|
04-03-2011, 02:54 PM | #1 |
كاتب ألماسي
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 437
|
قرار عاجل جداً
قرار عاجل جداً إنه قرار المصير؛ الذي يهمني ويهمك، ويختص بشأني وشأنك ، قرار النجاة؛ الذي سيخرجنا من التعاسة إلى السعادة، ومن الشقاء إلى الراحة، ومن الغفلة إلى الصحوة، ومن الظلام إلى النور، القرار المهم الذي من أجله تسير حياتنا، وعليه يتوقف مستقبلنا، وفيه فوزنا بعد مماتنا. إن القرار الذي يجب أن يكون شغلنا الشاغل، وهمنا الدائم ، واهتمامنا المتواصل؛ هــو: التوبة من الذنوب ، والعودة إلى علام الغيوب. القرار بترك المعاصي نية وفعلاً، والإقبال على الطاعات نية وفعلاً. إنه قرار كبير عظيم ؛ نحتاج إليه طوال يومنا ، ولا نستغني عنه في كل دقيقة من حياتنا، وهو الذي يجب أن يستحوذ على تفكيرنا، وأن تعمل من أجله أقوالنا ، وتأخذ به جميع أفعالنا. هذا هو القرار المطلوب من كل نفس بشرية ـ المطيعة والعاصية ـ ،كل الناس يقترفون الذنوب، ويرتكبون الآثام، ولا يسلمون من الوقوع في الأخطاء، حتى أهل الخير والصلاح، والدعوة والإصلاح، ففي الحديث النبوي الشريف: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخاطئين التوابون" رواه الترمذي . نحن لدينا بشارة عظيمة، يجب ألا نغفل عنها دقيقة واحدة، فخالقنا الرحيم ؛ يبسط يده بالليل؛ ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار؛ ليتوب مسيء الليل، وهو الرؤوف بخلقه ؛ يفرح بتوبة كل مذنب ارتكب خطيئة، أو اقترف سيئة، وهو الرحيم الكريم؛ الذي يبدل السيئات إلى حسنات (إن صدق التائب في توبته) ،فـ "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" رواه ابن ماجه، وإن بلغت عنان السماء كثرة. سبحانه الرحيم العظيم؛ الذي يغفر للتائب وإن تهاون في الصلاة والزكاة والصيام والحج، وإن قتل وسرق وزنا وأكل الربا ، وإن غش وظلم وكذب واعتدى ، ولو كانت ذنوبه مثل زبد البحر، أو عدد قطر المطر، أو حبات الرمل ، وإن كانت لديه أخطاء كثيرة، وسيئات كبيرة، قال جل في علاه: "إِلاّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً"،(الفرقان:70). قرار الرجوع إلى عالم الغيب والشهادة؛ قرار سهل بالكلام، لكنه غير ميسر لكل إنسان، إذ يحتاج إلى مجاهدة النفس وهواها ، والاستعاذة بالله من نزغات الشيطان، والإكثار الدائم من الدعاء والاستغفار، وأما من وقع في معصية ـ وإن كانت صغيرة ـ ؛ فعليه أن يتوب فوراً، وأن يندم على ارتكابها ، وأن يعزم على عدم العودة إليها ، مع إعادة الحقوق لأصحابها، ففي الحديث النبوي الصحيح: " من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها" . وأما الذي يتكرر منه فعل المعصية، ويضيف عليها معاصي أخرى؛ فعليه ألا يدمن اللوم ، ولا يكثر الندم، يجب ألا ينهار، ولا يضعف ، ولا ييأس ؛ بل عليه أن يتوقف عن الخطأ ، وأن يتفوق على الزلل. يجب أن يحرص على أداء العبادات، وأن يمنع نفسه من فعل المنكرات ، كما يجب أن يتذكر؛ أن العافية لن تدوم، والنعمة لن تدوم ، والدنيا لن تدوم، ساعة الموت للإنسان مقررة، وهي قادمة في أي لحظة. "ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجدالله غفوراً رحيماً " (النساء: 10). |
04-03-2011, 03:22 PM | #2 |
نائب المدير العام
تاريخ التسجيل: May 2006
الإقامة: JEDDAH
المشاركات: 725
|
جزاك الله خيراً يا دكتور عبدالله. الفرصة متاحة للتوبة وأبواب الكريم مفتوحة مالم تبلغ الروح الحلقوم. المهم أن نعلم أن لكل أجل كتاب، وأن الموت قد يأتي بغتتة لا يمكن معه تدارك ما حدث من تقصير ومخالفات.
__________________
|
04-03-2011, 10:01 PM | #3 | |||||||||
أبو عمـــــر
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 2,513
|
|
|||||||||
04-04-2011, 10:15 AM | #4 |
عضو ادارة المنتدى
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الإقامة: الـــســــعــــــــــــوديــــــــــــــه
المشاركات: 3,030
|
وفقك الله يادكتور عبدالله / على هذا الطرح الجميل والرائع .
__________________
واخـــــــــــضــــــــع لا مـــــــــك وارضــــــــــهــــــــــا فـــعـــــقو قــــهــــــــا إحــــــــــدى الكــــــــبـــــــــــر |
04-04-2011, 01:46 PM | #5 |
المراقب الـعــــام
تاريخ التسجيل: Dec 2008
الإقامة: الرياض
المشاركات: 5,172
|
جزيت كل خير على الطرح المفيد والتذكير المهم |
04-06-2011, 03:40 PM | #6 |
كاتب ألماسي
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 437
|
إلى الإخوة أحمد مرزن المشرف العام أبو يارا عبدالله مرزن هكذا انتم في هذه الساحة؛ تساندون وتدعمون وتنصحون ولن تحرمون الأجر على كل حرف تكتبونه وفقكم الله |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|