الموقع و الحدود
تقع منطقة الباحة في الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية ، و يحدها من الشمال والغرب منطقة مكة المكرمة ومن الجنوب والشرق منطقة عسير . اما الحدود القبلية فتحدها شمالا رنية وتربة والطائف وبلحارث وبنو مالك والبقوم وجنوبا القنفذة وبنو عيسى وبنو زبيد وبنو خثعم وبنو بحير وبنو سهيم وبنو ميمون وشرقا بيشة وبادية بني ميمون وأكلب وغربا الطائف والليث
المساحة و السكان
تعتبر الباحة أصغر مناطق المملكة العربية السعودية بمساحة تصل إلى 36000 كم2. ومدينة الباحةهي أكبر مدنها. ويتوزع سكانها على قرابة 1200 قرية. تمتاز المنطقة بتضاريسها ومنتزهاتها وغاباتها التي تتنوع فيها النباتات الطبيعية كما تزخر المنطقة بالعديد من الإطلالات الرائعة على قمم المنحدرات وينتشر بها المباني والأماكن ذات الطابع الاثري الجميل .
المناخ والتضاريس
برغم وقوع المنطقة ضمن نطاق المناخ القاري الجاف, إلا أن أرتفاع مناطقها الجبلية عن سطح البحر و تعرضها لرياح رطبة قادمة من سهول تهامة غرب الجزيرة العربية قد شكلت جواً معتدلاً صيفاً و بارد ممطر شتاءً.
تضاريس المنطقة تنقسم إلى سهول منخفضة غربية وصولاً لساحل البحر الأحمر تعرف بتهامة ، وجبال بركانية تعرف بالسراة. وتُغطى المناطق الجبلية بشكل شبة كلي أشجار صنوبرية محلية تسمى بالعرعر بالأضافة إلى بعض الأشجار الشوكية كالسدر و الطلح, وتنتشر على سفوحها مصاطب ومدرجات زراعية.
محافظات المنطقة
1-الباحة ( البلد) وإليها تنسب المنطقة ويتركز بها الثقل الإداري والتجاري, ومن أهم قراها: قرية الظفير ، قرية الزرقاء ، قرية رغدان ، قرية قراء ، قرية الجرة و قريه البارك.
2-المندق وتقع في سراة زهران.
3-بالجرشي وتقع في سراة غامد.
4-المخواة وتقع في تهامة زهران.
5-قلوة وتقع في تهامة زهران.
6-العقيق وتقع في بادية غامد وبها مطار المنطقة.
7- القرى وتقع في سراة زهران - طريق الطائف
سكان المنطقة
تعتبر الباحة مقر لقبيلتين عريقتين في تاريخ الأنساب العربى, قبيلة غامد ، و قبيلة زهران، و تُنسب هاتين القبيلتين إلى أزد شنوءة.و أسم المنطقة ، الباحة ،هو أسم لقبيلة متفرعة من قبيلة غامد كان يوجد بأحد قراها ،قرية الظفير ، مقر الأمارة بعد الحكم السعودي للمنطقة, والتى تداخلت مع بقية قرى قبيلة الباحة مكونة مدينة متوسطة المساحة سميت بأسم القبيلة, أى بـالباحة, ومنها أخذ أسم المنطقة.
وتشكل منطقة الباحة ثاني اعلى كثافة سكانية في المملكة نسبة إلى صغر مساحتها حيث يزيد عدد السكان عن 600.000 نسمة.
عمل سكان المنطقة يختلف بحسب طبيعة التضاريس ، فعلى الجبال تنتشر القرى التى يمارس أهلها الزراعة, وفي السهول الشرقية تمتد البادية التى يمتهن أهلها الرعي بالأضافة إلى السهول الغربية التى تسمى تهامة من زراعة إلى الرعي بحسب الممكن و توفر المياه.
