قصة وقصيدة نمر بن عدوان الحقيقيه
--------------------------------------------------------------------------------
تبوك - قسمة السالم: جريدة الرياض
صدر حديثا عن دار الراية للنشر والتوزيع ودار حامد للنشر والتوزيع في الأردن كتاب "الأمير الشاعر والفارس الشيخ نمر بن عدوان" "الحقيقة الكاملة" نسبه، حياته، وشعره للكاتب والمؤرخ هاني الكايد والكتاب يقع في 270صفحة، استهله الكاتب بفصل عن نسب قبيلة العدوان في الأردن وسوريا، وتناول سيرة وحياة وشعر الأمير الشاعر نمر بن عدوان في اربعة فصول، بتسلسل زمني دقيق وتوثيق واقعي وحقيقي للأحداث والرموز، وفي مقارنة توضيحية ما ورد في الكتاب وما جاء في الحلقات السبع من مسلسل نمر بن عدوان التي بث على عدد من القنوات الفضائية. وأوضح الكاتب بعض الحقائق معتمدا على رواة ثقاة من قبيلة العدوان حول ميلاد الشيخ نمر ابن عدوان فذكر أن نمر بن عدوان ولد في صيف عام 1754من الميلاد في منطقة شفا بدران - تلعة نمر، واسمه عبدالعزيز وعاش في كنف عمه قبلان اذ توفي والده قبل مولده بشهرين، وكان شيخ قبيلة العدوان آنذاك الشيخ عدوان الثاني ابو كايد، وفي السنة الثالثة من عمر نمر توفي كايد ابن عدوان الأكبر، وبعد سنة توفي حمود واستلم زعامة العدوان صالح ابن عدوان وليس بركات كما ورد في الحلقة الأولى من المسلسل، وبقي صالح زعيما للعدوان حتى حدثت فتنة ما بينه وبين شقيقه ذياب، وبقي صالح في الشونة وذياب في قلعة السلط ومناطق الشفا، قاوم صالح الأتراك في مواجهات عديدة وقتل في قلعة السلط، اما أميرنا الشاعر نمر بن عدوان فقد تعلم مبادئ الفروسية منذ صغره، ركوب الخيل وكان "يثب" وثبا على صهوة الجواد، والصيد، وحمل بندقية وعمره تسعة أعوام.
وبالنسبة لرحلة نمر التعليمية مع السائحة الفرنسية، فقد أكد الأستاذ الكايد ان الأفواج السياحية آنذاك كانت تقدم لزيارة نهر الأردن والذي يطلق عليه سابقا "الشريعة" لأن السيد المسيح عليه السلام وعدداً من الأنبياء تعمدوا بمياهه، وصادف مرور السائحة مع وفد برفقة مترجم من القدس، ومروا بديار العدوان، ونزلوا في بيت بركات عم نمر، واعجبت السائحة بنباهة وذكاء وملامح نمر الرجولية، فأشارت عليهم ورجتهم ان يسمحوا لها بنمر لكي يتعلم القراءة والكتابة وبعد إلحاح وافقوا وذهب نمر معها الى القدس واقام فيها سبعة ايام او اقل فقط واصطحبته الفرنسية هو وصديقه موسى طوقان الى الأزهر الشريف وبقي فيه ست سنوات، وعاد الى أهله وديرته وقد بلغ عمره سبعة عشر عاما. وصادف بعد عودته بسنة واحدة فقط ان تعرضت قبيلة العدوان الى نزاعات داخلية وانشق صالح عن ذياب وحصلت مواجهات فيما بينهما، وحدثت صدامات متكررة ايضا ما بينهما وبين السلطات التركية على اثرها قتل صالح في قلعة السلط ثم قتل شقيقه ذياب بعد فترة قصيرة وخرج العدوان الى سوريا "جبل الدروز" وهناك أعدوا عدتهم واجمعوا رأيهم من جديد "وعادوا وعلى رأس زعامتهم" نمر بن عدوان، وكان لثقافة نمر وفروسيته، وشجاعته وايمانه بالله وحفظه للقرآن والسنة الشريفة دور كبير في لم شمل القبيلة من بعد الفتنة الداخلية بين الأشقاء، ودور ايضاً في اقامة تحالفات مع عدد من القبائل، واستقطب الفرسان الشجعان وكون قوة ضاربة صدت المعتدين وأوقفت ممارسات ند الأتراك والرعاع التعسفية ضد القبائل، كما أكد الكاتب ان وضحا زوجة نمر بن عدوان توفيت فجر يوم الاربعاء صبيحة عيد الفطر المبارك اثر مرض الكوليرا الذي غالبا ما يصيب التجمعات السكانية التي تسكن بالقرب من تجمعات المياه، وكان نمر بن عدوان يقوم العشر الأواخر من رمضان في المسجد الأقصى، وان الأمير الشاعر نمر لم يقتل نفساً بشرية قط وكان يكتفي بقتل خيول الفرسان، ومان يعلموا ان خصمهم نمر بن عدوان يولون الادبار لشجاعته المعروفة بين العربان. أما