|
04-18-2015, 11:56 PM | #1 |
كاتب جديد
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 1
|
"وحلق الطاووس" قصة قصيرة
وحلق ..الطاووس * كبر الطاووس وبدأ يشعر بجماله فخورا بألوان ريشه الفتان بكل ثقة ينشر جناحيه.. وبخطوات متمايلة يخطو رافعا عنقه بخيلاء.. لطالما ابهر من حوله بحركاته الرشيقة .. وألوانه الزاهية كان محط انظار الجميع و الحاسدين خصوصا بتعليقاتهم اللاذعة.. جلدوه وبنظرات الاحتقار.. اصابوه وما كل هذا الا.. لأنه حلم بالطيران!! وتأمل يوما ان ينطلق حرا من القفص الى الهواء الطلق الى العالم الواسع لم يكن ابدا حلما بالنسبة له بل كانت قناعة متمكنة من عقله كيف لا!! وهو طائر ..ولديه ريش ومازال فتيا ولا يمنعه من ذلك *شيء ..سوى القفص بالرغم من استهتار الجميع به وتقليلهم من عقله اعلن ذلك كالصاعقة قائلا: كلها ايام وسيأتي اليوم الذي وعدني فيه مربينا وسيعرضنا للبيع.. وترون كيف سأبهر الجميع وسيأتي من يعجب بي و يشتريني وسأكون أولكم خروجا من هنا ضجت عاصفة الضحك المكان واستمرت مع كلمات التجريح بالرغم من تألم الطاووس من احتقارهم له تركهم وعاد ادراجه بكل تحدي *الى قفصه وهو يحدث نفسه قائلا: لا عليك. .هم فقط مجموعة من اليائسين البائسين هم لا يعرفون ما اعرف ولم يسمعوا حكايات مربيهم الذي هو بمثابة أب له ويثق فيه كثيرا وكم كان يبثه بالثقة ويعده بالحرية والحياة هم لا يعرفون العالم الواسع في الخارج كلها ساعات ..نعم ويشرق اليوم الموعود " يوم الحرية" نام تلك الليلة بأحلام سعيد ينتظر الصباح بفارغ الصبر.. وكامل الامل واخيرا اشرق الصباح وتخللت اشعتها الذهبية .. ريشاته الامعة كم كان صباحا مميزا واجواء التحضيرات كالعرس والمكان كخلية النحل تجهيزا للافتتاح للجمهور والطاووس يتأمل المكان بابتسامة وثقة بأن هذا اليوم الاخير له في المكان شعور غامر بالغبطة والسرور وبنشوة الانتصار وبنظرات التحدي التي تشع من عينيه دقت ساعة الصفر أخيرا افتتح المعرض للزوار ... دقائق مرت انتظار ترقب غريب!! ماذا هناك؟؟ لا أحد ! سوى مربينا.. يمر بنا ويشد من ازرنا. .بنظراته. .و ابتسامته الخجولة.. و اليائسة !؟؟ بدأت الانظار تتجه صوب الطاووس ..بلوم وعتاب دقات قلبه تتسارع يتفصد العرق من جبين الطاووس وبدأ التوتر يظهر عليه لكنه بقي صامدا يحفز نفسه: أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة. .القليل من الصبر ... وأخيرا دخل مجموعة من الزوار لا تتعدى الاصابع لكن الطاووس قفز فرحا وبدأ يستعرض بريشاته الاخاذة ليشد انتباههم نحوه لكن.. لم يستطع الحركة! ماذا جري؟ هل شدة الفرح اصابته بالصدمة؟ اخذ يتفحص اصدقائه ويرى نظرات الاستخفاف حاول الكلام لم يستطع ! ماذا جرى؟ كأنه مكبل بإحكام! أخذ ينظر الى مربيه بتساؤل شاكيا حاله لكن بدأ مربيه مختلفا؟؟ وجه شاحب عينان حزينتان يا الهي ..هل حالتي صعبه لهذه الدرجة! لم يفهم شيئا! حتى انكسر الصمت بكلمة لأحد الزوار: لوحات رائعة. أيها الفنان المبدع وكلمة الاخر: هل تسمح بتصويري بجانب تلك اللوحة المزدانة بالألوان؟ وأشار الى الطاووس !!! صدمة دوار لا يعرف الطاووس هل اغمي عليه ام لا لكن بدأ كل شيء مظلما شعر بأنه محبوس *في فجوة *داخل كهف أسئلة: أين أنا؟ من انا! ألست طائر الطاووس؟ الم يروا ريشاتي! انهمرت الدموع غزيرة الغريب ان مع كل قطرة تسيل يذوب جسده معها وتتداخل الوان ريشه وتمتزج الالوان أخذ يصرخ بخوف و لكن ..بلا صوت ومع كل حركة كأنت تتناثر منه الالوان على ارض الكهف.. *وتلتصق على جدرانه وقتئذ عرف الطاووس.. ما هو ومن يكون فأستسلم للواقع وتوقف عن البكاء واستكان على الارض الرطبة من الالوان لم يحرك ساكنا..حتى أغلق المعرض انواره لم يعرف كم مر من الوقت لم يعرف هل نام تلك الليلة ام لا فلم يعد يهمه شيء بعد الان بقي كسيرا ملصقا خدة على الارض مفتوح العينين سمع خطوات ..يعرفها جيدا امتدت يدان حانيه نحوه ..و حملته وأخذته لخارج المعرض وأعادته الى المرسم وأسندت اللوحة على حاملها الخشبي رفع الطاووس بصره تلاقت العيون عينا الطاووس اليائسة وعيني مربيه الحزينة الذي ابتسم له لكن الطاووس *لم يحرك ساكنا لأنه أكتشف أخيرا أنه مجرد ألوان مسجونه *داخل لوحة فنان .. بقلم ريتا |
يتصفح الموضوع حالياً : 6 (0 عضو و 6 زائر) | |
|
|