وبالمنطقة خمسة وعشرون سوقاً شعبية الطابع متفرقة على ستة أيام في الأسبوع عدا يوم الجمعة
تاريخ المنطقة قبل الإسلام
كانت مسرحاً للأيام الأخيرة في حياة الصعلوك الشهير الـشنفرى الأزدى الذي ينتسب لقبيلة سلامان من زهران كما أن المنطقة خرج منها من حكم عمان والعراق وهم من دوس من زهران كما يوجد بالمنطقه عدداً من النقوش العبرية وأخرى بـخط المسند، وخلافها من رسوم و نقوش و كتابات عربية قديمة، على صخور متناثرة في أودية المنطقة.
تاريخ المنطقة خلال صدر الإسلام
تفتخر الممنطقة بإنها أخرجت من الصحابة الكثيرين ومنهم عبدالرحمن بن صخر الدوسي، الذي ربما يعد أشهر رواه الحديث في المذهب السنىّ على الأطلاق, والملقب بأبو هريرة, من قبيلة دوس إحدى قبائل زهران . و كذا فإن دوس هى قبيلة الطفيل بن عمر الدوسي, كما هو واضح من اسمه. ومن الصحابة أيضا: أبو ظبيان الغامدي حامل لواء غامد في معركة القادسية, و جندب بن جنادة ، وزهير بن سليم الغامدي, وسفيان بن عوف الغامدي, وصخر بن وداعه الغامدي. والحكم بن المغفل الغامدي, وعبدالله بن عفيف الغامدي, وعمير بن الحارث الغامدي, ومخنف بن سليم الغامدي, والحارث بن الحارث الغامدي, وعبدالله بن كعب الغامدي. و المقداد الأسود, وقد عد بعض المؤرخين المختصين عددا كبيرا من الصحابه تعود أصولهم أما لقبيلة غامد أو زهران.
كما يذكر التاريخ أيضاً وفود قبيلة غامد وزهران على الرسول و كيف أنه وصفهم بقوله ( حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء ) .و هنالك خلاف واقع بين بعض المؤرخين المهتمين بتاريخ المنطقة حول مدينة جرش التى ذكرت في أحد أحاديث الرسول فيما إذا كان المقصود بها مدينة بلجرشي أم هى مدينة أخرى.
المنطقه قبل الحكم السعودي
كان النظام القبلي هو السائد في المنطقة وهو المرجع الرئيسي، وكان لزهران شيخ شمل لكل قبائلهم؛ كما كان لغامد أيضاً شيخ شمل لكل قبائلهم، وتجدر الأشارة أن قبائل غامد و زهران هزمت الأتراك ولم يستيطعوا بسط نفوذهم على المنطقة وهي حقيقة تاريخية أشارت إليها كثير من المراجع التاريخية والمخطوطات العثمانية ذاتها، وأكد هذا بعض كبار السن اللذين لم يموتوا إلا في فترة متأخرة، كما أن المنطقة كان فيها كثير من المؤيدين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأنصار للدولة السعودية منذ عهد الدولة السعودية الأولى.
المنطقة في العهد السعودي
بعد توحيد المملكة العربية السعودية شهدت المنطقة قفزة حضارية نوعية, خصوصاً في أواسط السبعينات حين أرتفعت أسعار البترول . تمثلت هذه القفزة بأنشاء المدارس و المستشفيات و قيام قطاع حكومي متطور.و من أهم عمليات التطوير في المنطقة و أكثراها إلتصاقاً بذاكرة سكانها ، كانت شق الطرق المعبدة لكافة قرى المنطقة ، حيث أستفاد السكان من هذه الخطوة بشكلين, الأول بربط القرى بخطوط معبدة ببعضها و بالمناطق المحيطة بها, و الثانى و لعله الأهم بالنبسة لبعض السكان ،أن البعض قد أثرى من سياسية نزع المكليات لشق الطرق و الحصول تبعاً لذلك على تعوضيات سخية من قبل الدولة ، فأنتقل عدد منهم ،نتيجة لذلك, إلى خارج المنطقة لغرض أستثمار الأموال التى حصل عليها .و قد حقق بعض أبناء المنطقة نجاحاً ملحوظاً في التجارة. خلال تلك الفترة كان أنشاء شركة كهرباء الباحة ، قبل أن تدمج مع كهرباء الجنوبية لاحقاً.فعملت على توظيف أبناء المنطقة في طاقمها التشغيلي و الأداري, بالأضافة إلى الغاية الأساسية من توفير الطاقة الكهربائية الرخيصة لكافة قرى المنطقةو التى غطتها شبكة الكهرباء.
