تناول عصير الفواكه الطبيعي والصافي لا يزيد في الوزن
يمد جسم الأطفال بالعناصر الغذائية الضرورية والمفيدة
الرياض: «الشرق الاوسط»
خلافاً لما يعتقد كثير من الناس، فإن تناول الأنواع الطبيعية والصافية 100% لعصير الفواكه لا يُؤدي إلي زيادة وزن الجسم، وعلى وجه الخصوص لدى الأطفال. ويُؤكد الباحثون من ولاية تكساس الأميركية أن تناول هذه الأنواع من العصير بكميات معتدلة سيُمد الجسم بعناصر غذائية ضرورية ومفيدة بدون أن يكون سبباً في زيادة كمية السعرات الحرارية (كالوري) التي تدخل الجسم، بل سيُسهم في المحافظة علي صحة الجسم والمحافظة على وزن طبيعي له.
وتأتي هذه التأكيدات من دراسات مختلفة حول عدم تسبب تناول العصير الصافي للفواكه الطازجة من قبل الأطفال وغيرهم باحتمالات الإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن، مع ورود دراسات أخرى حول فوائد تناولها في التخفيف من احتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب أو السرطان.
* عصير طبيعي وتعتمد فوائد تناول هذه الأنواع من عصير الفواكه على مجموعة من الجوانب: الأول: عدم تسبب تناولها في زيادة الوزن أو السمنة كما سيأتي معنا. والمعلوم أن السمنة وزيادة الوزن سببان مباشران في ارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين وأنواع محددة من السرطان. الثاني: احتواؤها على المواد المضادة للأكسدة الطبيعية وإمدادها الجسم بها، أي بخلاف الأنواع الأخرى من عصير الفواكه المحتوية على مواد مضادة للأكسدة غير طبيعية، أو المحتوية عليها بشكل مركز وبنسب غير طبيعية. والمعلوم هو دور هذه المواد المضادة للأكسدة في وقاية وحماية الجسم من تأثيرات العوامل البيئية والمواد الكيميائية الضارة على خلايا الجسم وأعضائه، وخاصة عند الحديث عن أمراض الشرايين في القلب والدماغ وغيرهما، وأمراض السرطان، وتدهور القدرات العقلية الذهنية، وظهور علامات الشيخوخة في الجلد وغيره. كما أن من المعروف أن الدراسات الطبية أثبتت وجود فروق في التأثيرات لتناول المواد المضادة للأكسدة من مصادر طبيعية وفي هيئة طبيعية، أي كالتي تتوفر في الفواكه والخضار الطبيعية أو في عصائرها الصافية بنسبة 100% والطبيعية، وبين تأثير تناول تلك المواد المضادة للأكسدة في هيئات غير طبيعية ومن مصادر غير طبيعية.
الثالث: احتواؤها على نسبة طبيعية من السكريات الطبيعية، ما يعني تلقائياً أنها لن تكون سبباً في رفع كمية طاقة السعرات الحرارية من الغذاء اليومي التي يتناوله الإنسان. وهو ما يعني، بالإضافة إلى عدم التسبب بالسمنة أو زيادة الوزن، عدم التسبب بإجهاد البنكرياس في إفراز الأنسولين والتسبب بالإصابة بمرض السكري أو الأمراض الأخرى المرتبطة بارتفاع تناول السكريات، وأيضاً عدم إجهاد الجهاز الهضمي في هضم السكريات وامتصاصها.
الرابع: إمدادها الجسم بكميات غنية وطبيعية، وفق النسب الطبيعية المتجانسة، للعناصر الغذائية الضرورية للجسم. وهو ما يُفيد الجسم من جانبين. الأول إمداد الجسم بعناصر غذائية كالفيتامينات والمعادن. والثاني إمداد الجسم بها في هيئة متجانسة من السهل على الجهاز الهضمي التعامل معها وامتصاصها، وهو ما يشمل فيتامينات سي وبي والفوليت والبوتاسيوم والمغنسيوم والحديد وغيرها كثير. الخامس: احتواؤها على الألياف الطبيعية وإمدادها الجسم بها. وهو الفارق الكبير بين عصير الفواكه وبين المشروبات الغازية في التأثيرات المفيدة للأولى والضارة على الجسم في الثانية. ومعلوم مدى دور الألياف في تقليل احتمالات الإصابة بالسكري عبر آليات شتى، ودورها في تقليل الإصابات بأمراض الشرايين واضطرابات الكولسترول والإصابات بالأمراض السرطانية.
السادس: بعدها عن احتواء أي مواد حافظة، ضارة أو مفيدة، وسواء كنا نتحدث عن مواد حافظة طبيعية أو صناعية. لأن تناول العصير الصافي والطبيعي يُجنبا الدخول في متاهات المواد الحافظة والتغيرات التي تُحدثها في تراكيب مواد العصير.
* العصير والأطفال وكانت نتائج الدراسات الطبية السابقة غير حاسمة في توضيح مدى تأثير تناول الأنواع الطبيعية والصافية 100% من عصير الفواكه على مقدار وزن الأطفال واحتمال إصابتهم بالسمنة. وهذا ما حدا بالباحثين من كلية بيلور للطب في هيوستن بولاية تكساس الأميركية إلى إجراء دراسة واسعة شملت حوالي 4000 طفل ممن تتراوح أعمارهم ما بين سنتين وإحدى عشرة سنة. واستخدموا المعلومات الواردة في البحث الإحصائي القومي للصحة والتغذية بالولايات المتحدة.
