هوس الغريزة

هوس الغريزة

فمما يحزن قلب كل مؤمن يخاف الله تعالى، ويرجو ثوابه، ويخشى عقابه ؛ هو انتشار مشاهد التفسخ والخلاعة، ومظاهر التهتك والابتذال في وسائل الإعلام وأدواته المختلفة، والتي تؤثر في السليم والمتعلم، وليس في الغافل والجاهل فقط.
وحجة المصدرين لهذا الانحراف هي: الحرية المطلقة، والتقدم والحضارة، وإشباع الميل والرغبة.
أما الأهداف الحقيقية التي ينشدونها فهي: إضاعة الدين، وإشعال الغريزة، وإشاعة الفاحشة، وإفساد لكل نور وخير، وقيمة وفضيلة، وهذا مما يسعى إليه أرباب الكفر، وسدنة التغريب ، وحملة الليبرالية.
والذين يخاطبون في مناشطهم الغريزة الفطرية التي أودعها الله تعالى في النفس البشرية ، ويعملون على إثارتها وتأجيجها بوسائل منحلة، وأساليب منحطة: عري وشذوذ، وخلاعة ومجون، ومما تهواه النفس الأمارة بالسوء؛ من كلمة ناعمة، وصورة فاضحة.
ولهم في بث فجورهم، ونشر فسادهم قنوات وبرامج فضائية ، ومدونات ومنتديات شبكية، ومجموعات بريدية، وقصائد وروايات أدبية، ونوافذ صوتية ، ومنافذ مرئية .

إن لغة الجنس ـ في غير مصرفها الشرعي ـ لغة تلوث المكان، وتفسد الأخلاق، وتنشر الأمراض، وتطفئ نور الإيمان، وتدفع العقل إلى انتهاج مسالك الإجرام.
فيها تجريد للإنسان من الكرامة والمروءة والفضيلة؛ التي يجب أن يتحلى بها في كل زمان، وأن يحرص عليها في كل مكان.

ثم هاهي اليوم آثارها السلبية شاهدة، ونتائجها السيئة حاضرة، فأصحاب الفن يجاهرون بارتكاب المعصية ، ولا يرون في الرذيلة جريمة منكرة، وهاهم أصحاب الغيرة المنزوعة، لا يمانعون في السفور والمخالطة، ولا يرون أي حرج بين الجنسين؛ في المجالسة، ولا في الممازحة.

وغير ذلك ؛ فإن متابعة هذه اللغة مدعاة إلى التأثر بها، وارتكاب ممارسات محرمة، واقتراف أفعال قبيحة، ففي كل يوم نقرأ عن قيام هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقبض على حالات معاكسة وخلوة ، ولقاءات محرمة.

ومن الثمرات المهلكة لهذه اللغة: مرض الإيدز، الذي ظهر في الإحصائية الأخيرة لوزارة الصحة بأرقام مفجعة وخطيرة ؛ حيث بلغ عدد المرضى المصابين بهذا المرض (14) ألف مريض، منهم(4458) مصاباً يحملون الجنسية السعودية.
وتأتي محافظة جدة في قائمة النسبة الأكبر؛ من إجمالي الحالات المصابة ، تليها العاصمة) الرياض)، لكنها ـ ولاشك ـ إحصائية غير دقيقة، إذ توجد حالات غير مسجلة؛ والتي يتم علاجها بشكل سري في دول أخرى.

ومن نتائج هذه اللغة: ظهور الفساد في البر والبحر، كقلة الأمطار، وكثرة الأمراض، ووقوع الزلازل، وحدوث البراكين؛ وذلك بسبب المعاصي التي يقترفها الناس؛ ليصيبهم بعقوبة بعض أعمالهم التي عملوها في الدنيا؛ كي يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى، (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)،(الروم:41 ).

وحتى نحافظ على مجتمعنا من الانسلاخ والتدهور والهلاك؛ يجب أن نحميه من عوامل الابتذال ، وأسباب الانحلال، وأن تعود إليه البرامج التوعوية ، والمشاريع الدعوية؛ التي انخفض نورها، وانحسر نشاطها، إذ يعدّ الوازع الديني هو الجهاز المناعي العظيم للنفس الإنسانية، والذي يحميها من الجنوح والأخطار والسلوك الضار.