الزراعة قديماً و حديثاً
كان يقع أعتماد المنطقة الأساسي على الزراعة التى كانت تشتغل بها الأغلبية من السكان ، فكانت زراعة بعض أنواع الفواكة كالرمان و العنب مقتصدة ، في حين أنه كان المحصول الأساسي للمنطقة يتشكل من حب الحنطة و الشعير و بعض الحبوب المحلية المسماة بالدخن ، لا حقاً ، أنشرت زراعة الفاكهة كالتفاح و المشمش و الخوخ و الكمثرى بالأضافة إلى الفاكهة القديمة بالمنطقة كالرمان و العنب و التى حلت محل المحاصيل القديمة المكونة من الحبوب, كما أنشرت زراعة أنواع أخرى من الخضار الوافدة كالطماطم و البطاطس .
الخدمات الطبية
تتوفر في منطقة الباحة كافة الخدمات الطبية الأساسية و لعل أول مستشفى أنشئ في المنطقة هو مستشفى بلجرشي العام بمحافظة بلجرشي جنوب الباحة ب30 كم ، تلها إنشاء عدد من المستشفيات كمستشفى الملك فهد بمدينة الباحة و مستشفى المندق بمحافظة المندق و مستشفى المخواة بمحافظة المخواة و مستشفى العقيق بمحافظة العقيق و مستشفى قلوة بمحافظة قلوة و مستشفى النساء و الولادة و الأطفال بمحافظة بلجرشي و مستشفى النقاهه و العلاج الطبيعي بمدينة الباحة و مستشفى الصحة النفسية بمحافظة بلجرشي . كما تم الإعلان عن إنشاء مدينة طبية بمنطقة الباحة لخدمة المنطقة و المناطق المحيطة بها .
كما يتوفر في المنطقة عدد لا بأس به من المراكز الصحية المنتشرة في المنطقة و مراكز الهلال الأحمر السعودي ولا زالت المنطقة بحاجة إلى عدد من مراكز الهلال الأحمر السعودي و خاصة على الطرق الرابطة .
الثروة المعدنية
لازالت الثروة المعدنية بالمنطقة غير مستكشفة رغم وجود مناجم في عدد من المحافظات كمحافظة القرى ( شمال مدينة الباحة ) و محافظة العقيق ( شرق مدينة الباحة ) .
الثروة الزراعية
تتوفر بالمنطقة عددا كبيرا من المنتجات الزراعية و التي تسد بعض احتياجات المنطقة و من أهم عوائق الزراعة بالمنطقة هي ندرة المياه و من أهم المنتجات الزراعية بالمنطقة : الرمان و العنب و الخوخ و المشمش و الدبه و الطماطم و الموز و البطاطس و البوص و الكرز و النيم و عدد من المنتجات الآخرى
الصناعة
يتوفر بالمنطقة عدد من المصانع كمصنع الإسفنج و مصنع البلاستيك بمحافظة بلجرشي و لعل أهم أسباب بطء نمو الصناعة عدم توفر مدن صناعية بالمنطقة.
السياحة
تحتل منطقة الباحة أهمية كبيرة على الخارطة السياحية فهي تعتبر في منتصف الطريق ما بين محافظة الطائف و مدينة أبها السياحيتين و من أهم المعالم السياحية بالمنطقة:
غابة رغدان و منتزه القمع و غابة شهبة وقرية ذي عين الأثرية و عددا كبير من الغابات تزيد على الأربعين غابة .
ومن معالم السياحة بالمنطقة وجود تلفريك أثرب و الذي ينقل السائح من جبال السراة الشاهقة إلى سهول تهامة .
الآثار
تتوفر بالمنطقة عددا من المعالم الأثرية و التي من أهمها :
القرى الآثرية في كل قرية . قرية ذي عين الأثرية درب أصحاب الفيل قريتا الخلف و الخليف