وقالت البروفسورة تيريزا نيكلاس، الباحثة الرئيسة والمتخصصة في تغذية الأطفال بالكلية المذكورة، إن الجملة المهمة في الدراسة هي أن استهلاك أنواع عصير الفواكه الطبيعية والصافية بنسبة 100% هو مصدر قيم لإمداد الجسم بالعناصر الغذائية ضمن وجبات الأطفال الغذائية. وأن هذا الاستهلاك لهذه الأنواع من العصير ليست مرتبطة بحصول حالات زيادة وزن الجسم.
وكانت الدكتورة نيكلاس قد قدمت نتائج دراستها ضمن فعاليات اللقاء السنوي لمجمع أكاديمية طب الأطفال، الذي عُقد الأسبوع الماضي في تورونتو بكندا في الفترة ما بين 5 إلى 8 مايو الحالي. وتمت الدراسة بدعم من وزارة الزراعة الأميركية، كإدارة حكومية محايدة، ورابطة منتجي العصير بالولايات المتحدة.
وأضافت القول «إننا لو نظرنا إلى مدى قوة البراهين والأدلة العلمية، فإننا نجد أن سبع دراسات، إضافة إلى التي قدمتها هذا الأسبوع، تُظهر بأنه لا علاقة بين تناول عصير الفواكه الصافي بنسبة 100% وبين زيادة الوزن كحالة تُصيب الأطفال».
واستطردت بالقول إنه حتى تناول أنواع عصير الفواكه الشائعة، أي غير الطبيعية الصافية، لم يكن ذا علاقة بالسمنة أو زيادة الوزن لدى الأطفال. لكنها لاحظت أن إقبال الأطفال فيما بين سن 2 إلى 11 سنة لم يكن عالياً على تناول عصير الفواكه بشكل عام. وهو ما يراه الكثيرون علامة غير صحية في نوعية مكونات محتويات الوجبات الغذائية للأطفال. وقالت إن 43% فقط من الأطفال الذين تمت دراسة نوعية مكونات تغذيتهم، تبين أنهم يتناولون الأنواع الصافية بنسبة 100% من عصير الفواكه الطبيعي، ما يعني أن 57% منهم لا يتناولونها. وهي نسبة أعلى مما توقعته الباحثة على حد قولها.
وتبين من نتائج البحث أن المعدل اليومي لتناول عصير الفواكه الصافي لدى الأطفال بلغ حوالي 4 أونصات (الاونصة نحو 29 مليلترا)، أي ما يُعادل تقريباً نصف كوب. وهي الكمية المنصوح بتناولها من قبل الأطفال، وتُمد الجسم بكمية لا تتجاوز 3% من كمية طاقة الطعام اليومية عند احتسابها بوحدات السعرات الحرارية (الكالوري). وكانت هناك مجموعة من الأطفال، بلغت نسبتها 13%، تتناول كميات عالية يومياً من العصير الصافي للفواكه الطبيعية، أي حوالي 12 أونصة وأكثر. لكن هذا التناول العالي لهذه النوعية من عصير الفواكه لم يرفع من احتمالات إصابة هؤلاء الأطفال بالسمنة أو بزيادة الوزن. بل على العكس من هذا، فإن الأطفال الذين أعمارهم ما بين 2 إلى 3 سنوات، والذين يتناولون كميات عالية من نوعية عصير الفواكه هذه، كانوا أقل احتمالاً للإصابة بالسمنة أو بزيادة الوزن بنسبة تفوق ثلاث مرات مقارنة بالأطفال الذين لا يتناولون عصير الفواكه هذا، ما قد يعني أن تناول عصير الفواكه الطبيعي والصافي 100% سبباً في حماية الأطفال من السمنة وإبعاد شبحها عنهم.
وتناول الباحثون جانباً أخر بالدراسة، وهو أن مقارنة كمية الدهون الكلية وكمية الدهون المشبعة وكمية الصوديوم وكمية السكر التي يتناولها الأطفال، فيما بين مجموعة متناولي العصير الطبيعي والصافي 100% وبين غيرهم من الأطفال، دلت على أن متناولي العصير الطبيعي والصافي من الأطفال كانوا أقل في تناول تلك العناصر الأربعة الضارة. كما أنهم أكثر إمداداً لأجسامهم بالعديد من العناصر الغذائية المهمة، مثل فيتامين سي، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم وفيتامين الفوليت وفيتامين بي ـ 6، وعنصر الحديد، هذا بالمقارنة مع غيرهم ممن لا يُقبل على تناول الأنواع الصافية والطبيعية من عصير الفواكه. كما أنهم أكثر إقبالاً على تناول الفواكه الطازجة الطبيعية مثل التفاح والبرتقال وغيرهما.
وهذه الملاحظات الثلاث لفوائد تناول العصير الصافي للفواكه الطبيعية، حينما تُضاف إلى دوره في تخفيف احتمالات الإصابة بالسمنة أو التسبب بها، تجعل من المنطقي أن يُبدي الآباء والأمهات اهتماماً خاصاً بتوفير هذه الأنواع من عصير الفواكه للأطفال وتعويدهم على تناولها وطلبها.
__________________
أناَ ليْ قلبُ ماَيحُــقـَـدْ.., ولاَيحُسَد.., ولاَ
يغَـــتُـــاَبـ ..
لإنْ النَاسْ مَن تُخطيْ لهاَ رب يجُاَزيـــٌــهـاَ..
ولاَ اندُمْ علَىْ البَايـُعْ ولاَ احُــزَنْ عـُـلىْ اللَعــُـاَبـ ..
وناَس ٍ ماَتقُـــدرَنيْ
أطنَــشُهاَ..واجُاَفيـهُـــــُـاَ }..