هذا رد للدكتور عائض القرني على مقال مشعل السديري
ذكر الكاتب اللامع الأستاذ مشعل السديري في هذه الصحيفة يوم السبت الماضي كتابي (لا تحزن)، فأثنى على مبيعات الكتاب وأنها تجاوزت المليون نسخة، والصحيح أنها تجاوزت المليوني نسخة، بشهادة مكتبة العبيكان، وهذا بالعربي فقط، وقد تُرجم الى أكثر من عشرين لغة (وخاب من افترى) وقد دُعيت بإندونيسيا فوجدته الأول عندهم بلغتهم، وأظن أن هذا ليس فيه مؤامرة بين المؤلف والمكتبات، وليس للصهيونية العالمية يدٌ في مثل هذا الأمر، وبعضهم لا يعترف بهذا؛ لأنه معجب فحسب بالكتّاب الأجانب من اسكتلندا أو كلورادو أو سدني، وكما قالوا (زامر الحي لا يطرب)، وقد وصلني والحمد لله الثناء من مسؤولين وعلماء ومثقفين. وأشار إلى هذا بعض كتّاب «الشرق الأوسط» مثل الكاتب القدير سمير عطا الله، وما هو ذنبي أن ينجح هذا الكتاب هذا النجاح ويصبح الأول في العالم العربي، وأما جائزة نوبل فما كان قصدي الحصول عليها، ولن أردها إذا أنصفوني ومنحوني إياها وأنا انتظر، وكلما حان موعد إعلان الفائزين بها تسمّرتُ أمام التلفاز وقلت: (يا ربِّ عسى اسمي يجي) مع العلم أن بعض الإخوة أخبرني أن في لجنة جائزة نوبل بعض الأشخاص لا يرتاحون لي، حسبي الله عليهم، الله يجمد الدم في عروقهم، ومن الذي حلّلها لنجيب محفوظ وحرّمها عليّ، ولئن طال بكم عمر لتسمعوا ما يسرّكم، والأستاذ مشعل السديري كان محترماً في ما كتب عن (لا تحزن) وعني وله الشكر، أما ملاحظاته عن نسبتي للرسول ( كلاماً لم يقله فإنني ذكرته بلسان الحال لا بلسان المقال، يقول المحدث أبو عبد الله الأزدي:
* وجوّزوها بلسان الحالِ - والحظر عندهم من المقالِ.
أي الرواية بالمعنى، وتخصصي حديث نبوي درسته في الجامعة والمسجد والبيت حتى شاب رأسي وثلث لحيتي، وليعذرني أخي مشعل فما زلتُ في غيبوبة من هول الصدمة لمبيعات (لا تحزن) في العالم، وأظنني أشارك الكاتب في الأسلوب السهل البسيط لإيصال المعلومة للقارئ، بخلاف من ألَّف كتاباً فاستخدم فيه العبارات النخبوية، والمفرقعات الثقافية، والبالونات الخطابية، وطبع منه ثلاثة آلاف نسخة فبقيت في كراتينها وأخذ بعضها يهديها مع التحية لزملائه، ولولا التبجح لأخبرت أخي مشعل السديري بأسماء من ذكر لي إعجابه بكتاب (لا تحزن) من العلماء والزعماء وصنّاع القرار، والميدان يا حميدان، أكبر شاهد يا إخوان، وقد ذكرت جريدة «المدينة» نقلاً عن هيئة الإذاعة البريطانية، أن صدام حسين كان يصحب في السجن كتاب (لا تحزن) للعبد الفقير (أنا) ولهذا رزقه الله الميتة الحسنة فتشهّد، فمن أراد أن يموت مشنوقاً شريفاً فليقرأ كتاب (لا تحزن) بل بعضهم قرّر أن يموت فقرأ (لا تحزن) فعاد إلى الحياة، أما كثرة التأليف فأنا ألَّفتُ في سبعة فنون، ومتفرغ تماماً للقراءة والتأليف، وأنا أسامح من كل قلبي من لا يريد أن يقرأ لي، أما ما ذكره الكاتب السديري عن النجومية فهذا عصر الإعلام والفضائيات، وأما ثناؤه عليّ فالطيب من معدنه لا يُستغرب فهو من أسرة الجود والمجد (السدارى) كما قال شاعر عتيبة: يا مرحباً (بالسدارى) يا خوال الملوك ولو ألّف الأخ مشعل بأسلوبه السهل الممتنع البسيط الساخر لأصبح في الشرق كبرناردشو في الغرب.