حِـبْـرٌ , وَمَـطـرٌ
حِـبْـرٌ وَمَـطـرٌ
كَحبّاتِ المَطرِ يَهطِلُ المِداد .. قَطرَةٌ هنا وقَطرَة هناك
وفي هذهِ المَساحة تَتَجمَّعُ القطراتِ
وَطن
سألتني : مَا الوَطَـن ؟
فأجبتها : كلّ أرض أسجدُ فيها لله بحريّة ، وكل زاويةٍ يخشع فيها قلبي وقلمي
هي لي وطن ..!
القلمُ ...
في يدِ المؤمن كـالغيث ، أينما ســال مـداده نَـفَـع
وفي يدِ المجـاهد ســلاح ، أينما سُـدِّد أصــــــاب
وفي يدي مُثقـلٌ بالألـم ، مُفعـم بالأمـلِ والرَّجــاء
وَسْـوَسَـة ..!
قَالت بازدِرَاءٍ : لستُ سوى نُقطة ؛ سَأرحَل ..
غَادَرت بعض الحروفِ فَشوَّهَت كلَّ المَعاني !
صَـدْمَـة ..!
بُحتُ لها قَائِلة : ثَمَّة شيء لا أفهمُهُ ...!
فنَصَحتني قائِلة : راقبي بصمت ، فكّري ، حلِّلي ، ثم استنبطي .
:
:
لَيتَني تَجاهلتُ نَصيحتها ورضيتُ بـ جَهلي ..!
مُحاولة
بحرَكةٍ رَشيقة وقفَ "عُمر" على يديه مُنتصِبا ،
وأسندَ رجليْه إلى شَجرةِ الصِّفصافِ التي خَلفَه ،
ثمَّ راحَ يَنظر إلى صديقِهِ " عَبد الله " وقد ارتسَمَت عَلى مُحيَّاه ابتسامَة مَقلوبَة ...!
عَبد الله : ماذا تَفعل أيها المَجنون ؟!
عُمر : مُحاوَلَة ؛ علَّني أرَى الدُّنيا بِـ اعتِدالٍ ...
أَلَم تُخبرني ـ يا صديقي ـ أنَّ حَال الدُّنيا قد انقلب ، انقلبَ رأسا على عَقب ؟!
تَرَوٍّ
إنْ خَالجَتكَ الظنونَ ـ يَومًا ـ
فاصْبر مُتَجمِّلا بـ الصَّمتِ ولا تتعجَّل الحُكمَ ..
دَعِ الأيَّام تؤدِّي دَورَها ،
فإمَّا أن تُؤكِد لكَ ظنونك أو تُنهيها !
وِحْدَة
أَلقَتْ بجسَدِها النِّحيل عَلى كرسيّها الخشَبي القَديم ؛ ضَمَّت بَعضَها إلى بَعضِها مُلتَحِفَة شَالَها البَنفسَجي ،
ذلكَ الشَّال الذي غَزلَته أمُّها قَبل وَفاتِها ، وَقدَّمته لَها هَديَّة قائلَة : البَرْدُ ـ يَا بُنيَّتي ـ لا يَأتي مِنَ الخَارِِِجِ !
يَومَ عِيدٍ
أقبَلَ الجميعُ وبِيَدِ كلٍّ مِنهُم طَاقةَ وَرد ، َسارَعوا نَحْوَ أمَّهاتهم ..
وحدَه مَن حَدَّقَ في الوُجوهِ ، طَرَقَ أبوابَ القلوبِ بَحثا عَنها ،
ومَا مِن مُجيب !
أَسْألُ : لِمَن سَيهدي طِفلي اليَتيم وُرودَهُ ؟