إلي غزة
--------------------------------------------------------------------------------
أرُجولَةٌ، يا جوقَةَ الجُبناءِ
قَتْلُ النساءِ وهَدْمُ كلِّ بناءِ
ومِنَ البطولَةِ أنْ يكونَ سلاحُكُمْ
وَقْفاً على الأطفال والبُسَطاءِ
كم تقتلونَ، وكم قَتَلتَم قبلها
بغدادُ، أو يافا، وفي سَيْناءِ
* ** **
يا من تُخوِّفُني بِأنّكَ قاتلي
اقتُلْ، فما أبْقَيْتَ غيرَ سمائي
إقصِفْ، ودمِّرْ، لن تموتَ عزيمتي
لن تَسْتطِعْ مهما قتلتَ، فَنائي
لن ينحني للخوفِ طِفلٌ تَرُوعُهُ
لن ينكسِرْ مهما فعلتَ، إبائي
أيُخيفُني موتٌ، عَلَيَّ تَصُبُّهُ؟
أنَسِيتَ انَّ الموتَ سرُّ بقائي
أنَسِيتَ اني والقذائفُ رحلةٌ
تُروى منَ الآباءِ للأبناءِ
* ** **
مزِّقْ بما اُوتيتَ من جَبَروتِكُم
وانثرْ على كلِّ الثرى أشلائي
فَسَنُورِثُ الأبناءَ من أشْلائِنا
وطناً من الزيتونِ والحِنّاءِ
وستشرِقُ الشمسُ الجميلَةُ في غدٍ
وعُيونُها بِملامِحِ الشهداءِ
لِتعلِّمُ الأجيالَ أيَّ بطولةٍ
دارتْ هنا يوماً، وأيَّ فِداءِ
في كلِّ شِبْرٍ من تُرابيَ قِصَّةٌ،
أسطورةٌ، مكتوبةٌ بدماءِ
* ** **
يا أهلَ غَزَّةَ، ما تقولُ قصيدةٌ؟!
والقولُ أدنى حِيلَةِ الضُعَفاءِ
هلْ كانَ عَدْلاً إننا ببلادِنا
قَهْراً، نواسي نَزْفَكمْ بِبُكاءِ؟!
واللهِ ما ضَعْفٌ بِنا وتَخاذُلٌ
وتًرَدُّدٌ، وَمخافَةُ الأعداءِ
بل أمّةٌ،يخشى الردى صَوْلاتِها
ومكانُها، أعلى ذُرى العلياءِ