بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك ثلاثة أنواع من أساليب التفكير من ناحية الزمن, سأذكرها باختصار:
التفكير المتوقف على الماضي, وهذا في الغالب لدى الأشخاص الذين لا يستوعبون (أو لا يندمجون في) الزمن الذي يعيشون فيه, ولهذا تجد أن حياتهم رتيبة, وتظهر عليهم علامات محددة, منها:
أنهم يتحدثون بصيغة الماضي غالباً, حتى في استشهاداتهم.
لا يحاولون التجديد في حياتهم.
ينتقدون الجديد, بمقارنته بالقديم, والذي يعرفونه تماماً, سواءً من تجاربهم الشخصية, أو من خلال ما سمعوه من الآخرين.
لا يلاحظون, أو يستوعبون الميزات الجديدة في غالبية الأمور.
يحاولون الإستمرار في هذا الوضع لعدم ثقتهم بأنهم يستطيعون أن يعيشوا (أو يفعلوا شيئاً) بطريقة أحدث.
قد يصل بهم الأمر إلى رفض أي جديد, ولا يتقبلون سوى ما يفرض عليهم فرضاً.
التفكير المستمر من الماضي والمرتبط بالحاضر, وهذا تجده في الأشخاص الأكثر ذكاءً من النوع الأول, والذين يستوعبون حاضرهم بشكل كبير, ويستفيدون من المعرفة السابقة, وهؤلاء لهم علامات أخرى, منها:
كثرة الحديث عما يلاحظونه حولهم.
حذرين من الجديد, ولكن لا يرفضونه.
يستطيعون التجديد ولكن بعد (الآخرين), بمعنى أنهم لا يفعلون شيئاً إلا بعد أن يروه في غيرهم, فإذا رأوه جيداً عملوه.
والمشكلة في كلا النوعين السابقين, أنهم مقلدون, ولا يمكن الإستفادة منهم في أغلب الأمور الجديدة, وهم في الغالب الأعم يمكن توجيههم بطريقة أو بأخرى إلى ما يريده غيرهم.
التفكير الذي ينظر للمستقبل, ويعرف الماضي ومستوعب تماماً للحاضر, وهذا للأسف قليل, ولكنه لدى الأشخاص المتميزين, والناجحين في حياتهم, وهبهم الله قدرة نادرة, وللأسف قليل من الناس الذي يستطيع معرفة (أو ملاحظة وجود) هذه النوعية, إلا من كان منهم من أصحاب المناصب أو الجاه, لأنه مسموع الكلمة بمنصبه أو بجاهه, وبالتالي يمكن تمييز ما يقول أو يفعل بسهولة.
وأصحاب هذا النوع من التفكير, هم الذين يستفاد منهم في أكثر أمور الحياة, لأنهم في الغالب مبدعون, يميزون أمورهم بشكل ممتاز, ويستوعبون حاضرهم بشكل كامل, وهم المجددون في الحياة, يستطيعون النظر للمستقبل من خلال ربط أحداث الماضي والحاضر, ثم معرفة ما يمكن أن يكون مستقبلاً بمنطق سليم.
أصحاب النوع الثالث من التفكير, هم الذين يوصفون بالعباقرة والمبدعين.
__________________
على كثر الكلام وكثر مـــا قبل الكلام جروح
سكت, وما لقيت الكلمتين اللي على بالي
أخاف ان قلتها,ما قلتها, وان قلتها بوضوح...
توسدني ملامات الرفيق وشرهة الغــــالي
مساعد الرشيدي