافح وجاهد في هذه الحياة بما يرضي ربنا اولا ثم طموحاته الشخصية فالاخ سعيد طلب مني استعراض طرفا من هذه المعاناة ولكني مع احترامي الشخصي لطلبه احتفظ يتفاصيل هذه التجربة لنفسي لكي لا تفهم او تفسر خطأ