حادثة قتله للنمر المتوحش، فيبين المؤلف أن هناك حادثتين وليس واحدة، الأولى حدثت أثناء زيارة نمر ديار بني صخر ضيفا على نسيبه فلاح السبيله، وكان لدى فلاح راع جديد يرعى الإبل لم يمض على وجوده سوى ثلاثة أيام، ويجهل الأمكنة، وصدف ان مر برحلة العودة بجانب غدير في بطن واد، ويعرف هذا الغدير بمكان لنمر متوحش، ولما علم فلاح أن الراعي مر بتلك الطريق قام وعد الابل فوجد ان ناقة من افضل النياق مفقودة، فطلب من نمر ان يعطيه البندقية، كونها حديثة آلية ليس لها مثيل في الشرق الأوسط كله، فقال له ابشر فداك يا عم، فأخذ البارود وخرج، وسأل نمر وضحا عن وجهة والدها والتي بدا عليها القلق على والدها فأجابته، وطلب منها أن تحضر له عدلاً، والعدل أكبر من الشوال يحاك من وبر الجمال او الماعز ويحفظ فيه الطحين، فعمل فتحة بالعدل ولبسه فوق ملابسه، واستل سيففه وخرج قاصداً الغدير، وفي الطريق قطع شجرة زعرور وجرها، ووصل الغدير وإذ بالنمر يدق رقبة الناقة، فأخذ موقعه بشكل قرفصاء واستل سيفه ونادى على النمر وقال:
يا بايق - هذا سميك يا نمر واحذر الموت يا شيب
لا تقول جاك (النمر) بالغدر والبوق
يا بايق البوقان يا مقمن العيب
هذا قصاص اللي تعدى على النيب
خليتنا ع الدار نرحل بلا نوق
لعين وضحا الكاملة العقل والذوق
فوثب النمر على أبو عقاب، فولاه شجرة الزعرور فغرس شوكها في بطنه، وطالت مخالبه ظهر ابو عقاب وعلقت بالعدل، وعلى الفور غرس ابو عقاب سيفه في مؤخرة بطن النمر ومزعه، ومات.
وبينما هو يسلخ بجلد النمر وصل فلاح السبيله، فاندهش أمام المشهد، وقال كلمته المشهورة (والله إنه صدق الله سماك النمر يا نمر) وشاع خبر قتل النمر بين العربان، و ما ان عاد نمر الى ديار العدوان، وبينما هو جالس يروي قصته مع النمر، فاجأه ابن عم له بقوله يا ابن عمي يا نمر الفعل مهو الك الفعل للبارودة القنصلة، فقال له نمر وش قصدك يا ابن العم، فقال، انا قصدي انشوف فعلك بالبارودة القديمة خذ واحدة من بوارديدنا وخلينا نشوف صيدك، فقال له ابو عقاب، لا انا اخذ بارودتي القديمة (امغيضه) ونطلع الفجر باذن الله للصيد، وهذا ما كان وما ان وصلا منطقة تسمى الآن غور نمرين، واذ برف قطا يطير مفزوعا،، فانتبه ابو عقاب لذلك، وما هي لحظة واذ به امام نمر متوحش وها لوجه، فمد عليه بندقيته التي كان قد جهزها بطلقة، وتوكأ على ركبته واذ بملمس ناعم، ومن خطف نظره صوب ركبته واذ بأفعى كبيرة تلتف على قدمه فضغط بركبته ولم يعرها انتباها وركز على النمر، وضغط الزناد وقتله، وبعدها التفت الى الحية ليجهز عليها واذ برأسها قد سحق تحت ركبته، وكان ابن عمه يشاهد ذلك بأم عينيه، فذهل، وقال نفس الكلمات التي رددها فلاح السبيله (والله صدق اللي سماك النمر يا نمر) والله انك مفخرة للعدوان، واعتذر منه وضمه، وما ان وصلا القبيلة حتى انتشر الخبر وسميت المنطقة التي قتل فيها النمر، بغور نمرين.
وقال قصيدته المشهورة بهذه الحادثة:
مديت انا عالصيد ابكل الكلايف
حسبت ان الصيد ما بيه ريبه
لديت واني لأرقط الجلد شايف
واللي أيعدي بالصيد ما ينعدى به
بارودتي باللي عليها الوصايف
يا ساق ربدا كن بلتني امصيبه
ملحك يعوسنه اكفوفا نظايف
او بزرك امقطع من سبايك قضيبه
والله ان ما خليت اعظامه سنايف
يحرم على نقلك ما اعتني به
وترد عليه البندقية:
ان كنت مرعوبا امن الموت خايف
سوق النظر وافرق شبابا جذيبه
ويرد عليها:
ثار الفشق من عندنا بالجوايف
طب الطرب بالراس قمت انتخي به
لعين وضحا الكاملة بالوصايف
الموت نرده حوف ورد القليبه
لعين وضحا ما نهاب المخاوف
مانهاب غزوان الملا تنتخي به
طويت لده معرقة للعسايف
ثار البخت يا رب قدره عجيبه
اطبرس لن ثار البخت من يخالف
ثار بختك يرتقي امن النصيبه
الجدير بالذكر ان الكاتب الكايد هو من قبيلة العدوان.