كما ينبغي على الإنسان أن يتدرب على غض بصره، وضبط مشاعره وميوله ورغباته، وأن يكبح جماح تفكيره الضار، وأن يوجه طاقته في مسلك مفيد، أو ممارسة نافعة ؛ فإن متابعة هذه اللغة ، سيصيبه بالانغماس المستمر فيها، والإدمان المتواصل على ملاحقتها.
(يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر(.(النور 21).

كلام جميل تشكر عليه في هذا الزمن التي انتشرت فيه المغريات والفتن واصبحت في متناول الصغير قبل الكبير ولذلك نقول التوعيه التوعيه وقد وقع الكبار فكيف بالصغار ولاحول ولا قوة إلا بالله

جــزاك اللـه خير يا د/ عبـدالله

موضوع بالغ الاهمية للجميع الكبير والصغير بارك اللـه فيك وجـزاك اللـه خـير 0

جزاك الله خيراً أخي الفاضل على هذه الأسطر الرائعة والتوجيهات السديدة...
منذ فترة كنا نسمع عن زنا المحارم كثيراً في الغرب ولانستغرب ذلك في بلاد الإنحلال،،
ولكن في وقتنا الراهن أصبحنا نسمع عن حالات تقع في بلدنا للأسف بسبب هذا الانفلات ... وكما سبق وتفضلت:
ينبغي على الإنسان أن يتدرب على غض بصره، وضبط مشاعره وميوله ورغباته، وأن يكبح جماح تفكيره الضار، وأن يوجه طاقته في مسلك مفيد، أو ممارسة نافعة ؛ فإن متابعة هذه اللغة ، سيصيبه بالانغماس المستمر فيها، والإدمان المتواصل على ملاحقتها.

مشكور يا دكتور عبدالله فجميع مواضيعك جميله , وكلها هدافه , وكل موضوع تكتبه جديد أفضال مما سبق . عناوين رائعه , وطرحها جميل . فلك الشكر والتقدير . وأسأل الله أن يحفظك , ويمتعك بالصحه , ونسعد بمواضعيك . ولك الف تحيه وسلام . 21/1/1433

إلى الأحبة:

أبو عابد
علي العسيس
المشرف العام
عبدالله مرزن

هكذا أنتم، وهذا ديدنكم ؛ تدعمون الكلمة الطيبة، وتساندون المشاركة النافعة.

فجزاكم الله خيراً

جزاك الله خيراً أخي الفاضل على هذه الأسطر الرائعة
كلام جميل تشكر عليه في هذا الزمن
ولاحول ولا قوة إلا بالله
(يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر)
تحياتي همس الوجدان

يعطيك العافية اخوي ،،،

في واقع الأمر هناكـ حملة شرسة منذ سنين على المملكة العربية السعودية من أجل تجريد المجتمع من مبادئه القيمة والسوية حتى يتحقق لهم مايصبون اليه وهو تجريد نسائه من العفة ورجاله من الرجولة !!

بنو ليبرال أناس قد شربو حليبهم من ثدي ( تمثال الحرية ) وابهرتهم الحضارة الغربية اللتي هي في حقيقتها حضارة شكلية مفرّغة من أبسط مبادئ الإنسانية حتى وصل بهم الحال أن أصبح الحيوان في مجتمعهم أغلى لديهم من دم ( الزنوج ) !!

أنا من الناس الذي كانوا ومازالو وسيظلون بحول الله وقوته يحاربون هذا الفكر الدخيل بشتى الوسائل فسابقاً قمت بإنشاء منتدى ( مكافحة الليبرالية - عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] ) ولكن لم يستمر مدة طويلة لأسباب شخصية ..

بنو ليبرال بكل أسف استطاعوا السيطرة على أهم سلاح في العالم والذي يفوق في تأثيره وقوته وشره ( أسلحة الدمار الشامل ) الا وهو ( الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ) فبدأو في بث سمومهم وأفكارهم المنحرفة ورؤيتهم المتدنية للدين الإسلامي حتى تأثر الكثير من شبابنا وبناتنا بكل أسف ،،

والغريب في الأمر أنهم دعاة حرية الرأي !! وحرية الرأي منهم براء فـ هم من واقع تجربتي الشخصية في نقاشهم ومحاورتهم أشد إقصاءً ممن يقال عنهم المتشددين فهم يطبقون مقولة ( لا أريك الا ما أرى ) بشكل مضحك من جهة ومخزي من جهة اخرى وفاضح من كل الجهات ..

عموما الف شكر لك ياصاحب الموضوع وتقبل مروري ،،

شكراً للكريمة / همس الوجدان، وللكريم/ أحمد بن مسفر ؛ على كريم الاطلاع.